أخفقت شركة "تسلا" في إصلاح أوجه قصور نظام القيادة الآلية في أعقاب حادث مروع وقع بولاية فلوريدا الذي أسفر عن وفاة سائق في عام 2016، وذلك بحسب ما أفاد مهندسون في الشركة خلال دعوى قضائية رفعتها عائلة متضررة من حادث تصادم مميت مشابه للغاية يعود إلى عام 2019. تتجه تلك الدعوى القضائية إلى مرحلة النظر أمام هيئة المحلفين بالمحكمة.
لم تقم شركة صناعة السيارات الكهربائية بأي تعديلات على التكنولوجيا الخاصة بها لمساعدة السائق على التعامل مع حركة المرور الخلفية خلال ما يقارب 3 أعوام بين حادثين بارزين تسببا بمقتل سائقي "تسلا" اصطدمت سيارتاهما بجانب شاحنتين، بحسب ما كشفت عنه مؤخراً شهادة العديد من المهندسين.
دعاوى قضائية
بعد سنوات من الترويج للقيادة الذاتية باعتبارها نهجاً مستقبلياً، تواجه "تسلا" ورئيسها التنفيذي إيلون ماسك ضغوطاً قانونية من المستهلكين والمستثمرين والجهات التنظيمية والمدّعين الفيدراليين الذين يتساءلون حول مبالغة الشركة في وصفها تطور مركبات القيادة الذاتية خلال الأعوام الثمانية الماضية. تقع "تسلا" أيضاً في مرمى نيران تحقيقات متعددة أجرتها الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة حول عيوب محتملة بنظام السائق الآلي ذات صلة بـ17 حالة وفاة على الأقل منذ يونيو 2021.
تعد المحاكمة المقرر انعقادها في أكتوبر المقبل، الأولى للشركة حول حالة وفاة أُلقي اللوم فيها على نظام السائق الآلي. ستسلط المحاكمة الضوء على ادعاء ماسك المتكرر بأن "تسلا" تعتبر أكثر السيارات أماناً على الإطلاق، في مواجهة خبراء تكنولوجيا من المنتظر أن يدلوا بشهادات تفيد أن تسويق الشركة منح السائقين إحساساً زائفاً بالأمان، مما جعلهم أقل حذراً.
لم يرد ممثلو "تسلا" من المحامين على طلبات التعليق على الموضوع.
تؤكد شركة صناعة السيارات الكهربائية أنها التزمت بالشفافية فيما يتعلق بأوجه القصور في نظام السائق الآلي، بما في ذلك تلك المرتبطة بالاستشعار بحركة المرور العابرة أمام سياراتها. تحذر "تسلا" في كُتيب التعليمات وعلى شاشات سياراتها، من أن السائقين ينبغي علهم أن يتّسموا باليقظة والجاهزية للتحكم بقيادة المركبات في أي وقت.
خاصية مساعدة السائق
كانت الغلبة لـ"تسلا" في وقت سابق من العام الجاري خلال المحاكمة الأولى لها حول حادث سيارة ذاتية القيادة لم يسفر عن وفيات، عندما برّأت هيئة المحلفين في لوس أنجلوس الشركة من ارتكاب مخالفات تتعلق بادعاء سيدة أن خاصية مساعدة السائق في سيارتها "موديل S" تسببت في انحرافها إلى المسار الأوسط من شارع في المدينة.
رفعت عائلة جيريمي بانر -وهو أب لثلاثة أطفال عمره 50 عاماً- دعوى من المقرر أن تنظر فيها هيئة المحلفين في مقاطعة بالم بيتش بولاية فلوريدا. قام بانر بتشغيل نظام السائق الآلي قبل 10 ثوان من ارتطام سيارته "موديل 3" بالجزء السفلي من جرار مقطورة عام 2019. أثبت تحقيق المجلس الوطني لسلامة النقل أن بانر ربما لم ير الشاحنة تعبر الطريق السريع المكون من حارتين عند توجهه إلى العمل، وعلى ما يبدو، لم يرَ نظام السائق الآلي الشاحنة أيضاً.
على الرغم من معرفة الشركة "بوجود حركة مرور خلفية أو احتمال حدوث حركة مرور خلفية؛ لم يكن الملاح الآلي في ذلك الوقت مصمماً لاكتشاف ذلك، بحسب شهادة مهندس الشركة كريس باين في 2021، والمقتبسة من ملف المحكمة الحديث. أدلى المهندس نيكلاس غوستافسون بشهادة مشابهة في 2021.
خلال الأسبوع الماضي، عدّلت أرملة بانر شكواها للمطالبة بتعويضات جزائية، مما فاقم موقف "تسلا" الخطير في المحاكمة. فقد احتجت أنه كان ينبغي على الشركة إعادة برمجة نظام السائق الآلي لوقفه في حالات الخطر بعد اصطدام سائق "تسلا" جوشوا براون بجانب شاحنة في 2016.
أدلة دامغة
قالت عائلة بانر في شكواها المعدلة: "تتوفر أدلة في سجل القضية تفيد أن المُدّعى عليها (تسلا) تورّطت في سوء تصرّف متعمّد أو نتيجة الإهمال أو كلا الأمرين، وعلى نحو جسيم، لبيع سيارة بنظام السائق الآلي حيث أدركت الشركة أنه معيب، وعلمت أنه تسبب في حادث مميت سابق.
طلبت عائلة بانر استدعاء شاهدة من الخبراء؛ هي ماري كامينغز الشهيرة بـ"ميسي"، التي عملت مؤخراً مستشارة للإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة. قالت كامينغز، الأستاذة في جامعة "ديوك" والمعارضة بشدة لنظام السائق الآلي، في دعوى قضائية، إن "تسلا" "مذنبة بسوء التصرف المتعمّد والإهمال الجسيم" لإخفاقها في اختبار وتحسين نظام السائق الآلي خلال الفترة بين حادثي تحطم سيارتي براون وبانر.
كتبت كامينغز أن "تسلا" أطلقت "تصريحات علنية بأن تكنولوجيا السائق الآلي الخاصة بها أكثر كفاءة بكثير مما هي في الواقع".
لم يستجب تري ليتال، المحامي الممثل لعائلة بانر في حينه لطلب التعليق على الأمر.