أجلت شركة "كانتري غاردن هودلينغز" الصينية التي تمر بضائقة مالية الموعد النهائي لحاملي السندات المقومة باليوان للتصويت على خطتها لتمديد أجل السداد، وهو تغيير جاء في اللحظة الأخيرة إذ تحاول الشركة الإفلات من أول تخلف عن السداد لها.
مددت شركة المقاولات التي كانت سابقاً الأكبر في البلاد الموعد النهائي للتصويت حتى 31 أغسطس بدلاً من 25 من الشهر نفسه، بحسب ملف إيداع مقدم لمنصة إفصاح خاصة تابعة لبورصة شنغهاي اطلعت عليه "بلومبرغ نيوز". يأتي ذلك قبل ساعات فقط من الموعد النهائي للتصويت المقرر سابقاً عند الساعة 10 مساء بتوقيت بكين ليوم الجمعة.
موعد نهائي
طلبت "كانترى غاردن"، التي هزت أزمتها المتفاقمة جراء نقص السيولة النقدية الأسواق الصينية خلال الأسابيع الأخيرة، تمديد أجل سداد 3.9 مليار يوان (535 مليون دولار) من أصل الدين المستحق حتى 2026. أظهر ملف الإيداع الخاص أن هدف تأجيل الموعد النهائي للتصويت هو توفير الوقت الكافي لحائزي السندات لمناقشة المقترحات والتوصل لقرار بشأنها.
سبق وطلب بعض حاملي السندات دفع أموالهم بالكامل مع حلول موعد السداد الفعلي بتاريخ 4 سبتمبر المقبل، وهو أول يوم عمل بعد تاريخ استحقاق السندات بيومين. لا تشير وثيقة العرض إلى وجود مهلة دفع للسند. في هذه الأثناء، تنتهي فترة سماح لـ"كانتري غاردن" لدفع 22.5 مليون دولار من عوائد السندات المقومة بالدولار الأميركي بعد وقت وجيز من استحقاق السندات المقومة باليوان.
قد يؤثر التخلف عن سداد المدفوعات المستحقة على سوق الإسكان في الصين أكثر من تخلف شركة "تشاينا إيفرغراند غروب" عن الدفع أواخر 2021 إذ تملك "كانتري غاردن" 4 أضعاف عدد المشروعات. تواجه الشركة -تحتل حالياً المرتبة السادسة بين أكبر المطورين العقاريين في الصين مع انخفاض مبيعات السنة الجاريةـ لأزمة سيولة نقدية وما يُقدر بـ2.9 مليار دولار من التزامات السندات للمدة المتبقية من 2023. حذّرت الشركة من حالة "ضبابية كبيرة" محيطة بعمليات استرداد السندات. لم تعلق "كانتري غاردن" في حينه عند التواصل معها خارج ساعات العمل الاعتيادية.
تدهور
بدأ قطاع العقارات الصيني يتدهور من جديد، مع تراجع مبيعات المنازل الجديدة يوليو المنصرم بمعدل هو الأكبر خلال سنة واحدة. قبل شهور، عاود القطاع النمو بعد انحسار القيود المرتبطة بمكافحة وباء كورونا. أثرت المخاوف الجديدة المتعلقة بامتلاك شركات الإنشاءات ما يكفيها من الأموال لاستكمال تشييد المساكن المشتراة سلباً على الطلب والأسعار، ما أثار دعوات لبكين بتبني سياسات اقتصادية وغيرها من الأدوات الداعمة في ظل تراجع الاقتصاد. لكن إلى حد الآن، يوجد شح في برامج التحفيز واسعة النطاق.
هبطت أسعار كافة سندات "كانتري غاردن" الدولارية تقريباً جراء حالة عدم اليقين المحيطة بها دون 10 سنتات ما يجعلها الأسوأ أداء الشهر الجاري بمؤشر "بلومبرغ" لمصدري الديون في آسيا من هذه الفئة.
بلغ سعر سندات الشركة المستحقة خلال يناير المقبل 78 سنتاً منذ شهرين، بحسب أسعار جمعتها "بلومبرغ".
في غضون ذلك، انخفض سهم شركة الإنشاءات 52% من مستوى ذروة بلغته 28 يوليو الماضي، ليسجل أدنى مستوياته القياسية الأسبوع الحالي.