غادر الرئيس التنفيذي لشركة "بينانس يو إس" (Binance.US)، بريان شرودر، منصة تداول العملات المشفرة، ليحل محله على أساس مؤقت المدير القانوني نورمان ريد، وفقاً لمتحدث باسم الشركة.
رحيل الرئيس التنفيذي يأتي في وقت تتخلى فيه الشركة، التي يسيطر عليها رجل الأعمال الرقمية المحاصر تشانغ بينغ جاو "CZ"، عن نحو ثلث قوتها العاملة، أو أكثر من 100 موظف، إذ أدت الحملة التنظيمية إلى تآكل أعمالها.
تأسست البورصة، والتي تُسمى رسمياً بـ"بي إيه إم تريدنغ سرفيسز" (BAM Trading Services) في 2019 للمستخدمين الأميركيين، المحظور عليهم استخدام "بينانس هولدينغز".
تدقيق تنظيمي متلاحق
تُعد هذه هي الجولة الثانية من تخفيض الوظائف هذا العام في الشركة التي يقع مقرها في ميامي، حيث تواجه سلسلة من التحديات القانونية والتشغيلية المتزايدة. ففي يونيو، اتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية "بينانس هولدينغز" وجاو و"بينانس يو إس" بسوء التعامل مع أموال العملاء، وتضليل المستثمرين والمنظمين، وخرق قواعد الأوراق المالية. وقد نفى جاو والشركات هذه المزاعم.
وفي مارس، اتهمت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأساسية في الولايات المتحدة "بينانس" وجاو بـ"التهرب المتعمد من القانون الفيدرالي". من جهة أخرى، تقوم وزارة العدل بالتحقيق في منصة "بينانس" أيضاً؛ ولم تتهم الشركة بارتكاب أي مخالفات.
"بينانس يو إس" تتجنب الهجمة التنظيمية بالتعاون مع "مون باي"
بعد فترة وجيزة من الإجراء الذي اتخذته هيئة الأوراق المالية والبورصات، أصبح عملاء "بينانس يو إس" غير قادرين على إيداع أو سحب الأموال، نتيجة لقطع العديد من الشركاء المصرفيين علاقاتهم مع المنصة. اضطرت الشركة للجوء إلى طريقة بديلة لمستخدمي "بينانس يو إس" لتحويل الدولارات إلى عملات مشفرة.
تقلّص حصة وأعمال بينانس يو إس
تقلصت حصة "بينانس يو إس" في السوق العالمية إلى نحو 0.6% من نحو 2.39% في أبريل، وفق جاكوب جوزيف، المحلل لدى "سي سي داتا" (CCData) للأبحاث، وقال إن حجم التداول الشهري انخفض إلى ما دون مستويات أوائل 2020.
هيمنة "بينانس" على سوق العملات المشفرة تتقلص عالمياً
قال متحدث باسم الشركة في بيان: "الإجراءات التي نتخذها اليوم توفر لـ(بينانس يو إس) أكثر من سبع سنوات من مسيرتنا المالية وتمكننا من الاستمرار في خدمة عملائنا بينما نعمل كبورصة للعملات المشفرة فقط.. المحاولات العدوانية التي تقوم بها هيئة الأوراق المالية والبورصة لشل صناعتنا، والتأثيرات الناتجة على أعمالنا، لها عواقب حقيقية على الوظائف الأميركية والابتكار، وهذا مثال مؤسف على ذلك".
نشرت بلومبرغ في يونيو أن "بينانس يو إس" سرّحت عدداً غير محدد من العاملين بعد الإجراء الذي اتخذته هيئة الأوراق المالية والبورصات.
تخلت "بينانس هولدينغز" أيضاً عن عدد من المديرين التنفيذيين والموظفين الآخرين خلال الأشهر الأخيرة. وفي الشهر الحالي، غادر اثنان من المديرين التنفيذيين المشرفين على مناطق، بما في ذلك أوروبا الشرقية وروسيا. وفي أغسطس، فقدت منصة "بينانس" رئيسها لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفي يوليو، فقدت عدداً كبيراً من المديرين التنفيذيين بما في ذلك كبير مسؤولي الاستراتيجية.
انضم شرودر إلى "بينانس يو إس" قبل عامين. كان يشغل سابقاً منصب رئيس تطوير الأعمال والشراكات العالمية في "أنت غروب"، ورئيس قسم الاستراتيجية وتطوير الأعمال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى "أوبر". والتحق شرودر بـ"بينانس" بعد وقت قصير من رحيل الرئيس التنفيذي السابق، بريان بروكس، الذي ترك منصبه بعد أربعة أشهر.
