انخفضت نتائج أعمال شركة "إكسون موبيل" عن توقعات المحللين بعد تراجع أرباحها للربع الثالث على التوالي- مسجلةً أطول فترة هبوط منذ انهيار سوق النفط في الفترة من 2014 إلى 2016- وسط ضعف أسعار الغاز الطبيعي وتقلص عائدات بيع الوقود.
الأرباح المُعدَّلة بلغت 1.94 دولار للسهم الواحد، منخفضة 6 سنتات عن توقعات المحللين باستطلاع بلومبرغ. انخفض صافي الدخل إلى 7.9 مليار دولار، أي أقل من نصف مستواه قبل عام عندما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تراجع إمدادات السلع العالمية والتجارة.
أداء "إكسون موبيل" كان أسوأ مما توقعه العديد من المحللين، بسبب التخفيضات الكبيرة التي أجروها للتقديرات بعد أن فاجأت الشركة السوق بتوجيهات أقل من المتوقع في وقت سابق من الشهر الحالي. يُذكر أن آخر مرة هبطت أرباح الشركة لـ3 فصول متتالية كانت منذ سبع سنوات، عندما سحقت تخمة النفط في جميع أنحاء العالم الأسعار.
إعادة شراء الأسهم
هبطت أرباح "إكسون" عن التقديرات، شأن "شِل" و"توتال إنرجيز"، في ظل تأثر القطاع بانخفاض أسعار الغاز وضعف هوامش تكرير النفط. و تعهدت "إكسون" بمواصلة شراء الأسهم بوتيرة ثابتة رغم تراجع التدفق النقدي، والإعلان مؤخراً عن شراء مشغلي خطوط أنابيب ثاني أكسيد الكربون "دنبوري" (Denbury) بقيمة 4.9 مليار دولار.
بشكل عام، دفعت "إكسون" مبلغ 8 مليارات دولار في شكل عمليات إعادة شراء أسهم وتوزيعات أرباح خلال الربع الثاني. وعلى الرغم من تجاوز هذه المدفوعات التدفق النقدي الحر للفترة، إلا أن الشركة كان لديها رأس مال كافٍ خلال الأرباع السابقة لتغطية تلك العمليات.
قالت المديرة المالية كاثي ميكيلز خلال مقابلة: "إننا نقدم على ذلك (توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم) إلى حد كبير عبر توفير التدفق النقدي من عمليات النصف الأول.. والتي غطت أكثر من نفقاتنا الرأسمالية وتركت لنا تدفقات نقدية كافية لتغطية توزيعات الأرباح بشكل أساسي وحصة إعادة الشراء".
ارتفع إنتاج "إكسون" من مشاريع النمو الرئيسية في جويانا وحوض بيرميان الأميركي 20% خلال النصف الأول من 2023 مقارنةً بالعام السابق. في غضون ذلك، يتجه الإنفاق الرأسمالي نحو الحد الأعلى من نطاق هدفه البالغ من 23 مليار دولار إلى 25 مليار دولار لهذا العام، في حين كانت إنتاجية التكرير الأعلى في أي ربع ثانٍ منذ 15 عاماً.
توزيعات الأرباح
هبوط أسعار الطاقة كان بمثابة اختبار رئيسي لشركات النفط الأميركية الكبرى التي وعدت بالإغداق على المساهمين بتوزيعات وفيرة وبوتيرة ثابتة. على عكس المنافسين الأوروبيين الذين يدفعون عوائد متغيرة مرتبطة بالتدفقات النقدية.
قبل إعلان اليوم الجمعة، كانت "إكسون" في طريقها لإنفاق 30 مليار دولار في صورة توزيعات أرباح وإعادة شراء أسهم هذا العام، لتصبح رابع أعلى شركة تحقيقاً للعوائد النقدية داخل مؤشر "إس آند بي 500" بعد "أبل" و"مايكروسوفت" و"ألفابت".
رغم ذلك، لاتزال أسهم الطاقة غير مفضلة نسبياً لدى المستثمرين، مما يعني أن "إكسون" لا يزال أمامها طريق طويل لاستعادة العلاوة التي تمتعت بها في أوائل 2010، عندما كانت أكبر شركة في مؤشر "إس آند بي 500".
تكتسب استراتيجية الرئيس التنفيذي دارين وودز -المتمثلة في زيادة إنتاج النفط والغاز مع بناء أعمال منخفضة الكربون- زخماً بعد خروجها عن مسارها لمدة عامين خلال كوفيد-19. أخيراً، يرتفع الإنتاج بعد انخفاض دام عقداً بسبب العمليات سريعة النمو والمربحة للغاية في غيانا وحوض بيرميان.
إنتاج قياسي
قالت ميكيلز إن إنتاج النفط والغاز من آبار "إكسون" في حوض بيرميان وصل إلى مستوى قياسي يعادل 622 ألف برميل خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، ومن المتوقع ارتفاعه 10% هذا العام. كما وصل الإنتاج من غيانا إلى مستوى قياسي يومي يعادل 380 ألف برميل.
نمو (إنتاج) الوقود الأحفوري لدى "إكسون" يتناقض بشكل ملحوظ مع أقرانها. إذ تتوقع شركتا "شِل" و"بي بي" ثبات الإنتاج بشكل أساسي لبقية العقد حتى بعد الإعلانات الأخيرة عن إنفاق المزيد على الوقود الأحفوري. تتوقع "شيفرون" أن يرتفع إنتاجها 3% فقط سنوياً، ولكنها واجهت مشاكل في عمليتها ذات النمو الأعلى، حوض بيرميان.
يتمثل التحدي الأكبر الذي تواجهه "إكسون" في تمويل النمو ودفع مبالغ قياسية للمساهمين في وقت تشهد تقلبات أسعار السلع الأساسية. لم تتحقق توقعات العديد من البنوك وصناديق التحوط والمديرين التنفيذيين السابقة ببلوغ سعر النفط مستوى 100 دولار للبرميل، وسط أسعار الفائدة المرتفعة والتعافي الاقتصادي المتعثر في الصين.