تسعى شركة "لوسيد غروب" (Lucid Group) جمع 3 مليارات دولار في طرح ثانوي لأسهم عادية، وأغلب هذه الأموال قادمة من مالكيها السعوديين، وذلك بعد انخفاض أسهم الشركة بنسبة تزيد عن 60% في العام الماضي. وتراجعت الأسهم بأكثر من 7% في تداولات ما بعد الإغلاق.
أعلنت الشركة عن الزيادة إلى جانب، موافقة صندوق الاستثمارات العامة السعودي على شراء أغلب أسهم الطرح، ما يؤكد تقريراً سابقاً لبلومبرغ نيوز. وافق الصندوق السيادي السعودي على شراء حصة قيمتها 1.8 مليار دولار من الأسهم في طرح خاص، بحسب بيان الشركة.
يمتلك الصندوق بالفعل حوالي 60% من "لوسيد" التي تتخذ مقراً لها في نيوآرك بولاية كاليفورنيا، وفق بيانات جمعتها بلومبرغ. يدير "بنك أوف أميركا" عملية بناء سجل الأوامر في الطرح.
"تنوي لوسيد استخدام صافي عائدات الاكتتاب العام، وكذلك الطرح الخاص من قبل المساهم الأكبر، لأغراض عامة للشركة".
تراجعت الأسهم بنسبة 7.5% إلى 7.18 دولار في الساعة 5:58 مساءً. في تداولات ما بعد الإغلاق في نيويورك، وذلك بعد الإعلان عن الطرح.
استثمر صندوق الاستثمارات العامة لأول مرة في "لوسيد" عام 2018، وقام بشراء المزيد من الأسهم بشكل مطرد حتى امتلك حصة أغلبية عندما تم طرح الشركة الناشئة للاكتتاب العام في عام 2021 من خلال اندماجها مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة. قفزت القيمة السوقية لصانعة السيارات الكهربائية بشكل مؤقت فوق منافسيها المعروفين مثل فورد، وجنرال موتورز في ذلك العام، وقفزت الأسهم في يناير من هذا العام وسط توقعات باستحواذ كامل من صندوق الاستثمارات العامة.
اقرأ أيضاً: "لوسيد" تتوقع إنتاج الحد الأدنى من السيارات الكهربائية في 2023
"يقوض العرض مؤقتاً الأمل في الخصخصة الكاملة للشركة. قد تساعد الأموال الإضافية في حل مشكلات المرونة المالية على المدى القريب، ولكن قد تحتاج لوسيد إلى دعم إضافي في عام 2024"، بحسب غويل ليفينغتون من "بلومبرغ إنتليجنس".
يتضمن الرهان السعودي على "لوسيد" خططاً لبناء مصنع للسيارات الكهربائية في البلاد. تعمل المملكة على طرح مئات الآلاف من السيارات سنوياً حيث تتطلع إلى أن تصبح مركزاً لشركات صناعة السيارات. يعد ذلك أولوية بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تحاول تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط. هدفها المتمثل في صنع حوالي 300 ألف سيارة بحلول نهاية العقد يعتمد على "لوسيد" في نصف هذا الإنتاج.
تعثرت "لوسيد" مؤخراً، إذ تواجه التكاليف الباهظة وتحديات الإنتاج والمنافسة في سوق المركبات الكهربائية. قالت الشركة في مارس إنها ستلغي حوالي 18% من قوتها العاملة. هذا الشهر، وضعت الشركة مخططاً لتخفيض خطة الإنتاج السنوية بعد بداية بطيئة في العام.
كانت الشركة تحاول إثبات ذاتها وسط حشد من المنافسين المحتملين لشركة "تسلا" وترسيخ مكانتها بقوة في سوق المركبات الكهربائية. تجاوزت قيمتها السوقية لفترة وجيزة 90 مليار دولار خلال جنون السوق في 2021 وانخفضت منذ ذلك الحين إلى حوالي 14 مليار دولار.