نمت إيرادات "تينسنت هولدينغز" بأسرع وتيرة لها منذ أكثر من عام، مما أثار الآمال في أن تبدأ أكبر ساحة للألعاب والمحتوى الإلكتروني في العالم التسارع بعد إعادة فتح اقتصاد الصين بعد الوباء.
ارتفعت الإيرادات 11% لتصل إلى ما يقرب من 150 مليار يوان (21.4 مليار دولار) خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس، مقارنة بمتوسط التوقعات البالغ 146.29 مليار يوان. بلغ صافي الدخل 25.8 مليار يوان، في مقابل توقعات بـ28.9 مليار يوان.
بالكاد نجحت الشركة الأعلى قيمة في الصين في نموّ إيراداتها خلال عام 2022، عندما خنقت الإجراءات الصارمة التنظيمية، وقيود كوفيد، إنفاق المستهلكين والشركات. وتشير العودة إلى تحقيق النمو القوي إلى أن شركات الإنترنت الأساسية، مثل الإعلان والألعاب، تنطلق من قاعها التاريخي، في وقت تواصل فيه شركات التكنولوجيا الكبرى إجراء تخفيضات كبيرة بالتكاليف لتحمُّل بيئة الاقتصاد الكلي العالمية غير المؤكدة.
تراجع قمع "التكنولوجيا" في الصين يضاعف قيمة "تينسنت" في أقل من 3 أشهر
كتب رونالد كيونغ المحلل لدى "غولدمان ساكس" في مذكرة قبل صدور نتائج الأعمال: "لا تزال (تينسنت) واحدة من أكثر شركات الإنترنت الصينية تميُّزًا بفضل منظومتها (وي تشات) المتفرّدة، فضلاً عن تَصدُّرها مجال الألعاب، بجانب محركات النمو الجديدة عبر مجالَي حسابات الفيديو والتكنولوجيا المالية".
معنويات الأعمال والاستهلاك في الصين
تتابع شركة "تينسنت" وقريناتها مثل "علي بابا غروب" و"جيه دي دوت كوم" و"بايدو" مِن كثب بحثاً عن أدلة على صحة معنويات الأعمال الصينية والاستهلاك. وبالكاد نجحت "جيه دي" في زيادة الإيرادات خلال الربع المنتهي في مارس، وعادت شركة محركات البحث "بايدو"، الأكثر اعتماداً على الإعلانات، إلى تسجيل نموّ أعلى من 10%. وكانت مشغلة "وي تشات" استأنفت للتوّ نموّ الإيرادات في الربع المنتهي في ديسمبر، بعد بضعة أشهر من التراجع.
انقلبت معنويات المستثمرين تجاه أسهم التكنولوجيا الصينية هذا العام، إذ اشتروا الأوراق المالية في بادئ الأمر اعتقاداً أن بكين ستحشد القطاع العملاق لتعزيز نموّ ثاني أكبر اقتصاد بالعالم في 2023. لكن تفاؤل المسؤولين لم يُترجَم إلى سياسات اقتصادية ملموسة، كما تزايد منذ ذلك الحين ظهور إشارات على أن الانتعاش الاقتصادي الوليد في البلاد قد يتلاشى بالفعل.
تواجه "تينسنت" تحديات خاصة بها أيضاً، إذ لم تجد بعدُ نجاحها الكبير التالي في قطاع الألعاب في الصين، بعد أن عززت "Honor of Kings" و"Peacekeeper Elite" ريادتها في حقبة ما قبل كوفيد. وتهدف الشركة إلى ملء جدول أعمالها، الراكد منذ فترة طويلة، في العام الحالي بإصدارات مثل "Valorant"، بعد أن استأنفت الرقابة في بكين إصدار موافقات الترخيص العام الماضي.
وستختبر هذه الإصدارات الجديدة سوقاً محلية تتشبع بسرعة، في ظلّ انجذاب اللاعبين الشباب المتزايد إلى الشركات الصاعدة مثل "ميهويو" (Mihoyo) المتخصصة في الرسوم المتحركة.
[object Promise]استراتيجية "تينسنت"
عالمياً، لا تزال شهية "تينسنت" تجاه المحتوى متماسكة، حتى في الوقت الذي تبيع فيه أصولاً وتنفق بمزيد من الحكمة على تطوير أعمالها.
كثفت أكبر ناشرة للألعاب في العالم خلال السنوات الماضية جهودها للاستحواذ على استوديوهات ألعاب متوسطة الحجم في مناطق من أوروبا إلى اليابان، بجانب زيادة حصتها في الألعاب المعروفة مثل "يوبي سوفت إنترتينمنت" (Ubisoft Entertainment).
"وي دكتور" المدعومة من "تينسنت" تخطّط للاكتتاب العامّ في أبريل
في مارس، أطلقت "تينسنت" لعبتها الشهيرة "Honor of Kings" في البرازيل، مما قد يمهد الطريق لنشرها عالمياً.
مع ذلك سيتابع المستثمرون مِن كثب تكاليف المحتوى، لا سيما مع بناء "تينسنت" خدمتها السحابية، وبدء إدماج الذكاء الاصطناعي عبر محفظتها.
أعلنت مشغلة "وي تشات" الأسبوع الحالي خفض أسعار بعض منتجاتها السحابية الأساسية بنسبة تصل إلى 40%، في أعقاب خطوة مماثلة من منافستها "علي بابا".
"تينسنت" تفتح "وي تشات" أمام روابط المنافسين تحت ضغط حملة الصين
تأمل "تينسنت" إدماج قدرات الذكاء الاصطناعي عبر مجموعة منتجاتها، من "وي تشات" إلى الوسائط عبر الإنترنت، واصفة التكنولوجيا بأنها "مضاعف النمو".
الظاهرة العالمية "تشات جي بي تي"، أشعلت سباقاً بين شركات التكنولوجيا الصينية للحاق بالركب. لكن يبدو أن الشركة التي يقع مقرها في شنتشن تتأخر عن منافسيها مثل "علي بابا" و"بايدو"، اللتين أعلنتا إطلاق منصات على غرار "تشات جي بي تي"، ما أشعل حماسة المستثمرين.
لكونه العمود الفقري لإمبراطورية التجارة والمحتوى عبر الإنترنت لشركة "تينسنت"، فقد يحمل "وي تشات" قدراً أكبر من عبء تحقيق الدخل، فيما تتعثر الأعمال الأخرى، إذ ولّد موجز الفيديو القصير الوليد مبيعات إعلانات بأكثر من مليار يوان في الربع الأخير من 2022 رغم المنافسة الشديدة من منافسين مثل "بايت دانس".