كشفت شركة "أوبر" عن تجاوز أرباحها تقديرات المحللين، ما يُعدّ دلالة على مواصلة المستهلكين إنفاق المزيد على الرحلات وتناول الطعام في الخارج برغم التوقعات الاقتصادية غير المؤكدة. وقفز سهم الشركة 11% بعد الإعلان عن نتائج الأعمال.
قالت الشركة في بيان اليوم الثلاثاء إن الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بلغت 761 مليون دولار في الربع الأول. متفوقة بذلك على توقعات المحللين البالغة 678.6 مليون دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
أوضح المدير المالي نيلسون تشاي في البيان: "حققنا أرباحاً قياسية وتدفق نقدي حر في الربع الأول، ونتأهب لزيادة الربحية من جديد في الربع الثاني".
قفزت أسهم الشركة إلى 36.40 دولار خلال تعاملات ما قبل السوق، في مقابل إغلاق يوم الإثنين عند 32.74 دولار. وبلغت مكاسب السهم 32% حتى الآن هذا العام.
نتائج الأعمال تشير إلى أن الشركة، التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو، تتغلب على تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم بشكل أفضل من المتوقع، حتى رغم تضرر الإنفاق على تجارة التجزئة وغيرها من المجالات. كما أنها تتفوق على منافستها "ليفت" (Lyft)، التي تعمل على هيكلة العمليات في مواجهة تباطؤ الطلب وضعف الأرباح. ومن المقرر أن تعلن "ليفت" عن نتائج أعمالها في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
كتب دان آيفز، المحلل لدى "ويدبوش سكيوريتيز" (Wedbush Securities)، في مذكرة للمستثمرين بعد النتائج: "كان هذا ربعاً يجب أن تخلده (أوبر) في مقرها الرئيسي، لأنه يُمهد لمسيرة جديدة ومُحسنة في المستقبل".
بلغ إجمالي الحجوزات لدى "أوبر" 31.4 مليار دولار، شاملاً خدمات النقل وتوصيل الطعام والشحن. منخفضاً بقدر ضئيل عن توقعات البنوك الأميركية الكبرى البالغة 31.5 مليار دولار، إذ أدى انخفاض أحجام الشحن إلى تراجع إجمالي الحجوزات.
ومع ذلك ، قالت الشركة إنها خفضت عدد الموظفين من خلال مراجعات الأداء خلال الربع الأول وتتوقع أن تكون قوتها العاملة "ثابتة إلى منخفضة" في الأرباع المقبلة، دون تحديد الانخفاض الدقيق في الوظائف. كما خفّضت (Uber Freight)، وحدة اللوجستيات التابعة لها 3٪ من قوتها العاملة في يناير.
الحجوزات فاقت التوقعات
على الرغم من أن الشركة سجلت تراجعاً في عدد المستخدمين النشطين شهرياً، إلا أن حجوزات الرحلات- التي تبلغ قيمتها 15 مليار دولار- فاقت التوقعات، وهو مؤشر على أن العملاء يقومون برحلات أكثر تواتراً، وتُعزى زيادة المشاركة جزئياً إلى انخفاض الأسعار.
أوضح الرئيس التنفيذي دارا خسروشاهي أن منتجات التنقل الجديدة ساعدت أيضاً في جذب السائقين والركاب إلى المنصة، وقال إن ذلك يساعد في تحسين الربحية "حتى مع استمرار تسابق المتنافسين على الحوافز والأسعار". وكشفت "أوبر" عن ارتفاع عدد سائقي الركوب النشطين 35% مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس زيادة بأكثر من مليون سائق.
تضررت "أوبر" بعدما قضى الوباء على الطلب على الرحلات. على الرغم من أنها كانت قادرة على تخفيف الضرر عبر وحدة التوصيل التابعة- (Uber Eats)، التي نمت بسرعة في ظل طلب الملايين من العملاء الطعام من الخارج في منازلهم- وكافحت الشركة للتغلب على نقص السائقين بعد أن بدأت المدن في إعادة الفتح من تداعيات الوباء. أدى ذلك إلى ارتفاع أوقات الانتظار والأسعار.
تفوّق في المنافسة على خدمات التنقل
واجهت المنافِسة "ليفت" أيضاً صعوبة في استعادة التوازن بين عدد السائقين والركاب. إذ أنفقت الشركتان الملايين في شكل حوافز لجذب العمال للعودة إلى تطبيقاتهم. لكن "ليفت" واجهت صعوبة في العودة إلى المسار الصحيح. وتضمنت جهودها من أجل العودة تعيين رئيس تنفيذي جديد، ديفيد ريشر، وتسريح الآلاف من الموظفين واستدعاء الموظفين المتبقين إلى المكتب. لكن لدى "ليفت" عدد أقل من العملاء النشطين مما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19.
استحوذت "أوبر" على 76% من مبيعات مشاركة الركوب في الولايات المتحدة في مارس، ارتفاعاً من 66% في أوائل 2020، وفقاً لشركة الأبحاث "ييبيت داتا" (YipitData). لم تعلن "أوبر"، التي خفضت عدد الموظفين قبل الوباء، عن تخفيضات واسعة النطاق في التكلفة أو تسريح العمال.
ومع ذلك، قالت الشركة إنها خفضت عدد الموظفين من خلال مراجعات الأداء خلال الربع الأول، وتتوقع أن تكون قوتها العاملة "ثابتة إلى منخفضة" في الأرباع المقبلة، دون تحديد حجم الانخفاض في الوظائف تحديداً. كما خفضت "أوبر فرايت" (Uber Freight)، وحدة اللوجستيات التابعة لها، 3% من قوتها العاملة في يناير.
سجلت الشركة إيرادات بقيمة 8.8 مليار دولار خلال الفترة المنتهية في 31 مارس، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 8.7 مليار دولار. تتوقع "أوبر" تحقيق أرباح معدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك من 800 مليون دولار إلى 850 مليون دولار في الربع الحالي.