حققت شركة "إيرباص" تدفقات نقدية بقيمة 4.9 مليار يورو (5.9 مليار دولار) خلال الربع الرابع من 2020، إلاّ أنها أصدرت توجيهات حذرة بشأن وتيرة تعافيها من أسوأ أزمة يشهدها قطاع طيران على الإطلاق.
وشهدت شركة صناعة الطائرات الأوروبية موجة متأخرة من عمليات تسليم الطائرات، لتتجاوز بذلك هدفها بالتعادل للربع الثاني على التوالي، لناحية التدفق النقدي الحر المعدل. إلاّ أنه من المتوقع استمرار عمليات تسليم الطائرات عند المستويات المنخفضة المسجلة في 2020 هذا العام أيضاً، رغم أن "إيرباص" تخطط لزيادة الإنتاج في النصف الثاني.
وفي مذكرة، كتب ساندي موريس، المحلل في "جيفريز" (Jefferies): "من الصعب إسقاط توجهات عام 2021 بالكامل على ما رأيناه في الربع الثالث من عام 2020، وكذلك ما حدث في الربع الرابع. سنظل حذرين بشأن الوتيرة التي يمكن للناقلات أن تُعيد فيها بناء ميزانياتها العمومية إلى النقطة التي يرتفع فيها الطلب على الطائرات بشكل كبير".
وتؤكد التوقعات غير المؤكدة أن شركة "إيرباص" لم تتحرر بعد من أزمة كورونا التي أصابت المُصنّعين وشركات الطيران على حد سواء خلال العام الماضي. حيث لا يزال السفر يُمثّل تحدّياً مع تشديد البلدان للإجراءات وإغلاق الحدود، رغم إطلاق عملية توزيع لقاحات كورونا. وبالتزامن مع إبطاء شركة تصنيع الطائرات الأوروبية لخطتها الخاصة بزيادة الإنتاج في يناير الماضي، قام العملاء بتقليص جداول الرحلات الجوية، وتراجعت عمليات تسليم الطائرات بشكل أكبر.
تزايد الشكوك
أعلنت "إيرباص"، التي تتخذ من مدينة تولوز الفرنسية مقراً لها، عن أرباح قدرها 1.83 مليار يورو للربع الرابع قبل احتساب الفوائد والضرائب، بانخفاض نسبته 35%. في حين تراجعت الإيرادات بنسبة 19% إلى 19.8 مليار يورو.
وكشفت الشركة في بيان، اليوم الخميس، أنها تتوقع تسليم طائرات هذا العام بما يعادل 566 طائرة تم تسليمها عام 2020. وتستهدف الوصول بالتدفق النقدي الحر المعدل إلى نقطة تعادلٍ، بعيداً عن تأثير عمليات الاندماج والاستحواذ والتمويل الخاصة بالعملاء، علماً بأنه من المتوقع أن تبلغ الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب 2 مليار يورو.
وأفصح غيوم فوري، الرئيس التنفيذي للشركة، في البيان: "لا تزال هناك الكثير من الشكوك تحوم حول صناعتنا في 2021، حيث يستمر الوباء في التأثير على الحياة والاقتصادات والمجتمعات".
وأشارت "إيرباص" الشهر الماضي إلى أن إنتاج طائراتها الأكثر مبيعاً A320 ذات الهيكل الضيق، سيرتفع تدريجياً إلى 45 شهرياً خلال الربع الرابع، وكانت قد استهدفت في السابق قفزة أسرع إلى 47 طائرة شهرياً عن المعدل الحالي البالغ 40 طائرة بحلول شهر يوليو.
وقال فوري، في يناير: إنه لا يتوقع عودة سوق الطائرات التجارية إلى مستويات ما قبل وباء كورونا حتى الأعوام 2023 إلى 2025.
انخفاض الطلبيات المتراكمة
انخفضت قيمة الطلبيات المتراكمة لشركة "إيرباص" بمقدار 98 مليار يورو إلى 373 مليار يورو في نهاية العام، ما يعكس جزئياً الضرر الذي أحدثه كورونا على صحة صناعة الطيران على المدى البعيد.
وفي الوقت الذي تنخفض فيه أعداد حالات الإصابة بالفيروس، خلقت سلالات كورونا الجديدة حالة من عدم اليقين حول توقيت تعافي السفر العالمي، حيث أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي هذا الشهر أن حركة الركاب قد تتحسن بنسبة 13% فقط في عام 2021 عن العام السابق في أسوأ السيناريوهات. ويقارن ذلك مع التوقعات الرسمية السابقة الصادرة عن الاتحاد بشأن انتعاش نسبته 50% في ديسمبر.