تبذل "أبولو غلوبال مانجمنت" محاولات لإنقاذ رهانها (في توقيت سيئ) الذي عقدته قبل عامين على وكيل تجميع لشركة "أمازون"، وهي شركات تجميع لعلامات تجارية شهيرة عبر الإنترنت وتترنح على شفا الانهيار حالياً بعد تلاشي طفرة المبيعات التي كانت تغذيها الجائحة.
كانت "أبولو" قد تعهدت في عام 2021 بتخصيص ديون بما يصل إلى 500 مليون دولار لشركة "فيكتوري بارك كابيتال" (Victory Park Capital)، وهي المستثمر في العديد من شركات التجميع.
تسعى "فيكتوري بارك"، وهي شركة أصغر حجماً، منذ شهور إلى مشترٍ لأحد هذه الاستثمارات، وهي شركة التجميع "بيرش" (Perch)، في صفقة من شأنها أن تنطوي على بيع ديون تُقدر بنحو 400 مليون دولار، وفقاً للأشخاص المطلعين على الأمر، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية المناقشات حول هذا الأمر.
صفقة "بيرش"
تأسست شركة "بيرش" على يد كريس بيل، الرئيس السابق للعمليات في "وايفير" (Wayfair Inc)، وتُعد ثاني أكبر شركة تجميع للعلامات التجارية في الولايات المتحدة، وجمعت نحو مليار دولار من كل من "فيكتوري بارك" ومجموعة "سوفت بنك" وغيرها من المستثمرين.
"أبولو" حريصة على تجنب تعرض صفقة "بيرش" للشطب نتيجة الاستثمار المحتمل في الشركة والذي يمكن أن يصل إلى مئات الملايين من الدولارات، حيث تكثف "أبولو" انخراطها في عملية بيع الشركة منذ أن أخفقت محاولة "فيكتوري بارك"، حسبما قال المطلعون.
في الأيام الأخيرة، عينت "فيكتوري بارك" أعضاء مجلس إدارة جدداً لمجمعات "أمازون" الأخرى التي كانت تدعمها، والتي يقول وكلاء تجميع إن هذه المحاولة ترقى إلى مستوى الضغط لحملهم على شراء شركة منهارة لا يريدونها. رفض ممثلو "أبولو" و"فيكتوري بارك" التعليق على الأمر.
تطورات السوق
ذكرت "بلومبرغ" في مايو الماضي أن قطاع التجميع الناشئ خضع للتقييم، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة التكاليف وتراجع الطلب عبر الإنترنت. وأجبرت هذه التطورات العديد من هذه الشركات على السعي لتخفيف عبء الديون أو الاندماج مع بعضها البعض، والآن يدخل عدد من أكبر المستثمرين في العالم مواجهات من خلال مفاوضات محفوفة بالمخاطر العالية بين أولئك الذين قاموا باستثمارات في الديون وأصحاب المراكز في الأسهم. وأخيراً، جمع العشرات من شركات التجميع 16 مليار دولار من بنوك "وول ستريت" وشركات الاستثمار في الأسهم الخاصة وأصحاب رأس المال الجريء.
حاولت "أبولو" و"فيكتوري بارك" بيع "بيرش" إلى مجموعة "رازور غروب"، ومقرها في برلين، وفقاً للمطلعين. تمتلك "فيكتوري بارك" استثمار ديون في "رازور"، والتي حاولت استخدامها كرافعة لحملها على شراء "بيرش"، لكن شركة "إل كاتيرتون" (L Catterton)، التي لديها حصة في "رازور" أحبطت الصفقة، بحسب المطلعين.
تُعد "إل كاتيرتون" شركة أسهم خاصة مدعومة من برنارد أرنو، ثاني أغنى رجل في العالم. ذكر أحد الأشخاص أن صفقة بيع "بيرش" لمجموعة "رازور" لا تزال ممكنة والمفاوضات جارية، مضيفاً أن الصفقة يُرجح أن يتم هيكلتها على أنها اندماج بين شركتين.
خلاف بين "أبولو" و"إل كاتيرتون"
الخلاف بين "أبولو" و"إل كاتيرتون" يسلط الضوء على التوتر بين حاملي الديون وأصحاب المصلحة في الأسهم على صعيد قطاع التجميع لـ"أمازون"، وهو آخذ في الانحسار. عادة ما يكون حاملو الديون أول من يحصلون على الأموال، ويريدون استرداد أكبر قدر ممكن من رأس المال. أما أصحاب الأسهم فهم يريدون أن يقبل أصحاب الديون خسارة على رأس المال لجعل الشركات أقوى مالياً وتزيد قيمتها.
قال الأشخاص المطلعون إن "فيكتوري بارك" و"أبولو" تحاولان الضغط على شركات تجميع أخرى دعمتهما، بما في ذلك "مونشوت براندز" (Moonshot Brands) و"دراغونفلاي" (DragonFly) و"وجفو بلس" (Juvo Plu) و"كاب هيل براندز" (Cap Hill Brands)، من أجل شراء "بيرش" وتحمل ديونها. تواجه الشركات التخلف عن سداد ديونها، ما يتيح لـ"فيكتوري بارك" إحكام سيطرتها على طريقة الإدارة بالمشاركة مع "أبولو" كذلك.
شركات التجميع الأخرى لا تريد التعرض لضغوط استيعاب "بيرش" وتفكر في اتخاذ خيارات قانونية. قال المطلعون إن إحدى الاستراتيجيات تتمثل في رفع دعوى قضائية بالمسؤولية عن الدين ضد كل من "فيكتوري بارك" و"أبولو"، على أساس أن هذه الشركات يتم إجبارها على قبول صفقة سيئة وجعلها تتحمل ديون "بيرش".