قالت شركة "شل" (Royal Dutch Shell) إن انبعاثات الكربون وإنتاج النفط قد بلغا الذروة، وسيتراجعان في السنوات القادمة، حيث وضعت الشركة خطة تفصيلية لانتقالها إلى طاقة أنظف.
و في إشارة إلى مدى ابتعاد صناعة البترول عن شعارها للنمو والاستكشاف، قالت "شل" إن إنتاجها النفطي سينخفض بنسبة 1% إلى 2% سنوياً. وبافتراض حدوث الحد الأعلى من هذا الانخفاض السنوي، فسوف يتراجع إنتاج شركات النفط الكبرى بنسبة 18% بحلول نهاية العقد. وسينخفض إنتاج "الوقود التقليدي" بنسبة 55% بحلول عام 2030.
و في تحديث إستراتيجي واسع النطاق نُشر اليوم الخميس، حددت الشركة الأنغلوهولندية أهدافاً جديدة للسيارات الكهربائية، واحتجاز الكربون وتخزينه، ومبيعات الكهرباء. كما سعت إلى طمأنة المستثمرين بأنها يمكن أن تحافظ على العوائد من خلال انتقال إلي الطاقة الجديدة، مكررة تعهدها بزيادة الأرباح السنوية بنحو 4% واستئناف إعادة شراء الأسهم بمجرد تحقيق هدف صافي الدين.
وقال بين فان بيوردين كبير المدراء التنفيذيين في شل: "ستعمل استراتيجيتنا المتسارعة بتخفيض انبعاثات الكربون وسنقوم بتسليم القيمة للمساهمين والعملاء والمجتمع الأوسع".
نهج مختلف
ويختلف نهج "شل" المحسوب في تحول الطاقة عن نظيرتيها "بريتش بتروليوم" (BP) و"توتال" (Total)، اللتين أعلنتا عن صفقات كبيرة لتعزيز قدراتها في مجال الطاقة النظيفة بسرعة. و وعدت "بريتش بتروليوم" بخفض إنتاجها النفطي بنسبة 40% وزيادة الإنفاق على تخفيض الكربون إلى 5 مليار دولار سنوياً بحلول نهاية العقد، ما دفع البعض إلى القول إن الشركة تدفع مبالغ زائدة مقابل مصادر الطاقة المتجددة.
بالتزامن مع ذلك، سيبقى استثمار "شل" في مجال الفضاء 2 مليار إلى 3 مليار دولار في العام.
و قال آدم ماثيوز، مدير الأخلاقيات والمشاركة في مجلس المعاشات بكنيسة إنجلترا في بيان له: "انطلقت "شل" في مسار مختلف عن الشركات الأوروبية الكبرى الأخرى، فالشركات المختلفة لديها استراتيجيات مختلفة ونحن الآن بحاجة إلى اختبار مدى صحة هذه الاستراتيجيات".
وقالت شل إن كثافة الكربون الصافية ستنخفض بنسبة 6% إلى 8% في عام 2023، مقارنة بعام 2016. وسيزيد هذا الخفض إلى 20% في عام 2030، و45% في عام 2035، و100% بحلول عام 2050.
مبيعات الطاقة النظيفة
ومن المقرر أن تظل الطاقة مركزية في أعمال "شل" المستقبلية، حيث تستهدف تحقيق 560 تيرا واط/ساعة من مبيعات الكهرباء بحلول نهاية العقد، وهو ضعف ما تبيعه اليوم. كما تهدف أيضاً إلى التوسع السريع في نقاط شحن السيارات الكهربائية إلى نصف مليون نقطة بحلول عام 2025، حيث أن لديها 60.000 نقطة في الوقت الحالي. و اشترت شركة "شل" مؤخراً أكبر شبكة شحن عامة للمركبات الكهربائية في المملكة المتحدة، وقد أعلنت سابقاً عن طموحها لتصبح أكبر شركة طاقة في العالم.
و في وقت لاحق من هذا العام في الاجتماع السنوي العام للشركة، سيتم تقديم خطة انتقال الطاقة للمساهمين للتصويت الاستشاري عليها.
وقال أليستر سيم، المحلل في "سيتي غروب" (Citigroup) في مذكرة اليوم الخميس إن "هذه الخطة الجديدة دقيقة إلى حد ما، ولا تقدم أي تغيير حقيقي في المقاييس المالية على المدى القريب؛ بدلاً من ذلك، سيتم التركيز على المسار لخفض انبعاثات الكربون (الوحدة)، مضيفا: "لدينا شك إن كان هذا الإطار يكفي بشكل تدريجي لتغيير وجهة نظر السوق".
