تتوسع المملكة العربية السعودية بمعدلات سريعة في صناعة الغذاء العالمية عبر اتفاق على شراء أسهم "بي آر إف" (BRF)، أكبر شركة لإنتاج الدواجن في البرازيل.
هذه هي أحدث خطوة تتخذها السعودية ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تخفيض وارداتها الغذائية، وتنويع اقتصادها، وتقليص اعتمادها على النفط، وهي محاور أساسية في الخطة الاستراتيجية لرؤية 2030 التي يرعاها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
عززت المملكة استثمارها في الزراعة بعد أن أدت جائحة كورونا وغزو روسيا لأوكرانيا إلى زيادة أسعار الغذاء إلى مستوى قياسي، وإلى انقلاب تدفق التجارة رأساً على عقب، وإلى تعرية مدى هشاشة سلاسل التوريد العالمية وضعفها.
اتفقت الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والحيواني "سالك"، التابعة للدولة، مع شركة "مارفريغ غلوبال فودز" البرازيلية (Marfrig Global Foods) على شراء أسهم جديدة تصل قيمتها إلى 890 مليون دولار أميركي في شركة "بي آر إف"، في عملية تمتلك بها "سالك" حصة تتراوح بين 10% و15% من الشركة.
قال ليندرو فونتانيسي، محلل في شركة "براديسكو بي بي آي" (Bradesco BBI) في تقرير اليوم الأربعاء: "إنَّ السعودية هي أكبر دولة استيراداً للدواجن من شركة (بي آر إف) خلال السنوات الأخيرة، وتستحوذ على نحو 7% من إجمالي مبيعاتها".
شرعت الدولة التي تسودها الأراضي الصحراوية، وتستورد معظم غذائها من الخارج، في إبرام سلسلة من الصفقات الزراعية في الأعوام الأخيرة بعد شراء شركة "سالك" حصة أغلبية في "مجلس القمح الكندي" السابق في عام 2015.
في شهر ديسمبر، استحوذت "سالك" على حصة بقيمة 1.24 مليار دولار في شركة تجارة الحاصلات الزراعية "أولام أغري هولدينغز" (Olam Agri Holdings)، ومقرها في سنغافورة.
وقبل ذلك بوقت طويل؛ وافقت الشركة السعودية على شراء حصة تبلغ 9.2% في شركة إنتاج الأرز الهندية "إل تي فودز" (LT Foods)، وعقدت شراكة أيضاً مع شركة تعبئة اللحوم البرازيلية "مينرفا" (Minerva) بهدف الاستحواذ على مجازر ومعمل لإنتاج لحوم الأغنام في أستراليا بعد شرائها أراضٍ زراعية هناك.