يقيمّ المحامون والمحللون الخسائر التي سيتكبدها المستثمرون في الصين، التي قد تبلغ نحو 56 مليار دولار بحسب أحد التقديرات، في ظل مواجهة "تشونغتشي إنتربرايز غروب" (Zhongzhi Enterprise Group Co.)، عملاقة بنوك الظل الصينية التي تحاصرها الأزمات، تحقيقاً جنائياً.
من المتوقع أن يخسر المستثمرون أكثر من 3 أرباع أموالهم، وسيستردون 100 مليار يوان فقط (14 مليار دولار) من ديون تقارب 460 مليار يوان، بحسب سيناريو وضعه ينغ يوي، المحامي بمكتب "ليكوال" (Leaqual Law Firm) للمحاماة في شنغهاي. وبالاستناد إلى خبرته في قضايا أخرى، يتوقع أن تكون إجراءات التقاضي بطيئة وطويلة.
قال صَن جيانبو، مؤسس شركة "تشاينا فيجن كابيتال" (China Vision Capital) لإدارة الأصول، ومقرها في بكين، إن الأصول فائقة المخاطر تباع عادةً بخصم 70% من قيمتها. وهذا يعني أن المستثمرين قد يستردون نحو 13% من أموالهم، وفقاً لتقديرات "بلومبرغ".
قالت السلطات خلال نهاية الأسبوع إنها فتحت تحقيقاً جنائياً في نشاط "تشونغتشي" لإدارة الأموال، بعد أيام من تحذير الشركة من حالة تعسر شديدة، وكشفت عن عجز في ميزانيتها قيمته 36.4 مليار دولار. وتم حث المستثمرين على تقديم الأدلة والشكاوى عبر الإنترنت.
كم حجم الخسارة؟
تعد الدعوى بمثابة تذكير للمستثمرين الصينيين الأثرياء الذين عادة ما يسعون إلى الحصول على عائدات مرتفعة من منتجات تبيعها شركات غير مُحكمة التنظيم، مثل "تشونغتشي". أثارت الشركة القلق للمرة الأولى في أغسطس الماضي، بعدما تخلفت شركة تابعة لها عن سداد مدفوعات للعملاء مستحقة عن منتجات استثمارية مرتفعة العائد.
اقرأ أيضاً: الطلب على النقد في هونغ كونغ يرفع الفائدة بين البنوك لأعلى مستوى في 16 عاماً
قال ينغ في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم السبت الماضي، إن إيرادات بيع أصول "تشونغتشي" البالغة قيمتها 200 مليار يوان قد تبلغ 100 مليار يوان على أفضل تقدير، ما يعني أن المستثمرين قد لا يستردون إلا 23% فقط من أموالهم، استناداً إلى متوسط إجمالي ديون الشركة، الذي يتراوح ما بين 420 و460 مليار يوان، الذي كشفته سابقاً.
إلا أن النسبة قد تكون أقل بكثير، إذ قالت شركة إدارة الثروات الأسبوع الماضي، إن السيولة نضبت، ويُتوقع أن يكون المبلغ القابل للاسترداد من بيع الأصول ضئيلاً.
قضايا مشابهة
أشار ينغ إلى أن نسب استرداد الاستثمار في الحالات المشابهة أدنى بكثير من 23%. وأضاف أن هناك دعوى جنائية متعلقة بمبلغ 30 مليار يوان تنتظر قرار إعادة المحاكمة لأكثر من 4 سنوات منذ الكشف عن الفضيحة، كما يتوقع أن تسير الإجراءات القانونية في قضية "تشونغتشي" بوتيرة أكثر بطئاً نظراً لحجم ديونها.
اقرأ أيضاً: تصاعد زخم تعافي اليوان بدعم من عوامل موسمية
عادةً ما تجمع بنوك الظل، مثل "تشونغتشي"، المدخرات العائلية لتقديم قروض، والاستثمار في العقارات، والأسهم، والسندات، والسلع. وفي السنوات الماضية، رغم تقليص صناديق الاستثمار المنافسة المخاطر، قدم البنك والشركات التابعة له، لا سيما "تشونغتشي إنترناشيونال ترست" (Zhongzhi International Trust Co.)، تمويلاً للمطورين العقاريين المتعسرين، وسارع إلى شراء أصول من شركات منها "تشاينا إيفرغراند غروب".
تأسست "تشونغتشي" في 1996، ومقرها في بكين، وتوسعت لتصبح إمبراطورية شاسعة، بلغت قيمة أصولها، في ذروتها، أكثر من تريليون يوان.
تملك المجموعة أسهماً في 6 مؤسسات مالية مُرخصة، منها "تشونغتشي إنترناشيونال ترست"، و5 شركات لإدارة الأصول، فضلاً عن 4 شركات لإدارة الثروات، بحسب موقعها الإلكتروني. وتملك أيضاً حصصاً مسيطرة في مجموعة من الشركات المُدرجة بالبورصة في قطاعات تمتد من أشباه الموصلات إلى الرعاية الصحية والاستهلاك.