تستعد مؤسسة النفط والغاز الطبيعي (ONGC) الهندية للمراهنة بمليارات الدولارات على التنقيب في المياه العميقة، والمياه العميقة للغاية، ما يعزز الإنفاق على تحرك يمكن أن يساعد واحدة من أكبر الدول المستوردة للنفط في العالم على تقليل الاعتماد على الإمدادات الخارجية.
قالت سوشما راوات، مديرة الاستكشاف في الشركة العملاقة المملوكة للدولة، في مقابلة: "على اليابسة، قمنا بحفر أو تقييم أو الحصول على بيانات إلى حد ما بشأن معظم الأحواض... لكن لا تزال هناك مساحات كبيرة في البحر حيث لدينا قلة في توافر البيانات، إذ لم يتم حفر أي آبار تقريباً".
تقليل الاعتماد على الخارج
تحرص الهند -ذات الشهية سريعة النمو تجاه النفط الخام- على خفض فاتورة استيراد الوقود وتعزيز أمن الطاقة، لذا، شجعت شركات مثل مؤسسة النفط والغاز الطبيعي التي تسيطر عليها الدولة على بذل المزيد من الجهد للاستفادة من احتياطيات النفط والغاز المحلية. حال نجاح هذه المقامرة، ستحقق مكاسب للمنتجين وللحكومة التي تتطلع إلى تقليل اعتمادها على الخارج.
الهند تستعد لتجاوز الصين في طلب النفط مع تباين مسارات النمو
كما ذكرت "راوات" أن مؤسسة النفط والغاز الطبيعي تخطط لتقديم عطاءات جريئة في المزادات الحكومية المقبلة لزيادة مساحة الاستكشاف إلى 500 ألف كيلومتر مربع (193050 ميلاً مربعاً) بحلول مارس 2026، من نحو 163 ألف كيلومتر مربع في الوقت الحالي. سيرتفع الإنفاق السنوي إلى 110 مليارات روبية (1.3 مليار دولار) من 70 مليار روبية سنوية إلى 80 مليار روبية.
التعامل مع انخفاض الإنتاج المحلي
بالنسبة لمؤسسة النفط والغاز الطبيعي، فإن حملة الاستكشاف تتعلق أيضاً بمواجهة انخفاض الإنتاج. في العقد المنتهي في نهاية مارس من العام الماضي، انخفض إنتاج النفط 17.5% ليصل إلى 19.6 مليون طن، بينما تقلص إنتاج الغاز بما يزيد قليلاً عن 10% إلى 20.9 مليار متر مكعب، وهو انخفاض جعل الهند عرضة لارتفاع تكاليف الاستيراد.
تمثل مؤسسة النفط والغاز الطبيعي 66% من إنتاج النفط الهندي، و58% من إنتاج الغاز. يقع جزء من هذا الإنتاج في البحر، لكن في المياه قليلة العمق. ويعتبر المشروع الوحيد الذي ينتج من المياه العميقة هو مجمع (KG-DWN-98/2) في حوض كريشنا جودافاري. ومن المقرر أن يبدأ إنتاج النفط الخام هناك في مايو، بعد بضعة سنوات من الموعد الأصلي لعام 2019.
ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي يُحبط خطط التعامل بالروبية
حددت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي هدفاً تمثل في خفض الواردات 10% لعام 2022 وخفضها إلى النصف بحلول عام 2030، لكنها لم تحقق الهدف الأول، وبدلاً من ذلك زاد اعتمادها على الواردات. ولم يتم الإعلان عن أهداف جديدة بشكل علني، لكن الهند أفرجت العام الماضي -لأسباب عسكرية وبيئية وأسباب أخرى- عن مساحة تبلغ نحو مليون كيلومتر مربع كانت مغلقة سابقاً ليتم التنقيب فيها.
اتفاقيات مع كبرى الشركات الدولية
تريد "راوات" والمسؤولون في مؤسسة النفط والغاز الطبيعي الاستفادة من هذه الفرصة، في محاولة لتسريع الجهود من خلال عقد سلسلة من الشراكات مع "إكسون موبيل"، و"شيفرون"، و"توتال". تمتلك مؤسسة النفط والغاز الطبيعي ما يزيد قليلاً عن نصف المساحات المؤجرة للاستكشاف في البلاد، ما يجعلها شريكاً جذاباً.
صندوق "غولدمان" للنمو يراهن على الهند مع خفوت جاذبية الصين
قال أنغوس رودجر، مدير الأبحاث التمهيدية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في "وود ماكينزي" (Wood Mackenzie)، إن التحدي الذي يواجه مؤسسة النفط والغاز الطبيعي الآن هو تحويل الاتفاقيات الواسعة إلى تحالفات استكشاف ملموسة، وأضاف: "الحكومة الهندية تريد أن ترى شراكات جديدة تظهر بين اللاعبين الهنود وأفضل شركات الاستكشاف الدولية".
بدورها قالت "روات" إن شركات النفط العالمية، التي تحذر من المخاطر المرتبطة بإمكانيات الهند البحرية تضغط من أجل ظروف أفضل من الحكومة الهندية، بما في ذلك إضافة بنود بشأن التحكيم، وتأكيدات بشأن استقرار النظام المالي، والمسؤولية الجنائية.