أعلنت مجموعة "ريو تينتو"، أكبر منتج لخام الحديد في العالم، أنها سجلت أعلى أرباح سنوية في 2020 خلال 9 سنوات، وأنها ستوزع أرباحاً قياسية بقيمة 9 مليارات دولار، إذ تستفيد شركات التعدين العالمية من ارتفاع أسعار المعادن.
وقالت الشركة ومقرها لندن إن الأرباح الأساسية بلغت 12.4 مليار دولار في 2020، بزيادة 20% على أساس سنوي.
وتضمنت مدفوعاتها لعام 2020، توزيعات أرباح خاصة إذ اتبعت "ريو" مسار الشركات الأخرى العاملة بنفس المجال في مكافأة المستثمرين من حملة الأسهم.
وكانت شركة "غلينكور" (Glencore Plc)، البريطانية السويسرية متعددة الجنسيات للتجارة والتعدين ومقرها في بار، سويسرا، قالت يوم الثلاثاء إنها بصدد استئناف توزيع الأرباح على حملة الأسهم بعد تعليقها العام الماضي. ومن جهتها دفعت "بي إتش بي غروب" (BHP Group PLC) وهي شركة تعدين للموارد الطبيعة وتركز على أنشطة استخراج ومعالجة المعادن والفلزات والمنتجات البترولية، توزيعات أرباح قياسية.
وترتفع أسعار المعادن، بما في ذلك خام الحديد والنحاس والبلاتين والقصدير، مع بدء خروج الاقتصاد العالمي من الركود الناجم عن فيروس كورونا في عام 2020، بفضل الدعم الكبير من الحكومات والبنوك المركزية، بالإضافة إلى شح المعروض من المعادن. وقال جاكوب ستوشولم، الرئيس التنفيذي لمجموعة "ريو تينتو" منذ يناير 2021:
الأساسيات قوية جداً.. الاقتصاد الصيني ينمو بقوة وما نتعلمه في عام 2020 هو أننا -أكثر من أي شيء آخر- نحقق نمواً كثيفا في السلع
وارتفعت أسعار خام الحديد بنحو 70% خلال هذه الفترة، مدعومة بإجراءات التحفيز الصينية لتسريع الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء، التي عملت على زيادة نشاط مصانع الصلب في البلاد.
وقالت "ريو" إن النمو الكبير لأسعار المعادن عزز الأرباح الأساسية للخام من عملياتها في غرب أستراليا. وأضافت: "لقد مكننا أداؤنا التشغيلي القوي في بيلبارا في عام 2020 من الاستفادة من بيئة الأسعار المرتفعة لمنتجاتنا عالية الجودة.. هذه القوة السعرية كانت مدفوعة بالطلب المزدهر من الصين والقيود المفروضة على البضائع العالمية المنقولة بحراً".
تسوية قضية الملاجئ الأسترالية
ولفتت الشركة إلى أنها أوشكت على الانتهاء من تنفيذ التوصيات الصادرة عن "مراجعة مجلس إدارتها للتراث الثقافي" بشأن التفجيرات التي وقعت العام الماضي في غرب أستراليا والتي دمرت مواقع السكان الأصليين القديمة، على الرغم من رفض "ستوشولم" خلال مؤتمر صحفي التعليق بشأن دفع أي تعويض مالي محتمل.
وأقدمت شركة "ريو تينتو" للتعدين وبشكل متعمد على تدمير ملجأي "جوكان 1" و"جوكان 2"، اللذين يعود تاريخهما إلى ما قبل أكثر من 46 ألف سنة، في منطقة بيلبارا، غربي أستراليا. وكان سكان البلاد الأصليين، المعروفين باسم "أبورجيني" قد سكنوا الملاجئ الصخرية قبل أكثر من 46000 سنة، مما يجعلها واحدة من أقدم مواقع التراث في البلاد، وتفجيرها يشكل خسارة تراثية وثقافية كبيرة لأصحاب الموقع التقليديين. ومن المتوقع صدور قوانين أكثر صرامة لحماية التراث في أعقاب تفجيرات بمنطقة "جووكان جورج" التي من شأنها إعاقة حصول "ريو" على معادن جديدة.
وقال "ستوشولم": "ما كان يجب المساس بالملجأ الصخري في جوكان"، مضيفا أنه زار الموقع الأسبوع الجاري والتقى بكبار السن المحليين.
وقالت الشركة إنها تجري "مناقشات نشطة" مع حكومة منغوليا لمعالجة القضايا العالقة فيما يتعلق بمشروع "أويو تولجوي" للنحاس.
وسألت منغوليا "ريو" عما إذا كانت مستعدة لإنهاء المشروع بشكل مشترك، البالغ قيمته 6.75 مليار دولار في "صحراء غوبي"، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" في وقت سابق من الشهر الجاري.