تبيع شركة "فايزر" ديوناً بقيمة 31 مليار دولار فيما من المقرر أن يكون رابع أكبر بيع لسندات أميركية على الإطلاق، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على الأمر.
حصدت "فايزر" طلبات تفوق قيمتها 85 مليار دولار على طرح سنداتها من الدرجة الاستثمارية الضخمة المكوّنة من 8 شرائح، اليوم الثلاثاء، للمساعدة في تمويل شرائها لشركة "سيجين" (Seagen).
أُجبرت الشركة، والبنوك العاملة معها على الطرح، على تعديل شروط الصفقة على الفور، اليوم الثلاثاء، بعد أن رفعت الولايات المتحدة دعوى قضائية لمنع استحواذ شركة "أمجين" (Amgen) الممولة بديون بمليارات الدولارات.
"فايزر" تستحوذ على "سيجين" لأدوية السرطان بـ43 مليار دولار
صفقة ضخمة
وقال شخص طلب عدم الكشف عن هويته لأن الصفقة خاصة، إنه من المتوقع أن تحقق الشريحة الأطول أجلاً من الإصدار، وهو سند مدته 40 عاماً، 1.6 نقطة مئوية فوق سندات الخزانة، وهو أقل من المباحثات السابقة عند 1.8 نقطة مئوية.
يعتبر الطرح الأحدث لسندات "فايزر"، وهو الأول منذ 2021، أكبر تمويل باستخدام الديون لغرض الاندماج أو الاستحواذ حتى الآن هذا العام، كما أنه يُعدّ من بين أكبر مبيعات سندات الشركات التي تم تسجيلها على الإطلاق. ويأتي وسط اندفاع الشركات لطرق أبواب أسواق رأس المال قبل الصعود المحتمل لتكاليف الاقتراض الناجمة عن مواجهة سقف الديون الأميركية.
عندما أعلنت عن الاستحواذ في مارس، قالت "فايزر" إنها تتوقع تمويل الشراء بمبلغ 31 مليار دولار عبر إصدار ديون جديدة طويلة الأجل، على أن يتكون المبلغ الباقي من مزيج من التمويل قصير الأجل والنقد المتوفر.
صفقات سندات الشركات بمليارات الدولارات تضرب سندات الخزانة
من جهته، قال نيكولاس إلفنر، الرئيس المشارك للأبحاث في "بريكينريدج كابيتال أدفايزرس" (Breckinridge Capital Advisors) إن هذه الصفقة الضخمة من الدرجة الاستثمارية تعتبر "اختبار جيد للسوق من حيث قياس قوة جانب الطلب"، مضيفاً أنه مع توافر جهات إصدار عالية الجودة بقطاعات دفاعية، يكون هناك عادة "تنفيذ قوي، لا سيما في بيئة السوق الأكثر تقلباً".
تعتبر الصفقة رابع أكبر بيع لسندات شركات على الإطلاق، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. كما أنها قد توازي قيمة السندات التي باعتها "إيه تي آند تي" (AT&T) و"ديسكوفري" (Discovery) في عام 2022 للمساعدة في دفع تكاليف دمج أعمالهما في مجال الإعلان. كما أنها ستوازي عرض "أب في" (AbbVie) في 2019 للاستحواذ على "أليرجان" (Allergan)، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
تدقيق الجهات التنظيمية
يأتي بيع السندات الضخم من قبل "فايزر" بعدما رفعت لجنة التجارة الفيدرالية دعوى قضائية لمنع إتمام صفقة استحواذ "أمجين" (Amgen) على "هوريزون ثيرابيوتيكس" (Horizon Therapeutics) البالغة قيمتها 27.8 مليار دولار، اليوم الثلاثاء، معتبرة أن هذا الاندماج سيضر بالمنافسة على تطوير علاجات للأمراض الخطيرة، حسبما أفادت بلومبرغ.
اقترضت "أمجين" مبلغ 24 مليار دولار للمساعدة في تمويل صفقتها البالغة 27.8 مليار دولار، كما أنها قد تضطر إلى استرداد هذه الأوراق النقدية إذا تم وقف تنفيذ الصفقة. ويتجاوز استحواذ "فايزر" على "سيجين"، صفقة "أمجين" ليصبح أكبر استحواذ بالسوق هذا العام.
قال محللو "جيفريز" بقيادة أكاش تيواري في مذكرة بحثية إن عدم وجود تداخل يضعف موقف لجنة التجارة الفيدرالية، مشيرين إلى أن هذا قد يجعل صفقة "فايزر-سيجين" "حالة أكثر صعوبة بالنسبة للجنة التجارة الفيدرالية".
إقبال على سندات الشركة
لكن بعض المشاركين بالسوق يرون أن الصفقة ستلقى استحساناً بغض النظر عن السبب، استناداً لتاريخ الشركة في التعامل مع الديون بعد الاستحواذات، وفق ما قالته كارول ليفنسون، مديرة الأبحاث في "جيمي كريديت". وعلى الرغم من أن الشركة لم تقدم حتى الآن وعوداً بسداد الديون في وقت معين، إلا أن ليفنسون أضافت، "مدة التمويل تعني سداد مدفوعات سريعة في السنوات الأولى".
أوضحت ليفنسون: "لدينا هنا ائتماناً عالي الجودة، وغير دوري، وشركة تتمتع بميزانية عمومية يمكنها استيعاب استحواذ بقيمة 43 مليار دولار دون حدوث أضرار مادية حتى بدون الاستفادة من 20 مليار دولار من النقد والاستثمارات المتوفرة بنهاية الربع الأول أو بيع حصتها في "هاليون" (Haleon)".
تم تغيير ما يسمى بشرط الاسترداد الإلزامي الخاص في صفقة "فايزر"، والذي يحدد ما إذا كان سيتم إعادة شراء السندات أم لا حال عدم إتمام الصفقة، اليوم الثلاثاء.
قام ممثلو "فايزر" بتوجيه بلومبرغ إلى التعليقات العامة المتوفرة، دون إضافة أي تعليقات إضافية.
بدأت "فايزر" تسويق الصفقة على المستثمرين يوم الإثنين. ويقود كل من "بنك أوف أميركا" و"سيتي غروب" و"غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان" عملية البيع. رفض "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان" التعليق، بينما لم ترد البنوك الأخرى على الفور على طلب للتعليق.
وافقت الشركة التي يقع مقرها في نيويورك في مارس على شراء "سيجين" مقابل 229 دولاراً للسهم الواحد نقداً، ليصل إجمالي قيمة المشروع إلى حوالي 43 مليار دولار.
من المتوقع أن يتم الانتهاء من عملية الاستحواذ في وقت لاحق من هذا العام أو أوائل 2024.