صندوق الاستثمارات المملوك للدولة البالغة أصوله 284 مليار دولار أميركي سجل عائداً سنوياً سالباً للمساهمين بلغ (-5.07%)

"تماسيك" السنغافورية تسجل أسوأ عائد في 7 سنوات مع تراجع الأسواق

ديلهان بيلاي، الرئيس التنفيذي لشركة"تيماسيك" - الشرق/بلومبرغ
ديلهان بيلاي، الرئيس التنفيذي لشركة"تيماسيك" - الشرق/بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قالت شركة "تماسيك هولدينغز" (Temasek Holdings)، صندوق الاستثمارات المملوك للدولة في سنغافورة، إنَّ أمامها طريقاً يتّسم بعدم اليقين، وذلك بعدما حققت أسوأ أداء منذ 7 أعوام.

سجلت الشركة التي تمتلك أصولاً بقيمة 382 مليار دولار سنغافوري (284 مليار دولار أميركي)، عائداً إجمالياً سالباً للمساهمين بلغ (-5.07%) خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس، وهو أسوأ أداء سنوي لها منذ 2016. وقد تكبدت الشركة خسائر صافية على غير المعتاد.

انخفض صافي قيمة محفظة "تماسيك" من 403 مليارات دولار سنغافوري كانت تحتفظ بها في العام السابق إل 382 ملياراً.

قالت الشركة إن تراجع الأداء كان مدفوعاً بتراجع في تقييمات الأسهم، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا وعلوم الحياة والمدفوعات، في حين أن الخسارة البالغة 7 مليارات دولار كانت مدفوعة بخسائر غير محققة وفق قواعد المحاسبة.

يواجه المستثمرون في كل أنحاء العالم وقتاً عصيباً مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتباطؤ الاقتصاد الصيني ورفع البنوك المركزية أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.

سلط ديلهان بيلاي، الرئيس التنفيذي لشركة "تماسيك"، الضوء على المخاطر التي تتراوح من فك الارتباط الاقتصادي إلى الحمائية والتكاليف المرتبطة بأمن الطاقة والتحول في مجالات استخدامها.

قال في بيان حول المراجعة السنوية، وهي الثانية له منذ توليه المسؤولية في أكتوبر 2021، إن "هناك تحديات رئيسية كبيرة في المستقبل". وأضاف:"لقد أصبح مناخ الاستثمار أكثر تعقيداً مما واجهناه منذ الأزمة المالية العالمية".

مشكلات متزامنة مع عجز في ميزانية الدولة

قال الرئيس التنفيذي للاستثمار روهيت سيباهيمالاني، الذي أشار إلى مخاطر حدوث ركود في الأسواق المتقدمة الرئيسية، إن الشركة تعتزم الاستثمار بوتيرة معتدلة خلال العام المالي الجاري، لكنها مستعدة لتكثيف استثماراتها في حال تصحيح السوق لأوضاعها.

أضاف سيباهيمالاني في مؤتمر صحفي: "نعتقد أنه من أجل السيطرة على التضخم، يتطلب الأمر على الأرجح حدوث ركود، رغم أن توقيت ذلك غير واضح".

تتزامن مشكلات "تماسيك" مع مواجهة حكومة سنغافورة عجزاً في الميزانية وارتفاعاً في تكاليف الخدمات، حيث تعد عوائد الاستثمار من "تماسيك" و"الصندوق السيادي السنغافوري" وسلطة النقد في سنغافورة من بين أكبر المساهمين في الميزانية الوطنية.

يتعلق جزء من التراجع في الأداء بتوقيت العام المالي، حيث حصل جزء كبير من الانخفاض في تقييمات الأسهم المدرجة في البورصات بعد شهر مارس 2022، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 9% خلال تلك الفترة.

قالت المديرة المالية للشركة بنغ تشين يي، إن الخسائر السوقية نتجت عن سياسة محاسبية جرى تطبيقها خلال العام المالي المنتهي في مارس 2019، واصفة هذه الخسائر بأنها "خسائر دفترية" أو غير متحققة.

واجهت "تماسيك" إخفاقات ناجمة عن انهيار الشركات التي استثمرت فيها، ومنها على سبيل المثال اضطرارها إلى شطب استثماراتها البالغة 275 مليون دولار في "إف تي إكس" (FTX) بعد انهيار بورصة العملات المشفرة وسط مزاعم بالاحتيال.

