تتخلى شركتا "رينو" و"نيسان موتور" عن منظومة العمل المشتركة لصالح هيكل عمل جديد يعتمد على التعامل مع كل مشروع على حدة، ما يعد علامة على أن شركتي تصنيع السيارات تتباعدان أكثر باستمرار في أعقاب إبرام صفقة أوسع نطاقاً لإعادة التوازن إلى تحالفهما المتعثر.
قالت رينو في بيان عبر البريد الإلكتروني أمس إن شركة تصنيع السيارات الفرنسية أطلعت العاملين على طريقة تغيير الوظائف المرتبطة بالتحالف في السابق. أضافت أنه مع حلول نهاية السنة الجارية ستتطور منظومة الشراء المشتركة للتحالف -يُنظر لها باعتبارها واحدة من أنجح العناصر فيما اتضح أنها علاقة محفوفة بالمخاطر- إلى فرق عمل متمايزة تركز على مشروعات بعينها.
منظومة جديدة
يجسد النظام الجديد جهود "رينو" لتحقيق نمو أكثر استقلالية عن شريكتها اليابانية في أعقاب أعوام من التوترات داخل التحالف. حدّث الرئيس التنفيذي لوكا دي ميو هيكل شركة تصنيع السيارات الفرنسية لإدارة التحول باهظ التكلفة للقطاع نحو السيارات الكهربائية بطريقة أفضل بينما تجري زيادة الأرباح.
لإصلاح التحالف، تعاون دي ميو مع الرئيس التنفيذي لـ"نيسان" ماكوتو أوشيدا لوضع سلسلة مشروعات مشتركة يمكنها إعادة إحياء العلاقة، بصفة خاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية والهند. وكشفت رينو أنه خلال الفترة المقبلة ستتمتع الشركة التي تقود مشروع محدد بالاستقلالية بالتنفيذ لإحراز التقدم المنشود.
سيساعد هذا النهج الشركتين على أن تصبحا أكثر مرونة بوقت تفاقمت فيه تحديات قطاع السيارات على الصعيد الإقليمي جراء الاختلافات في اللوائح والتواصل واحتياجات سلاسل التوريد، بحسب شركة تصنيع السيارات الفرنسية.
وافقت رينو في وقت سابق من السنة الحالية على خفض حصتها في "نيسان" للمساعدة على التخفيف من حدة الخلافات التي برزت في أعقاب الإطاحة برئيس التحالف السابق كارلوس غصن خلال 2018.
الشراء المشترك
كتب محللو "أودو" (Oddo) في مذكرة للعملاء اليوم أن النظام الجديد "يتطابق تماماً مع روح اتفاقية التحالف الجديدة". كتبوا أنه حتى منظومة الشراء المشتركة أسفرت عن حالة من عدم الكفاءة، إذ "ضاعت تخفيضات الأسعار المكتسبة عبر التفاوض في البداية جراء السمات الخاصة التي تطلبها كل شركة على حدة".
تعطي الاتفاقية الجديدة "رينو" و"نيسان" حرية أكثر للانخراط في شراكات أخرى. جمعت "رينو" بفضل ذلك أصولها القديمة من محرك الاحتراق بواسطة شركة " تشجيانغ جيلي هولدينغ" (Zhejiang Geely Holding) الصينية وتعمل مع شركة "كوالكوم" للحصول على أشباه الموصلات.
تعمل "رينو" أيضاً على فصل أصولها من السيارات الكهربائية والبرامج لإنشاء كيان منفصل، يُعرف باسم "أمبير" (Ampere)، تريد إدراجه البورصة من خلال عملية طرح عام أولي خلال 2024. وفي يوليو الماضي، أتمت "نيسان" خططها لاستثمار ما يصل إلى 600 مليون يورو (634 مليون دولار) في "أمبير".
اختتمت "رينو" بأنه ما يزال من المتوقع إتمام الصفقات المرتبطة باتفاق إعادة التوازن خلال الربع الأخير من العام الجاري.