حصلت شركة التطوير العقاري الصينية "كانتري غاردن هولدينغز" على موافقة الدائنين لتمديد أجل سندات باليوان، مما يساعدها على تجنب التخلف عن السداد لأول مرة، ويمنحها متنفساً وسط أزمة سيولة تهز الأسواق المالية في الصين.
تلقت الشركة دعماً كافياً في التصويت الذي انتهى في وقت متأخر من أمس الجمعة لتمديد الفترة اللازمة لسداد المدفوعات المقدرة بـ3.9 مليار يوان (537 مليون دولار) من أصل المبلغ المستحق حتى 2026، وفقاً للوثائق المقدّمة لمنصة الإفصاح الخاصة في بورصة شنغهاي التي اطّلعت عليها "بلومبرغ".
أجل استحقاق هذه السندات هو 2 سبتمبر، مما يعني أنه يحل فعلياً في 4 سبتمبر، يوم العمل التالي.
كما حصلت "كانتري غاردن" على موافقة لإضافة فترة سماح مدتها 40 يوماً تقويمياً، بحسب ما تظهر الإفصاحات. لم تقر السلطات مقترحات منفصلة من مجموعة صغيرة من حاملي السندات بإعلان تخلف الشركة عن سدادها بسبب تخفيض تصنيفها الأخير، وعدم إقرار السداد الكامل عند الاستحقاق.
آجال استحقاق مرتقبة
مع دخول أزمة الديون العقارية الأوسع في الصين عامها الرابع؛ فإن اختبارات "كانتري غاردن"، التي كانت أكبر شركة تطوير عقاري في البلاد، لم تنتهِ بعد. يلوح في الأفق المزيد من آجال الاستحقاق لديون شركة التشييد التي لديها التزامات تقارب 187 مليار دولار.
يجب على "كانتري غاردن" أن تدفع ما إجماليه 22.5 مليون دولار لسداد قسيمتين بالدولار خلال فترة سماح تنتهي في 5-6 سبتمبر كي
لا تواجه التخلف عن السداد. اهتزت الأسواق عندما فوّتت الموعد النهائي الأولي لتلك المدفوعات الشهر الماضي، مع انخفاض السندات الصينية الدولارية فئة غير المرغوب فيها- التي أصدرت شركات التطوير العقاري أغلبها- إلى أدنى مستوياتها هذا العام. لم تعلق "كانتري غاردن" حتى الآن، علماً أنه تم الاتصال بها بعد ساعات العمل.
مصاعب "كانتري غاردن": الجيد والسيئ والأسوأ
الشركة التي تتولى رئاستها يانغ هويان، إحدى أغنى النساء في الصين، ذات أهمية كبرى لاقتصاد الصين بسبب حجمها الكبير، إذ لديها أكثر من 3000 مشروع إسكان في مدن أصغر ونحو 70 ألف موظف.
منح هذا الوضع "كانتري غاردن" القوة اللازمة لتحمل الأزمة النقدية في الصناعة التي أدت إلى حالات تخلف قياسية عن السداد منذ أن تخلفت "تشاينا إيفرغراند غروب" عن سداد السندات لأول مرة في 2021.
لكن الركود في الصناعة يهدد هذا الصمود، وأي تعثر لـــ"كانتري غاردن"، التي تعد الآن سادس أكبر شركة تشييد في الصين من حيث المبيعات المتعاقد عليها، يهدد بعواقب أسوأ من تلك الناجمة عن تخلف "إيفرغراند"، نظراً لأنها زادت حجم مشروعاتها العقارية أربعة أضعاف.
خسارة غير مسبوقة
كان اثنان من حاملي سندات اليوان الخاصة بالشركة قد قالا أمس الجمعة إنهما حصلا على فائدة. ولا تتضمن خطة التمديد الرئيسية المقترحة للشركة دفع القسيمة المستحقة فعلياً يوم الإثنين.
سجلت "كانتري غاردن" في الآونة الأخيرة خسارة صافية غير مسبوقة بلغت 48.9 مليار يوان للنصف الأول من العام، وحذرت من احتمال التخلف عن السداد.
"كانتري غاردن" الصينية تخسر 6.7 مليارات دولار وتحذر من احتمال التعثر
تواجه شركات التطوير العقاري في القطاع الخاص في الصين، مثل "كانتري غاردن"، أزمة لم يسبق لها مثيل، بعد أن أدت الجهود التي بذلتها الحكومة للحد من النمو الذي تغذيه الديون والمضاربات على الإسكان إلى حدوث أزمات نقدية. ويبذل المسؤولون جهوداً هائلة لتعزيز الطلب في سوق العقارات التي تمثل إلى جانب الصناعات ذات الصلة نحو 20% من الاقتصاد. وفي الأيام الأخيرة، أعلنت السلطات عن إجراءات تحفيزية جديدة لقطاع العقارات المتعثر.
تفاقمت مشكلات "كانتري غاردن" في الأشهر القليلة الماضية، بينما تنتظرها التزامات تصل إلى 2.9 مليار دولار خلال بقية هذا العام. في الوقت نفسه؛ انخفضت المبيعات في يوليو 35%.