"تماسيك" تشطب أكثر من 200 مليون دولار في "إف تي إكس"

قال بيلاي: "كانت (إف تي إكس) بمثابة حالة استثنائية"، معترفاً بأن الضرر الذي لحق بالسمعة كان كبيراً.

المعاناة تطال شركات مستثمر فيها

كما عانت شركة أخرى كبرى تستثمر فيها "تماسيك"، وهي "زيلينغو"(Zilingo Pte) الناشئة ومقرها في سنغافورة، من تراجع كبير رغم تفاخرها بوجود العديد من المستثمرين البارزين في مجلس إدارتها بما في ذلك ممثل عن "تماسيك".

ظلت الاستثمارات في سنغافورة تستحوذ على الجزء الأكبر من محفظة "تماسيك" للعام الثاني على التوالي، وهي تبلغ حالياً 28%، ارتفاعاً من 27% المسجلة في العام المالي الماضي.

ورغم أن الشركة ظلت متفائلة بشأن الصين على مدى سنوات عدة، فإن حيازاتها في الصين استقرت دون تغيير عند 22% من محفظتها.

وتباطأت وتيرة إبرام الشركة للصفقات بشكل كبير إلى 31 مليار دولار سنغافوري، مقابل 61 مليار دولار سنغافوري في العام المالي السابق.

صندوق سنغافوري بصدد شراء شركة مختبرات بريطانية بـ7 مليارات دولار

يأتي ذلك بعدما قال سيباهيمالاني في العام المالي الماضي إنه يعتزم إبطاء سرعة إبرام الصفقات، محذراً من أن التقييمات لم تنخفض بعد بما يكفي لتعكس الهبوط الذي توقع حدوثه.

المتاعب في الصين

واصلت "تماسيك" دعم الشركات الصينية، وأضافت إلى حيازاتها أسهم مجموعة "علي بابا" القابضة المتداولة في الولايات المتحدة خلال الربع المنتهي في مارس، وفق إفصاحات ربع سنوية، كما اشترت أسهما في شركة التجارة الإلكترونية المنافسة "جيه دي دوت كوم" (JD.com Inc).

لم يتغير مؤشر شنغهاي شنزن (سي إس آي 300) القياسي في الصين كثيراً منذ مطلع 2023، ليصبح بذلك من بين المؤشرات الأسوأ أداء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتعمل الصناديق الأجنبية على تقليص انكشافها، وتحد من التدفقات إلى السوق، في ظل ضعف الاقتصاد واستمرار التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة.

قال سيباهيمالاني بشأن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين: "أعتقد أن الأمر يسير في اتجاه واحد فقط.. عليك أن تنظر إلى الشركات التي لم تقع في مرمى التوترات بين الولايات المتحدة والصين. هذا مجرد استثمار معقول في الوقت الحالي".

قال سيباهيمالاني إن "تماسيك" تبحث عن فرص في الأسواق الخاصة بالولايات المتحدة، حيث تظهر "علامات على بعض التصدعات" بسبب حاجة شركات الملكية الخاصة إلى بيع حصصها في الشركات لزيادة السيولة.

عوامل جذب الاستثمارات إلى جنوب شرق آسيا

قال بيلاي إن "تماسيك" تسعى أيضاً إلى زيادة الاستثمار في جنوب شرق آسيا، بسبب التركيبة السكانية المواتية، والاقتصاد الرقمي في المنطقة.

وأوضح الرئيس التنفيذي أن هناك حاجة أكبر لدى "تماسيك" للمشاركة بشكل أكثر عمقاً مع الشركات المحلية في محفظتها، نظراً لتزايد حالات عدم اليقين والصعوبات في الخارج.

لا تزال "تماسيك" الشركة المستثمرة المهيمنة في الشركات المحلية القوية، بما في ذلك شركة الخطوط الجوية السنغافورية وشركة الاتصالات السنغافورية وشركة "سيتريوم" العملاقة للتنقيب عن النفط.

مجالات محفظة "تماسيك"

2023202220212020
الخدمات المالية (%) 21 23 24 23
النقل والصناعات 23 22 19 18
الاتصالات السلكية واللاسلكية ووسائل الإعلام والتكنولوجيا 17 18 21 21
السلع الاستهلاكية والعقارات 16 15 14 17
علوم الحياة والأغذية الزراعية 9 9 10 8
صناديق متعددة القطاعات 8 8 8 8
أخرى (بما في ذلك الائتمان) 6 5 4 5
اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك