في أحدث تطور لسلسلة الضربات الموجهة لأعمالها في أوروبا، ستفقد "بينانس هولدينغز" (Binance Holdings) إمكانية الوصول إلى التحويلات المصرفية المقومة باليورو من وإلى منصتها لتبادل العملات المشفرة عبر شريكتها المصرفية "باي سيف" (Paysafe).
لن تدعم "باي سيف" التحويلات المصرفية باليورو من وإلى "بينانس" عبر شبكة منطقة المدفوعات الأوروبية الموحدة بدءاً من 25 سبتمبر، وفقاً لمتحدث باسم أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم.
قالت "باي سيف" التي يقع مقرها في لندن في بيان عبر البريد الإلكتروني: "بعد مراجعة استراتيجية، اتخذنا قراراً بالتوقف عن تقديم حلولنا للمحفظة المدمجة إلى (بينانس) في جميع أنحاء المنطقة.. ونعمل مع (بينانس) الآن على التنفيذ المتبادل لعملية منظمة وعادلة لإنهاء هذه الخدمة خلال الأشهر القليلة المقبلة".
تضييق رقابي أوروبي
تعرضت منصة "بينانس" بالفعل لضغوط في أوروبا، حيث أمرتها السلطات البلجيكية هذا الشهر بوقف عملياتها المحلية، كما يحقق المدعون الفرنسيون معها بمزاعم غسل الأموال. قالت شركة الأبحاث "كايكو" (Kaiko) في 20 يونيو إن حصة الشركة في تداول العملات الرقمية المقومة باليورو تراجعت إلى 13% هذا العام.
مما يؤكد التأثير الناجم عن فقدان الوصول إلى شبكات الدفع، انخفض حجم التداول الإجمالي المقوم بالجنيه الإسترليني عبر البورصات منذ أن قالت "باي سيف" في منتصف مارس إنها ستتوقف عن دعم عمليات السحب والإيداع لـ"بينانس" في المملكة المتحدة، وفقاً لبيانات "كايكو". وأوضحت "باي سيف" في ذلك الوقت أنها ستواصل دعم "بينانس" في أوروبا وأميركا اللاتينية.
حصة "بينانس" السوقية تتراجع مع تشديد قبضة الجهات التنظيمية عليها
دخل قرار الشركة بوقف دعم "بينانس" في المملكة المتحدة حيز التنفيذ الكامل في مايو.
قال المتحدث باسم "بينانس" في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الأربعاء في نيويورك: "سنغير المزود" وأكد أن "جميع طرق إيداع وسحب العملات الورقية الأخرى وكذلك شراء وبيع العملات الرقمية على (بينانس) لم تتأثر".
تواجه "بينانس" شبكة من التحقيقات في جميع أنحاء العالم، إذ تخلى عنها بعض مزودي المدفوعات المتخوفين من التداعيات التنظيمية. وفُصلت منصتها في أستراليا عن مسار سحب العملة المحلية الرئيسي في بداية يونيو.
تدقيق أميركي
اتهمت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في وقت سابق من هذا الشهر "بينانس" ومؤسسها تشانغ بينغ جاو بإساءة إدارة أموال العملاء، وتضليل المستثمرين والمنظمين، وخرق قواعد الأوراق المالية. ومن جهتها، وصفت "بينانس" إجراء اللجنة بأنه "مخيب للآمال" وقالت إنها تعتزم الدفاع عن منصتها "بقوة". كما رفعت لجنة تداول السلع الآجلة دعوى قضائية أيضاً ضد "جاو" و"بينانس".
دعوى أميركية جديدة لتجميد أصول "بينانس يو إس" وحماية أموال العملاء
في أعقاب إجراء لجنة الأوراق المالية والبورصات، أخبرت "بينانس يو إس" (Binance.US) المستخدمين أن شركاء الدفع والمصارف قد أشاروا إلى أنهم ينوون إيقاف الدعم مؤقتاً لقنوات التبادل بالدولار. وقالت "كايكو" في وقت سابق إن حصتها في السوق الأميركية قد تبخرت تقريباً.
صعد الرمز الأصلي لـ"بينانس" والمعروف بـ "بي إن بي" (BNB)، بنسبة 1.8% إلى 225 دولاراً في الساعة 9:22 صباحاً في لندن يوم الخميس، في إطار ارتفاع أوسع للأصول الرقمية. لتصل خسائره هذا الربع إلى 30% متأثراً بالدعوى القضائية التي رفعتها هيئة الأوراق المالية والبورصات.