قيمة "أرم" صعدت إلى 54.5 مليار دولار بعد تغطية الاكتتاب العام بأكثر من 10 مرات قيمة الطرح

"أرم" التابعة لسوفت بنك تجمع 4.9 مليار دولار في أكبر اكتتاب هذا العام

شعار شركة "أرم" ومجموعة "سوفت بنك" - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة "أرم" ومجموعة "سوفت بنك" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

حققت مجموعة "سوفت بنك" طموحاتها الخاصة باكتتاب شركة "أرم هولدينغز" (Arm Holdings) من خلال جمعها 4.87 مليار دولار في أكبر طرح عام أولي لهذا العام، دون أن تطمع في جمع مزيد من الأموال.

يبدأ التداول العام لأول مرة على أسهم "أرم" اليوم الخميس، الذي سيكشف ما إذا كانت ستحافظ شركة تصميم الرقائق على زخمها أو لا، كما قد يمهد ذلك الطريق لطرح شركات أخرى للاكتتاب العام. واعتماداً على سعر الطرح الأولي؛ تبلغ قيمة "أرم" حوالي 54.5 مليار دولار، وفقاً لحسابات "بلومبرغ نيوز".

ذكرت "بلومبرغ نيوز" أنه بسبب جاذبية شركة "أرم" جرت تغطية الاكتتاب العام بأكثر من 10 مرات قيمة الطرح. وهذا يعني أن إقبال المستثمرين على المشاركة تجاوز كمية الأسهم المعروضة عند تحديد النطاق السعري ليتراوح بين 47 إلى 51 دولاراً للسهم، وقد يعطي ذلك دفعة لسعر السهم بمجرد بدء التداول.

سعر السهم في اكتتاب "أرم"

عند تحديد سعر الاكتتاب العام الأولي؛ أشار ماسايوشي سون، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "سوفت بنك"، إلى أنه لا يرغب في تقويض هذا الطلب، حتى لو عبر ذلك عن تضحية المجموعة ببعض المكاسب الإضافية المحتملة.

في الاجتماع الأخير لتحديد أسعار الأسهم في الاكتتاب، يوم الأربعاء، طالب بعض المصرفيين والمديرين التنفيذيين بفرض سعر أعلى، كما جادل بعضهم بأن سعر 52 دولاراً للسهم لا يبدو منطقياً، بحسب ما قال أشخاص مطلعون على الأمر، طالبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن الاجتماع كان خاصاً.

انضم سون للاجتماع وحدد أعلى سعر عند 51 دولاراً للسهم، قائلاً إن جني عائدات إضافية بقيمة 100 مليون دولار أو نحو ذلك لا يستحق المخاطرة.

رهان ماسايوشي سون طويل الأمد

يعكس نهج سون في الاكتتاب العام رهانه المستمر طويل الأمد على "أرم"، التي تدخل رقائقها في صناعة معظم الهواتف الذكية حول العالم. كما يُتوقع استفادة الشركة أيضاً من الإقبال الكبير على رقائق الذكاء الاصطناعي و"الذكاء الاصطناعي التوليدي"، الذي شكٌل تحولاً كبيراً في القطاع، وساهم في تجاوز القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" عتبة 1.1 تريليون دولار.

تأسست "أرم" في عام 1990 كمشروع مشترك بين "آكورن كومبيوترز" (Acorn Computers)، و"في إل إس آي تكنولوجي" (VLSI Technology)، والشركة التي كانت تُعرف حينها باسم "أبل كومبيوتر" (Apple Computer).

أُدرجت "أرم" في بورصة لندن للأوراق المالية و"ناسداك" في الفترة بين 1998 و2016، حتى استحوذت "سوفت بنك" عليها مقابل 32 مليار دولار.

في عام 2020، حاولت "سوفت بنك" بيع "أرم" إلى "إنفيديا" مقابل 40 مليار دولار لكنها فشلت. وأثارت هذه الخطوة غضب عملاء شركة "أرم" ممن رفضوا سيطرة شركة واحدة على صانعة التكنولوجيا الأساسية للهواتف المحمولة.

تحول الاتجاه إلى الاكتتاب العام

بعد استبعاد الصفقة مع "إنفيديا"؛ ركزت "أرم" على خيار الاكتتاب العام الأولي، وسعت من قبل للحصول على تقييم يتراوح بين 60 إلى 70 مليار دولار، وفقاً لـ"بلومبرغ نيوز".

وعلى الرغم من أن "أرم" استهدفت سابقاً جمع 8 إلى 10 مليارات دولار في الإدراج؛ فإنها خفضت هذا الهدف جزئياً لأن "سوفت بنك" قررت شراء حصة صندوق "رؤية" في الشركة البالغة 25%، وقدرت الصفقة قيمة "أرم" بأكثر من 64 مليار دولار. استناداً إلى إفصاحات "أرم".

