تواجه شركات صناعتي السيارات والمواد الكيماوية في أوروبا مخاطر خسارة القدرة التنافسية لصالح الصين والولايات المتحدة، حيث تتعرض كلتا الصناعتين لتكاليف طاقة مرتفعة باستمرار فيما يجري الانتقال إلى تبني وقود أنظف، وفقاً لرئيس أحد الموانئ الرائدة في القارة.
قال جاك فاندرميرين، الرئيس التنفيذي لميناء "أنتويرب-بروغ" البلجيكي، في مقابلة هذا الأسبوع خلال "قمة سالزبورغ": "نحن أمام وضع خطير. بالنسبة للصناعة الأوروبية؛ فإنَّ معاناة الصناعة الكيماوية وغزو السيارات الكهربائية الصينية لأسواق أوروبا ينطويان على مخاطرة مزدوجة". كما لفت إلى أن أوروبا "ستواجه عقداً صعباً للغاية".
زاد البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس الماضي أسعار الفائدة للمرة التاسعة له على التوالي، إذ رفعها بمقدار ربع نقطة أخرى مع إبقاء الخيارات مفتوحة للاجتماع المقبل في سبتمبر.
يأتي ذلك فيما يُلقي ارتفاع تكاليف الطاقة بظلاله على قطاع الصناعات الكيماوية الأوروبي، الذي يؤثر بدوره على حجم الشحن. في وقت سابق من هذا الشهر، انضمت شركة "باسف" (BASF SE) الألمانية إلى شركات صناعة الكيماويات الأخرى في خفض توقعاتها لهذا العام، وأرجعت ذلك إلى ضعف الإنتاج الصناعي العالمي، وتباطؤ الطلب على المنتجات الاستهلاكية.
أشار فاندرميرين إلى "تباطؤ كبير"، مع انخفاض إنتاج المواد الكيماوية بنسبة 13% من يناير إلى أبريل من هذا العام، مقارنة بالفترة نفسها في 2022.
إغلاق المصانع
هناك مخاطر أن تُغلق مصانع أو تنقل عملياتها إلى مواقع أخرى. أضاف فاندرميرين أن المرحلة التالية ستغلق بعض المصانع، إذ إن القدرة التنافسية للصناعات الكيماوية في أوروبا على المحك حقاً.
كان شحن السيارات، بما في ذلك السيارات الكهربائية، القطاع الوحيد الذي تعافى في الأشهر الأخيرة، مدفوعاً إلى حد كبير بالصادرات من الصين.
لكن فاندرميرين قال إن تدفق السيارات صينية الصنع آخذ في التباطؤ بسبب نقص المعدات اللازمة لنقلها، وهي سفن التدحرج، ومحطات الموانئ المصممة للتعامل مع الواردات.
أوضح أن: "خيبة الأمل الكبيرة التي تعاني منها الشركات الصينية تتمثل في أنها لا تملك سعة كافية في الموانئ الأوروبية، ولهذا السبب نرى أنها تستخدم حالياً سفن حاويات وحاملات سيارات، وهذا بالطبع ليس مثالياً".