تستعد شركة "بي واي دي" (BYD) لتجاوز "تسلا" كأكبر شركة لبيع السيارات الكهربائية في العالم، إذ تكتسب المبيعات العالمية لمصنعة السيارات زخماً كبيراً.
تقترب العلامة التجارية الأكثر مبيعاً في الصين من التفوق على شركة "تسلا" في الربع الأخير بعد أن أدت فترة توقف مصنع الأخيرة عن الإنتاج إلى تسجيل أول تراجع في تسليمات مُصنعة السيارات الأميركية منذ أكثر من عام.
باعت "بي واي دي" 431,603 سيارات كهربائية بالكامل خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر، أي بزيادة 23% عن الربع الثاني. وعلى الناحية الأخرى، شحنت "تسلا" 435,059 سيارة على مستوى العالم في الربع، ليبلغ الفارق بين الشركتين 3,456 سيارة والذي يُعد الأضيق حتى الآن.
قال تايلور أوغان، الرئيس التنفيذي لصندوق التحوط "سنو بول كابيتال" (Snow Bull Capital) الذي يقع مقره في شنتشن، والذي يمتلك أسهماً في كل من شركتي صناعة السيارات: "ستتجاوز مبيعات (بي واي دي) من سيارات الركاب الكهربائية بالكامل نظيرتها لدى "تسلا" في الربع الرابع".
"بي واي دي" تسجل مبيعات قياسية
تراجعت أسهم "بي واي دي" بنسبة تصل إلى 3.6% في بورصة هونغ كونغ صباح يوم الثلاثاء، متأثرة بالانخفاضات الأوسع في مؤشر "هانغ سنغ" (Hang Seng)، الذي سجل أدنى مستوى يومي له منذ نوفمبر 2022. كما تراجعت مبيعات شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية الأخرى مثل "لي أوتو" (Li Auto) و "جيلي أوتوموبيل هولدينغز" (Geely Automobile Holdings) .
باعت "بي واي دي" التي يقع مقرها في شنتشن ما مجموعه 822,094 سيارة لتسجل مبيعات قياسية لربع آخر، لتعزز موقعها كعلامة تجارية للسيارات الأكثر مبيعاً في الصين.
تشتهر "بي واي دي" ببيع السيارات بأسعار معقولة للمستهلكين، وقد أحرزت تقدماً كبيراً في تعزيز جاذبيتها، ما ساعد على زيادة مبيعاتها. أضافت الشركة علامتين تجاريتين فاخرتين للسيارات الكهربائية، "يانغ وانغ" (Yangwang) و"فانغ شنغ باو" (Fang Cheng Bao)، لتتجاوز أسعارها فئة المليون يوان (137 ألف دولار)، أي أكثر من ضعف سعر بعض سياراتها الراقية السابقة. كما أطلقت طرازي "سيغول" (Seagull) و"دولفين" (Dolphin) بأسعار أرخص، لمنافسة الشركات الأخرى.
صادرات متزايدة
تساهم الصادرات المتزايدة في تعزيز مكانة الشركة، التي تُصنّع أيضاً بطارياتها ورقائق أشباه الموصلات الخاصة بها، إذ تتطلع إلى زيادة المبيعات الخارجية لتُضاف إلى هيمنتها في الصين.
شكّلت الصادرات 9% من مبيعات "بي واي دي" في الربع الثالث، ارتفاعاً من 5% في الربع السابق، وفقاً لجوان تشن، المحللة لدى "بلومبرغ إنتليجنس".
قالت تشن: "سيشكل ذلك محركاً رئيسياً لحجم المبيعات خلال العام المقبل، إذ توسع (يي واي دي) وجودها العالمي من خلال إطلاق المزيد من السيارات الكهربائية الجديدة".
ومع ذلك، تخضع كل من "بي واي دي" و"تسلا" للتدقيق من قبل المسؤولين الأوروبيين، الذين بدأوا تحقيقاً بشأن دعم الصين للسيارات الكهربائية، حيث يزعمون أن هذه الإعانات وضعت شركات صناعة السيارات الأوروبية في وضع غير تنافسي.
جاءت تسليمات "تسلا" أقل من التقديرات بنحو 20 ألف سيارة، حيث أعدت مصانعها لصنع الطراز المحدث من "موديل 3 " وشاحنات "سايبر تراك" (Cybertruck) التي لم تُطلق بعد. ومع ذلك، أكدت الشركة التي يرأسها إيلون ماسك هدفها السنوي لبيع 1.8 مليون سيارة. وعلى الناحية الأخرى، لا تزال "بي واي دي" على المسار الصحيح لبيع حوالي 3 ملايين سيارة متضمنة السيارات الهجينة.
أعادت شركة صناعة السيارات إطلاق سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات من طراز "واي" (Y) بنسخة ذات دفع خلفي في السوق الأميركية بسعر أقل، بعد أن جاءت تسليماتها أقل من تقديرات البنوك الأميركية الكبرى. أجرت "تسلا" أيضاً بعض التعديلات على طراز "واي" في الصين، على الرغم من ترك سعرها على حاله دون تغيير.