قررت "سوفت بنك" أيضاً الاحتفاظ بجزء أكبر من أسهم "أرم"، وتركت 10% منها فقط لبعض المستثمرين الذين يشملون مجموعة من أكبر عملاء "أرم". وكجزء من الاكتتاب العام، خصصت الشركة أسهماً بمبلغ يزيد عن 700 مليون دولار لشركات: "إنتل"، و"أبل"، و"إنفيديا"، و"سامسونغ إلكترونيكس"، و"تايوان سيمي كونداكتدور مانوفكتشورينغ". كما سمحت لضامني تغطية الاكتتاب بخيار شراء ما يصل إلى 7 ملايين سهم إضافي.

يعد هذا الاكتتاب العام الأولي الأكبر عالمياً هذا العام، حيث تفوق على إدراج شركة "كينفو" المتخصصة في المنتجات الصحية الاستهلاكية وتتبع لـ"جونسون أند جونسون"، التي جمعت فيه 4.37 مليار دولار. وقد يشجع طرح "أرم" أيضاً على مزيد من الاكتتابات العامة الأولية في عشرات الشركات الناشئة داخل قطاع التكنولوجيا وخارجه، بعدما أوقفت طرحها في الولايات المتحدة خلال أعمق وأطول فترة تباطؤ للإدراجات منذ الأزمة المالية في عام 2009.

"إنستاكارت" و"كلافيو"

تقدّمت عدة شركات بطلبات للاكتتاب العام، ومنها: "إنستاكارت" (Instacart) لتوصيل طلبات البقالة عبر الإنترنت، و"كلافيو" (Klaviyo) للتسويق، وأتمتة البيانات، و"في إن جي" (VNG) الناشئة لخدمات الإنترنت ومقرها فيتنام، بالإضافة إلى صانعة الأحذية "بيركن ستتوك هولدينغ" (Birkenstock Holding).

يعد إدراج "أرم" أيضاً الأكبر في الولايات المتحدة منذ طرح شركة صناعة السيارات الكهربائية "ريفيان أوتوموتيف" (Rivian Automotive) بقيمة 13.7 مليار دولار في أكتوبر 2021. ومن المتوقع أيضاً تصنيفه كأحد أكبر الاكتتابات العامة في صناعة التكنولوجيا على الإطلاق، على الرغم من أنه ما يزال أقل بكثير من أكبر اكتتابين في القطاع، وهما: طرح مجموعة "علي بابا هولدينغ" الذي جمع 25 مليار دولار في عام 2014، وطرح "ميتا بلاتفورمز" بحصيلة 16 مليار دولار في 2012، حيث كانت تُعرف آنذاك باسم "فيسبوك".

على الرغم من استخدام تقنيات "أرم" في كل الهواتف الذكية تقريباً؛ لكنها لا تتمتع بشهرة كبيرة بين المستهلكين. وتبيع الشركة المخططات الأساسية اللازمة لتصميم المعالجات الدقيقة، كما ترخص التكنولوجيا المعروفة باسم "مجموعات التعليمات" وتحدد كيفية تواصل البرامج مع تلك الرقائق. وساعدت ميزة كفاءة الطاقة التي تتمتع بها تقنيات "أرم" في تحولها إلى مكون رئيسي في الهواتف، حيث يعد طول عمر البطارية أمراً بالغ الأهمية فيها.

تراجع مبيعات الرقائق

أدى الهوس الذي أحاط بتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى ارتفاع أسهم شركات الرقائق هذا العام، وبالتالي صعود مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات بنسبة 41%. لكن صناعة الرقائق بشكل عام تواجه تراجعاً في المبيعات، الذي تفاقم بسبب وفرة المخزون.

وفقاً لإفصاحات "أرم"؛ انخفضت إيرادات الشركة بنسبة 1% تقريباً إلى 2.68 مليار دولار للسنة المالية المنتهية في 31 مارس. كما انخفض صافي دخل الشركة منذ بداية هذا العام حتى الآن إلى 524 مليون دولار، بعدما بلغ 549 مليون دولار في السنة المالية 2022، مقارنة بـ388 مليون دولار في 2021.

أدارت بنوك "باركليز"، و"غولدمان ساكس"، و"جيه بي مورغان"، و"ميزهو فايننشال غروب" الاكتتاب. فيما قدمت شركة "رين سيكيورتيز" -المدعومة من "سوفت بنك"- الاستشارات المالية. ومن المقرر تداول أسهم "أرم" في بورصة "ناسداك غلوبال" للأسهم الانتقائية تحت رمز "ARM".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك