تسعى شركة "أرامكو السعودية" لاقتناص مزيد من عمليات الاستحواذ في مجال الغاز الطبيعي المسال بعد أول صفقة لها على الإطلاق في القطاع الشهر الماضي، حيث تتوقع طلباً متزايداً على الوقود.
أعلنت عملاقة الطاقة السعودية الأسبوع الماضي عن دخولها السوق من خلال شراء حصة في شركة "مد أوشن" التي تستحوذ على حصص في أربعة مشروعات أسترالية للغاز الطبيعي المسال. وقال ناصر النعيمي، رئيس التنقيب والإنتاج في "أرامكو السعودية"، إن الشركة تدرس الفرص المتاحة في شركات أخرى كذلك.
وأضاف في إجابات مكتوبة على الأسئلة التي أُرسلت له عبر البريد الإلكتروني: "نرصد مؤشرات على نمو سوق الغاز الطبيعي المسال بشكل هيكلي على المدى الطويل. وتعتزم (أرامكو) التحول إلى لاعب عالمي رائد في قطاع الغاز الطبيعي المسال".
أوروبا تنشر محطات الغاز المسال
وفقاً للنعيمي، تعمل عملاقة إنتاج النفط على تنويع عملياتها بما يتجاوز أعمالها الأساسية، كما تضع عينها على تحقيق نمو كبير في قطاع الغاز وحلول الطاقة منخفضة الكربون. ويتزامن ذلك مع نشر أوروبا محطات الغاز الطبيعي المسال من أجل استبدال خطوط أنابيب الغاز الروسية، فيما تتحول العديد من الدول الآسيوية إلى استخدام الغاز النظيف بعيداً عن أنواع الوقود الأكثر تلويثاً مثل الفحم وزيت الوقود.
أضاف المسؤول التنفيذي أن "أرامكو" قد تستخدم عمليات الاندماج والاستحواذ لتعزيز أعمالها في الغاز الطبيعي المسال، كما أن الزيادة في حجم التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال من 100 مليون طن في عام 2000 إلى ما يقرب من 400 مليون طن في عام 2022 تسلط الضوء على سبب اهتمام "أرامكو" بالانضمام إلى هذه السوق المتنامية.
تبلغ قيمة الحصة التي استحوذت عليها "أرامكو" في "مد أوشن" خلال الأسبوع الماضي نحو 500 مليون دولار، مع إمكانية زيادة حصتها بشكل أكبر مستقبلاً.
"أرامكو" تلبي الطلب المتزايد
قال النعيمي: "هذا الاستثمار سيسمح لنا بتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي المسال، خاصة في الأسواق الرئيسية مثل آسيا وأوروبا، حيث نشهد إنشاء مزيد من البنية التحتية هناك لاستيراد الغاز الطبيعي المسال".
تستكشف "أرامكو" أيضاً خيارات الاستثمار في قطاع الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال داخل المملكة نفسها، التي تعتزم استخدام أي مخصصات لديها من الغاز إما لتلبية الطلب المحلي أو لدعم احتياجات التصدير.
تهدف الشركة إلى زيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 50% على الأقل حتى عام 2030 مقارنة بمستويات 2021. ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج حقل الجافورة في 2025، مع خطة لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي تدريجياً إلى ملياري قدم مكعب قياسي يومياً بحلول 2030. ومن المتوقع أيضاً أن يساعد إنتاج مزيد من الغاز على استبدال النفط المستخدم في توليد الكهرباء، ما يؤدي إلى وجود فائض أكبر من النفط لتصديره.