يرى الصندوق السيادي القطري فرصاً استثمارية متزايدة في عالم الائتمان الخاص، لينضم بذلك إلى مؤسسات مثل "سوفت بنك غروب" و"بلاك روك" في الترويج لسوق تبلغ قيمتها 1.5 تريليون دولار.
كان جهاز قطر للاستثمار الذي يدير أصولاً تصل قيمتها إلى 450 مليار دولار "نشطاً للغاية في مجال الائتمان" على مدار العامين الماضيين، كما أنه "حريص على زيادة الاستثمارات في ظل كفاح الشركات ذات نماذج الأعمال الجيدة مع الضربة المزدوجة المتمثلة في ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض السيولة"، وفق ما قاله الرئيس التنفيذي منصور المحمود في ندوة بمنتدى قطر الاقتصادي بالدوحة، اليوم الثلاثاء.
وأضاف: "عادةً، مؤسسة مثلنا، بمعدل سيولة مرتفع، لديها شهية طويلة الأمد للمخاطرة تجاه هذا النوع من الاستثمارات.. وأرى أنه على مدار السنة القادمة يُعتبر الائتمان مكاناً جاذباً لضخ بعض الاستثمارات".
اكتسب الإقراض الخاص زخماً على مدى السنوات القليلة الماضية بعدما انسحبت البنوك الاستثمارية ومستثمرو الديون التقليديون من الديون ذات الرافعة المالية، بسبب المخاوف من زيادات أسعار الفائدة والتباطؤ الاقتصادي.
دفع عالمي للائتمان الخاص
ضخ المستثمرون الباحثون عن العوائد المرتفعة السيولة في هذه الفئة من الأصول، ليتحوّل الائتمان الخاص إلى سوق مزدهرة. في الآونة الأخيرة، انتعشت هذه الصناعة بعدما باتت شروط الإقراض أكثر تشدداً في أعقاب انهيار "سيليكون فالي بنك" وأزمة مجموعة "كريدي سويس غروب".
في الولايات المتحدة، اتجه بعض كبار اللاعبين في مجال الاستثمار الخاص، بما في ذلك "أبوللو غلوبال مانجمنت" و"بلاك ستون" و"كارلايل غروب"، إلى الدخول في تلك السوق حيث تعرّض المقرضون الإقليميون للضغوط. وفي سياق مواز، تدرس "سوفت بنك غروب" في اليابان خططاً لإقراض الشركات، حسبما أفادت بلومبرغ الأسبوع الحالي.
"سوفت بنك" تدرس دخول سوق الائتمان الخاص عبر إقراض الشركات
وفي منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط، تتطلع الصناديق السيادية -مثل جهاز قطر للاستثمار- بشكل متزايد إلى الائتمان الخاص، مما يوفر مزيداً من الأدلة على النمو السريع للسوق.
أسست "أبوللو" في يناير مشروعاً مشتركاً مع الصندوق السيادي الذي يقع في أبوظبي، شركة مبادلة للاستثمار، لإقراض نحو 2.5 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، كما قدَّمت ديوناً خاصة مضمونة عالية الجودة بقيمة 750 مليون دولار لمطار مومباي الدولي العام الماضي.
على صعيد آخر، أكد المحمود عدم قلقه بشأن تعرّض الصندوق للقطاع المالي العالمي بعد الاضطرابات التي شهدها "كريدي سويس" وانهيار أربعة مقرضين أميركيين. انخفضت قيمة حيازة جهاز قطر للاستثمار -المستثمر طويل الأجل- بالبنك السويسري بعد أشهر فقط من زيادة حصته.
وأضاف: "يعتمد القطاع المصرفي على الثقة، أياً كانت قراراتك بميزانيتك العمومية، فإذا فقدت تلك الثقة فقد تنهار.. ما حدث مع (كريدي سويس)، لا يعني أن جميع البنوك ستواجه هذه المشكلة، فنحن مؤسسة ناضجة للغاية، وبالتالي فإن إدارة المخاطر وتوقع المخاطر جزء من عملنا اليومي".
تستضيف حكومة دولة قطر منتدى قطر الاقتصادي، الذي تديره بلومبرغ.