تسعى وحدة الشاحنات التابعة لشركة "دايملر" للعودة لتحقيق الربحية هذا العام مع البدء في تدشين منصة لإنتاج السيارات الكهربائية لتصبح جاهزة للانفصال عن وحدة السيارات الفاخرة الأكبر "مرسيدس-بنز" بعد أكثر من قرن.
وقالت "دايملر" في بيان اليوم الخميس، إنَّ برنامج انفصال وحدة الشاحنات سوف يعزز القيمة المضافة لمساهمي الشركة من خلال زيادة مرونة العمليات التشغيلية، وتحسين مستوى الربحية، وتطوير تكنولوجيا إنتاج السيارات المحايدة للكربون.
وقال مارتن داوم عضو مجلس إدارة "دايملر" المسؤول عن وحدة الشاحنات: "سوف تساعد خطتنا لانفصال الوحدة على إحراز نمو أسرع في المستقبل".
وتهدف خطة الانفصال إلى تشغيل خطوط إنتاج شاحنة "eActros" التي تعمل بالبطارية خلال العام الجاري، على أن يتمَّ تشغيل خطوط إنتاج "eEconic " الأصغر حجماً بحلول العام 2022.
خطوة تاريخية
وارتفع سهم الشركة خلال الشهر الجاري بالتزامن مع الإعلان عن انفصال وحدة الشاحنات التي تمثِّل خطوة تاريخية تتخلى فيها الشركة عن الهيكل الذي يجمع أعمالها كافةً، وكان يمثِّل ضغطاً على تقييم شركة صناعة السيارات الألمانية لسنوات.
وترى "دايملر" أنَّ تكنولوجيا صناعة السيارات والشاحنات سوف يسيران في مسارات مختلفة خلال السنوات المقبلة، إذ تتوقَّع أن يلعب الهيدروجين دوراً أكبر في صناعة الحفارات، والشاحنات مقارنة بسيارات الركاب.
وتعدُّ وحدة "دايملر" للشاحنات أكبر شركة صناعة سيارات النقل الثقيل في العالم، وتحقق أكبر قد من الأرباح اعتماداً على مقطورات الشاحنات في أمريكا الشمالية. كما تبيع شاحنات تحمل العلامة التجارية "مرسيدس" في أوروبا، وأمريكا الجنوبية، وشاحنات تعمل العلامة التجارية "فوسو" في آسيا.
وقال فريق محللي بنك "غيفريس" الاستثماري بقيادة فيليب هوشوا في مذكرة بحثية صادرة يوم الثلاثاء الماضي إنَّه: "لا يمكن تقييم عملية إعادة الهيكلة التي تقوم بها "دايملر" بشكل صحيح حتى يتمَّ فصل أعمال السيارات والشاحنات بشكل نهائي".
وأشار إلى أنَّ خطة الانفصال "تبقى في رأينا أفضل فرصة للتعرف على التقييم المناسب لشركتين سيكون لهما ديناميكيات عمل مختلفة، ورأس مال، وتقييم مختلف".
فرص زيادة القيمة
و قدَّر محللو "دويتشه بنك" الشهر الماضي قيمة وحدة شاحنات "دايملر" بنحو 29 مليار يورو (35 مليار دولار)، إذ تمَّ تقييم مضاعفاتها مثل مضاعفات فولفو المنافسة لها، وأشاروا إلى أنَّ تحقيقها ذلك التقييم يحتاج إلى تحسين العوائد بشكل كبير. في حين فاقت تقديرات "سانفورد سي بيرنشتاين" ذلك التقييم لتبلغ حوالي 35 مليار يورو.
و تهدف الشركة إلى تحقيق عائد على المبيعات يتراوح بين 6- 7 %، وقد حقَّقت هامش ربح 2% خلال العام 2020، وذلك بعد انخفاض عمليات التسليم العالمية بمقدار الثلث إلى 378500 سيارة. وتوقَّعت الوحدة ارتفاع مبيعاتها "بشكل ملحوظ" خلال العام الجاري بعدما سجَّلت طلبات الشراء خلال الربع الأخير من العام الماضي أعلى معدَّلاتها على الإطلاق بالتزامن مع تعافي الاقتصاد في الأسواق الرئيسية.
تحول استراتيجي
وقامت وحدة الشاحنات التابعة لـ"دايملر" بتحول استراتيجي كبير عندما بدأت تكوين شراكة مع شركات أخرى لخفض تكلفة التكنولوجيا بعد نجاح الشركة في إنتاج المكونات التقليدية بشكل يفوق منافسيها، إذ تعاونت مع "فولفو" بشأن تكنولوجيا خلايا الوقود، ومع "وايمو" بشأن القيادة الذاتية، بالإضافة إلى الاتفاق مع "كومينز" الأسبوع الجاري بشأن محركات الشاحنات متوسطة الحجم.
و ارتبط تأسيس "دايملر" بمخترعي السيارات، فقد سجَّل "كارل بنز" براءة اختراع لسيارة تعمل بالغاز في 1886، في الوقت الذي صمَّم "غوتليب دايملر" بشكل منفصل سيارة تعمل بمحرك. وقد واصل رواد الأعمال الاثنان تطوير سيارات الركاب والسيارات التجارية، وفي حين كانت السيارات التجارية دائماً هي الوحدة الأصغر، توسَّعت تدريجياً لتصبح ثاني أكبر ركيزة للشركة في تحقيق نفوذها الكبير في صناعة السيارات.