تستكشف الشركة إمكانية طرح ذراعها اللوجستية "سايناو" وسلسلة متاجر البقالة "فريشيبو" للاكتتاب

"علي بابا" تخطط لطرح وحدات أعمالها للاكتتاب بعد مبيعات مخيبة

شعار "علي بابا" يزين جدار المكتب الرئيسي للمجموعة في بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
شعار "علي بابا" يزين جدار المكتب الرئيسي للمجموعة في بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تبدأ مجموعة "علي بابا" القابضة في استكشاف إجراء الطروحات العامة الأولية لأقسامها في مجال اللوجستيات والبقالة، ليدخل تقسيم أنشطة الشركة حيز التنفيذ، بعد طول انتظار، ما قد يساعد على عكس مسار النمو الضعيف لدى رائدة الخدمات السحابية والتجارة عبر الإنترنت في الصين.

أعلنت "علي بابا" الخميس مجدداً عن تسجيل نمو في الإيرادات من رقم واحد، مما يعزز المخاوف من أنَّ انتعاش الإنفاق الاستهلاكي بالصين قد يكون أبعد مما كان متوقَّعاً.

كما أعلنت الشركة موافقتها الرسمية على فصل قسم الخدمات السحابية عن طريق توزيع الأسهم على المساهمين، واستكشاف الاكتتاب العام لذراعها اللوجستية "سايناو" (Cainiao)، وسلسلة متاجر البقالة "فريشيبو" (Freshippo).

تخطط الشركة أيضاً لتأمين التمويل الخارجي لقسم التجارة الدولية، الذي يشمل العمليات الخارجية مثل "لازادا" (Lazada) ومقرها سنغافورة.

كونها أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الصين؛ تمثل "علي بابا" مؤشراً لطلب المستهلكين في البلاد. تقلصت حجم تجارتها المحلية 3%، فيما تراجع نشاط قسم الخدمات السحابية 2%، وهو القسم الآخر الذي يحظى بمراقبة عن كثب.

يوضح هذا الأداء الباهت كيف قد تتعافى الصين من قيود "صفر كوفيد" على مدار سنوات، بوتيرة أبطأ مما كان متوقَّعاً، بسبب العقوبات الأميركية على الصين والبيئة الاقتصادية العالمية غير المستقرة.

الآمال في أن تدعم بكين الشركات الخاصة هذا العام بعد حملة قمع شديدة على قطاع الإنترنت، لم تترجم إلى وسائل فعالة حتى الآن.

أعلنت "علي بابا" عن تحقيق مبيعات بقيمة 208.2 مليار يوان خلال الربع المنتهي في مارس، مقابل متوسط تقديرات المحللين البالغة 209.2 مليار يوان. بلغ صافي الدخل 23.5 مليار يوان، ليعكس مسار الخسائر قبل عام بفضل المكاسب غير المتكررة.

راهن المستثمرون على أنَّ الإنفاق الاستهلاكي وقطاع التكنولوجيا سينتعشان بعد أن رفعت بكين القيود الشاملة على مدار سنوات، وأعاقت ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

لكنَّ الاقتصاديين يشيرون إلى تباطؤ التجارة وعلامات أخرى على أنَّ الانتعاش الناشئ يفقد زخمه. خلال عطلة الأسبوع الذهبي الأخيرة، وهو مؤشر مهم للثقة على نطاق أوسع؛ تخلف الإنفاق العام عن أحجام الحجز.

بعيداً عن الاتجاهات الأساسية، يأمل بعض المستثمرين أن يؤدي تقسيم "علي بابا" إلى تحفيز السوق، ومساعدة العمليات المختلفة من التحرك بصورة أسرع، وتعزيز انتعاش السهم.

في مارس، اتخذت "علي بابا" قراراً تاريخياً بتقسيم أعمالها إلى ست وحدات تغطي أنشطتها الرئيسية في الخدمات السحابية والتجارة الدولية والخدمات اللوجستية. يمكن لكل وحدة، باستثناء "تاوباو تي مول كوميرس غروب" (Taobao Tmall Commerce Group) الأساسية، السعي لجمع الأموال، وإجراء اكتتاب عام.

برغم أجواء التشاؤم العام، هناك إشارات حول اقتراب قسم التجارة عبر الإنترنت من إجراء اكتتاب عام على الأقل.

تسارع نمو إجمالي قيمة البضائع لدى صناعة التجارة الإلكترونية في الصين إلى 11% في مارس بعد أن تباطأ إلى 5% في الشهرين الأولين من عام 2023، وفق قديرات "غولدمان ساكس"، التي أشارت إلى تعافي الطلب وتراجع الاضطرابات في القطاع اللوجيستي.

في الأسبوع الماضي، قالت شركة "جيه دي دوت كوم" (JD.com) إنَّ حجم النمو خلال الربع الجاري تجاوز الأشهر الثلاثة السابقة، مما ساعد على دعم أسهمها.

نمت إيرادات "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings Ltd) بأسرع وتيرة لها منذ عام 2021، في حين سجلت "بايدو" (Baidu Inc) أيضاً مبيعات تفوق التوقُّعات. ويرجع الفضل لدى الشركتين إلى الانتعاش في قطاعات الاستهلاك المحلي.

عزز مايكل بيري، مدير الاستثمار الذي ذاع صيته في فيلم "The Big Short"، رهاناته على صعود أسهم "جيه دي" و"علي بابا"، برغم فتور اهتمام صناديق التحوط الأخرى إزاء إعادة فتح اقتصاد البلاد.

[object Promise]

تضغط "علي بابا" حالياً لإجراء خفض كبير في التكاليف لدعم الهوامش وتعويض النمو المحلي الضعيف؛ وهو تغيير جذري بالنسبة إلى صانعة الصفقات في قطاع التكنولوجيا التي كانت تنفق بقوة في السابق للسيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد.

كما أنَّ حملة القمع التي شنتها إدارة الرئيس شي جين بينغ على التجارة عبر الإنترنت أجبرت شركة "علي بابا" على تغيير نموذج الأعمال إذا كانت الوجهة الحصرية للتجار.

يكتسب هذا التركيز النهائي أهمية ملحة بسبب المنافسة الشرسة في سوقها المحلية من جانب "جيه دي" و"بي دي دي هولدينغز" ( PDD Holdings Inc) والشركات الصاعدة مثل "بايت دانس" ( ByteDance Ltd)، التي كثفت جهودها لجذب العملاء وجذب التجار.

في الخارج، تعمل شركة التكنولوجيا العملاقة على تقليص طموحاتها عالمياً. فقد باعت "علي بابا" آخر حصصها في شركة "باي تي إم" ( Paytm) العملاقة بمجال التكنولوجيا المالية في الهند خلال مايو، مما أدى إلى تسريع انسحابها من سوق الهاتف المحمول والإنترنت الأسرع نمواً في العالم.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك