تركز شركة "يو بي إس أسيت مانجمنت" (UBS Asset Management) على تحسين الاستثمارات التي تمتكلها فعلاً في البنية التحتية، في ظل تراجع الصفقات إلى أدنى مستوى في 10 سنوات وتسببها في الحد من فرص شراء أصول جديدة.
قال أندرو موريس، رئيس حقوق ملكية البنية التحتية لدى الشركة، إن الذراع الاستثمارية لبنك "يو بي إس" السويسري، التي تبلغ قيمتها 1.5 تريليون دولار، تزود مشروعها لمزارع الرياح في تكساس "فينيكس ويند ريباور" (Phoenix Wind Repower LLC) بتوربينات أكثر قوة، بينما تستبدل خطوط النحاس القديمة بشبكات ألياف ضوئية جديدة في الريف الفرنسي والألماني من خلال "ألتيتيود إنفرا" (Altitude Infra) و"نورثرن فايبر نتووركس" (Northern Fibre Networks).
في مقابلة في سيدني، أضاف موريس: "نتطلع إلى اغتنام الفرص التي تمكننا من تحقيق قيمة واضحة من أنشطتنا الاستثمارية، وهذا يعني تحمل مزيد من المخاطر لتحقيق نمو أكبر بدلاً من الاكتفاء بشراء أصول البنية التحتية لأنها جيدة ومستقرة وتدر عائداً".
"يو بي إس" يسعى لإحياء نشاط الصفقات في الشرق الأوسط
منافسة على الاستثمار في المشاريع
تتجه صفقات البنية التحتية العالمية نحو تسجيل أبطأ عام لها منذ 2013، حيث أدى ارتفاع أسعار الفائدة ومبالغة مؤسسات الاستثمار في تخصيص استثمارات في الأصول الخاصة إلى ضعف الطلب على أصول البنية التحتية. وهذا الاتجاه سيستمر على الأرجح حتى العام المقبل، وفقاً لموريس، الذي يتوقع أن تحافظ البنوك المركزية على تكاليف الاقتراض مرتفعة نسبياً في معركتها ضد التضخم المستمر.
أثناء زيارة إلى أستراليا لمقابلة العملاء، قال موريس الذي يقيم في لندن: "كان هناك قدر كبير من المنافسة على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية في المنطقة قبل عامين، لكن هذا الاهتمام تراجع الآن".
قال موريس إن شركته تستهدف الشركات التي تمثل قلب تحول الطاقة والرقمنة، وهي شركات تشكل ثلاثة أرباع ما يحتفظ به صندوق أسهم البنية التحتية.
قامت "يو بي إس" بشراء شركة "ديتوم داتاسنترز" (Datum Datacentres) في المملكة المتحدة خلال 2021 وهي تقوم ببناء مواقع لمراكز بيانات تلبي الطلب المتزايد في المدن البريطانية مثل مانشستر. ويساعد استقرار الشبكة في تكساس من خلال بطاريات تخزين وأصول طاقة الرياح القريبة على تحسين أداء شركة "فينيكس ويند ريباور"، وهي شركة استحوذت عليها في 2019.
"يو بي إس" يسجل خسائر فصلية لأول مرة منذ 2017 رغم فوزه بعملاء "كريدي سويس"
%42 تراجع في قيمة صفقات البنية التحتية
قال موريس، الذي كان مسؤولاً تنفيذياً سابقاً في صندوق التقاعد الكندي (Canada Pension Plan)، إن "الحاجة إلى رأس المال هائلة في هذه القطاعات على مستوى العالم". وتابع: "أينما كان موقعك في سلسلة القيمة، سواء في الطرف الصغير أو المتوسط أو الكبير، فإن الفرص كبيرة".
عادة ما تستهدف صناديق أصول البنية التحتية التابعة لـ"يو بي إس أسيت مانجمنت" الاستثمار في الشركات متوسطة الحجم في أميركا الشمالية وأوروبا، وتتجنب الصفقات الضخمة التي تسيطر عليها بشكل متزايد صناديق التقاعد الكبيرة وصناديق الثروة السيادية ومديري صناديق الأسواق الخاصة العملاقة.
ويعكس الدافع للاستثمار وتحسين أصول البنية التحتية القائمة تباطؤاً في الصفقات، وتردداً بين البائعين لإعادة تسعير الأصول بعد رفع العديد من الاقتصادات المتقدمة لأسعار الفائدة خلال الأشهر الـ18 الماضية.
تراجعت قيمة صفقات البنية التحتية بنسبة 42% خلال 2022 ولم تتعافَ بعد هذا العام، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". يتوقع موريس استمرار هذا التراجع خلال العام المقبل، في ظل بقاء شهر واحد على انتهاء عام 2023، وبلوغ حجم الصفقات أدنى مستوى سنوي منذ 2013.
أضاف: "نحن مقبلون على فترة تضخم مرتفع، والتي يعود أحد أسبابها إلى مقدار رأس المال اللازم لتحول الاقتصاد في مجال الطاقة، وهذا سيكون مكلفاً للغاية".
