تخفض شركة سامسونغ إنتاج شرائح الذاكرة بعد أن أعلنت عن أقل أرباح منذ الأزمة المالية العالمية في2009، وهي خطوة مهمة للصناعة بعد أن تسبب فائض العرض في انهيار الأسعار.
انخفضت الأرباح التشغيلية بأكثر من 95% لتصل إلى 600 مليار وون (450 مليون دولار) للأشهر الثلاثة المنتهية في مارس، وهي أقل عن متوسط تقديرات المحللين البالغة 1.4 تريليون وون. انخفضت المبيعات إلى 63 تريليون وون.
قالت سامسونغ إنها ستخفض إنتاج شرائح الذاكرة إلى مستوى ملموس، وهي خطوة كان المنافسون ينتظرونها بعد تراكم المخزون الذي أضر بالأسعار والأرباح. قاوم أكبر صانع لرقائق الذاكرة التراجع في الأشهر الأخيرة جزئياً للاستيلاء على حصة سوقية من المنافسين.
"في إطار التقييم الذي يفيد بأن الشركة قد أمّنت حجماً كافياً للاستجابة للتغيرات المستقبلية في الطلب على الذاكرة ، تعمل سامسونغ على تعديل إنتاج شرائح الذاكرة إلى مستوى ذي مغزى يركز على المنتجات التي ضمنت إمداداً إضافياً بجانب تحسين عمليات خط الإنتاج الجارية بالفعل"، بحسب بيان الشركة.
ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 3.9% صباح الجمعة.
تضخم المخزون في الشركة إلى 52.2 ترليون وون في نهاية العام الماضي، بعد أن حافظت الشركة على الإنتاج على الرغم من انهيار الطلب. في المقابل ، قام المنافسان "إس كي هينكس" (SK Hynix)، و"ميكرون تكنولوجي" (Micron Technology) بخفض الإنتاج للتعامل مع زيادة المعروض التاريخي للرقائق. ارتفعت أسهم هينكس 5.7%.
اقرأ أيضاً: كوريا الجنوبية تواجه عقبات للاستفادة من قانون الرقائق الأميركي
قال لي سونغ-وو، المحلل في "يوغين إنفستمنت آند سيكيوريتيز": "خفض إنتاج سامسونغ تعد خطوة ذات مغزى". "من المرجح أن يؤدي خفض الإنتاج إلى زيادة أسعار شرائح الذاكرة قريباً. لا يوجد أي طلب تقريباً في الوقت الحالي".
ومع ذلك، أشارت سامسونغ إلى أنها لن تتراجع عن استراتيجيتها المتشددة.
"خفضنا خطط الإنتاج على المدى القصير، ولكن نظراً لأننا نتوقع طلباً قوياً على المدى المتوسط إلى المدى الطويل، فسوف نواصل الاستثمار في البنية التحتية لتأمين غرف معقمة أساسية (التي يتم فيها تصنيع التكنولوجيا الدقيقة)، وتوسيع الاستثمار في البحث والتطوير لتعزيز الريادة التقنية"، كما جاء في البيان.
تخطط سامسونغ لتقديم بيان مالي كامل مع صافي الدخل ومعلومات عن أداء الأقسام في وقت لاحق من هذا الشهر.
حذّرت أكبر شركة في كوريا الجنوبية من أن الأرباح ستنخفض في الربع الأول بسبب تباطؤ المبيعات. لكن أسعار شرائح الذاكرة تراجعت أكثر من المتوقع بسبب تباطؤ الطلب على مجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية من الهواتف الذكية إلى أجهزة الكمبيوتر، إذ اجتاز المستهلكون والشركات مخاطر الركود. على الرغم من إعادة فتحه بعد كوفيد، فإن السوق الصيني أيضاً لم تنتعش بالسرعة التي توقعها البعض.
تشير التقديرات إلى أن شركة سامسونغ خسرت حوالي 3 مليارات دولار في قسم شرائح الذاكرة الخاص بها.
أثرت جائحة كوفيد على صناعة أشباه الموصلات، تاركة العديد من أكبر اللاعبين يكافحون لمواكبة تغيرات السوق. ارتفع الطلب حيث اشترى المستهلكون المنعزلون في المنزل أجهزة كمبيوتر وهواتف ذكية جديدة.
انعكست الأوضاع مع رفع القيود وعانى الاقتصاد العالمي من صدمات اقتصادية من ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة والحرب في أوكرانيا.
من المتوقع أن تنخفض أسعار "دي رام" (DRAM) وهي نوع من شرائح الذاكرة المستخدمة لمعالجة البيانات، في الربع الحالي بحوالي 10%، وفقاً لبيك جيلهيون، المحلل في شركة يوانتا سيكيوريتيز. يأتي ذلك عقب تراجع بأكثر من 30% في الربع الأخير من العام الماضي.
قالت شركة ميكرون، أكبر شركة أميركية لتصنيع رقائق الذاكرة، إن مخزونات العملاء آخذة في الانخفاض، وتوقعت تحسن تدريجي في التوازن بين العرض والطلب.
قال المسؤولون التنفيذيون في "هينكس" إن تخفيضات الإنتاج من قِبَل موردي الذاكرة يجب أن تدخل حيز التنفيذ في النصف الثاني وأن تساعد في دعم الأسعار. "لكن منافسي سامسونغ شددا على أن وتيرة التعافي ستتوقف على جهود الأقران لخفض الإمدادات".
قاوم العملاق الكوري الجنوبي التراجع عن الإنفاق الرأسمالي والإنتاج حتى الآن. اختارت الشركة تاريخياً عدم التباطؤ في الأوقات الصعبة حتى تتمكن من الحصول على حصة من المنافسين. ولهذا، تنفق مئات المليارات من الدولارات لبناء أكبر مجمع شرائح في العالم في كوريا الجنوبية، وتقوم ببناء منشأة جديدة في الولايات المتحدة أيضاً. تقدم حكومتا كوريا الجنوبية والولايات المتحدة حوافز مالية لدعم صناعاتهما المحلية.
يمكن أن يساعد تخفيض سامسونغ في زيادة أسعار الرقائق، وهي خطوة أساسية لتعافي الأرباح.
قال بايك من يوانتا: "نظراً لأنه يعدل الإنتاج ويخفض إنتاج شرائح الذاكرة إلى مستوى ذي مغزى، يمكن أن يتحسن وضع العرض والطلب بشكل أسرع بكثير". "المخاوف قصيرة المدى تقترب من نهايتها".
ليس من الواضح كيف يمكن أن يؤثر الصراع بين الولايات المتحدة والصين على أشباه الموصلات على الصناعة في السنوات القادمة. في الأسبوع الماضي، أطلقت بكين مراجعة أمنية للرقائق من شركة ميكرون، مما أثار مخاوف من أن الحكومة الصينية تتخذ موقفاً أكثر عدوانية تجاه الشركات الأميركية.
كان أحد أسباب تمكن سامسونغ من البقاء في خانة الأرباح خلال الربع الأول هو قسم الهواتف الذكية، مدعوماً بإطلاق سلسلة سامسونغ إس 23. وصلت مبيعات مجموعة الهاتف إلى حوالي 11 مليون وحدة خلال الربع الأول، بزيادة 50% مقارنة بنظيرتها من العام الماضي، وفق كيم كوانغجين المحلل لدى "هانوا إنفستمنت أند سيكيوريتيز" (Hanwha Investment & Securities). قدر كيم أن أرباح قسم الهواتف الذكية ارتفع بنسبة 123% على أساس ربع سنوي لتصل إلى 3.3 تريليون وون.