صعدت أسهم "أستون مارتن لاغوندا غلوبال القابضة" إلى أعلى مستوى لها في أربعة أشهر بعد أن عبّرت شركة صناعة السيارات البريطانية عن تفاؤلها بالعام الجديد، بدعم من الطلب على أول سيارة رياضية من إنتاجها.
تخطط الشركة لإنتاج 6 آلاف سيارة العام الحالي، مقارنة بـ3394 سيارة فقط عام 2020، وتمثّل السيارة من طراز "دي بي إكس" (DBX) التي يصل سعرها إلى 158 ألف جنيه إسترليني (223 ألف دولار) جزءاً كبيراً من هذا الإنتاج. وتجاوزت الإيرادات الفصلية والأرباح المعدلة لشركة "أستون مارتن" التقديرات، مما دفع أسهمها إلى الارتفاع في لندن بنحو 13%.
قضت "أستون مارتن" العام الماضي في إعادة الهيكلة بعد أن أنقذها الملياردير الكندي لورانس سترول، إذ ضخّ قطب الموضة البالغ من العمر 61 عاماً، الأموال التي كانت الشركة بأمسّ الحاجة إليها، وأقام علاقات أوثق مع شركة "دايملر" العائدة لـ"مرسيدس بنز" لضمان قدرة الشركة على تجاوز الأوقات العصيبة في صناعة السيارات.
لم تحقّق الشركة أرباحاً منذ طرحها للاكتتاب العام في 2018، لذا وضع سترول أهدافاً لشركة "أستون مارتن" تتمثل في ربح 500 مليون جنيه إسترليني (706 ملايين دولار) من مليارَي جنيه إسترليني إيرادات بحلول عام 2025، كما أعاد سترول الشركة إلى سباقات "فورميولا 1".
سجّلت "أستون" خسارة معدلة قدرها 70.1 مليون جنيه إسترليني قبل احتساب الفوائد والضرائب والاهتلاك والديون للعام الماضي، رغم أن الأرباح على هذا الأساس كانت إيجابية في الربع الرابع. وارتفعت الإيرادات في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام بنسبة 3.4% إلى 341.8 مليون جنيه.
التوسع في إنتاج السيارات الرياضية
قال الرئيس التنفيذي للشركة توبياس مويرز، إن "أستون" تخطط لزيادة منتجاتها من السيارات الرياضية خلال العامين المقبلَين. وقال الرئيس السابق لشركة "إيه إم جيه" (AMG) إن الشركة ستبدأ رؤية ثمار شراكتها مع "مرسيدس بنز" في الربع الثالث.
وفي أكتوبر توصلت "أستون" إلى اتفاق تورّد "مرسيدس" بموجبه محركات هجينة وكهربائية، للشركة التي يقع مقرها في المملكة المتحدة، بناءً على اتفاق ربط المحركات الذي بدأ عام 2013. في المقابل، ستصدر "أستون" أسهماً جديدة لصالح "مرسيدس"، بما سيزيد حصتها من 2.6% إلى نحو 20% على مدى ثلاث سنوات.
تعتمد شركة صناعة السيارات البريطانية على مبيعات طراز "دي بي إكس" لتسريع تعافيها، إذ بدأت عمليات تسليم هذا الطراز العام الماضي وسط جائحة "كوفيد-19" والإغلاق الذي أعقب ذلك. كما ستبدأ الشركة شحن سيارتها الهجينة "فالكيري" (Valkyrie) في النصف الثاني من عام 2021 حسب الخطة الموضوعة.
وقال مويرز إن "أستون" تخطط لتحديث مجموعة سياراتها بالكامل وتقديم سيارات هجينة تعمل بالكهرباء والشحن. وأضاف أنه توجد طلبات خلال الصيف لحجز طراز "دي بي إكس" الذي يمثل نحو ثلثَي الإنتاج في الربع الرابع خلال الصيف، ويشهد طلباً قوياً في الصين.
وفي ما يُعَدّ تغييراً كبيراً في الاستراتيجية، ستقدم "أستون مارتن" طرازات كهربائية لجميع عمليات إطلاق السيارات الجديدة اعتباراً من عام 2024، وفقاً للعرض التقديمي الذي قدّمته للمستثمرين، فيما لا تخطّط الشركة للاستثمار في إنتاج البطاريات، وهو ما قال مويرز إنه يمثل إنفاقاً رأسمالياً "مكثفًا للغاية" للشركة.
رأي "بلومبرغ إنتليجنس"
ويرى مايكل دين، محلل السيارات في "بلومبرغ إنتليجينس"، أن نتائج الربع الرابع لـ"أستون مارتن"، تُظهِر أولى علامات التحول، بمساعدة سيارة "دي بي إكس" الرياضية الجديدة، مما أدّى إلى وضع توقعات إيجابية لعام 2021، مع خطة إستراتيجية محدَّثة من "بروجيكت هورايزن" تركز على تحويل إنتاج العلامة التجارية نحو السيارات الكهربائية اعتباراً من عام 2024 من خلال "مرسيدس". وتطمح الشركة إلى جعل 90% من سياراتها تعمل بالكهرباء بحلول 2030 مثل "بورشه"، وأن تتفوق بشكل كبير على "فيراري".
وبعد الإعلان عن تقرير أرباحها، أطلقت "أستون" سندات مضمونة بقيمة 70 مليون جنيه إسترليني مستحقة في عام 2025، وسيُستخدم هذا الدَّين المقوَّم بالدولار الأمريكي، إضافة إلى السندات التي أصدرتها الشركة في نوفمبر، في الأغراض العامة المؤسساتية، بما في ذلك متطلبات رأس المال العامل.
وحسب بيانات "بي إم آر كيه"، فقد حُدّد سعر سندات الشركة البالغة 1.09 مليار دولار والمستحقة في 2025، بسعر 109 دولارات يوم الأربعاء.