وعدت الحكومة الأميركية بالمساعدة بتحمل أي خسائر يواجهها عملاء مصرفي "سيليكون فالي بنك" و"سيغنتشر"، بما في ذلك الودائع التي تتجاوز حد التأمين الفيدرالي البالغ 250 ألف دولار، وذلك بهدف وقف حالة الذعر المالي التي أثارها انهيار البنكين.
ورغم أن الرئيس جو بايدن قال إن دافعي الضرائب لن يتحملوا فاتورة هذه الجهود، فإن التكلفة قد تنتقل في النهاية إلى بعض عملاء البنوك، إذا كانت التداعيات شديدة بما فيه الكفاية.
فيما يلي نظرة على ثلاثة مصادر للأموال يمكن أن تساعد في الوفاء بوعد الحكومة، ومصدر آخر قد يساعد البنوك الأخرى في تجنب أزمات مماثلة.
صندوق تأمين الودائع
المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع لديها صندوق مصمم خصيصاً لسداد أموال المودعين في حالة فشل بنكهم. وعادة ما يكون هذا الحد الأقصى 250 ألف دولار للعميل لكل بنك مؤهل ولكل فئة ملكية. لكن الحكومة استثنت "سيليكون فالي بنك" و"سيغنيتشر" ووافقت على إعادة أموال جميع المودعين فيهما.
يُموَل صندوق تأمين الودائع بطريقتين، الأولى من خلال الأقساط المستحقة على البنوك المؤمنة، والثانية عن طريق فوائد الأموال المُستثمرة في الأوراق المالية التابعة للحكومة الأميركية. ووفقاً لموقع المؤسسة على الإنترنت، كان لدى الصندوق رصيد قدره 128.2 مليار دولار في نهاية 2022.
خطر عدوى "سيليكون فالي" يتعدى البنوك إلى الاقتصاد الأميركي
وتجاوزت ودائع "سيليكون فالي بنك" 175 مليار دولار في نهاية العام الماضي، وكان لدى "سيغنتشر" ودائع تقارب 89.2 مليار دولار حتى الثامن من مارس.
أصول البنوك
من الخطوات الأولى التي ستتخذها المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع بعد أن سيطرت على كل من "سيليكون فالي بنك" و"سيغنتشر"، هي بيع ما تستطيع من أصولهما على أن تُستخدم عوائد هذه المبيعات لتسديد أموال المودعين.
في نهاية العام الماضي، كان لدى "سيليكون فالي بنك" إجمالي أصول بلغت 209 مليارات دولار و"سيغنتشر" 110.4 مليار دولار في نهاية 2022.
تُعد محفظة قروض "سيليكون فالي بنك" جذابة للغاية للمشترين المحتملين ولم تكن عاملاً مساهماً في تهاتف العملاء لسحب ودائعهم من البنك مما أدى إلى انهياره. أخبر أشخاص مطلعون بلومبرغ بأن "أبولو غلوبال مانجمنت" و"بلاكستون" (Blackstone ) و"اريس مانجمنت" و"كارلايل غروب" و"كاي كاي آر آند كو" من الذين أعربوا عن اهتمامهم بشراء حصص في "سيليكون فالي بنك".
جهة تنظيمية أميركية تبدأ استقبال عروض شراء "سيغنتشر بنك"
رسوم مصرفية
يمكن للمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع تجديد أموال صندوق التأمين الخاص بها عن طريق فرض "تقييم خاص" أو رسوم على البنوك. تختلف الرسوم وفقاً لحجم البنك.
ثمة قلق بين بعض المجموعات من أن البنوك قد تجعل عملاءها يتحملون هذه الرسوم في حقيقة الأمر عبر فرض رسوم أعلى أو زيادة أسعار الفائدة على القروض أو تقليل تلك التي تدفعها على الودائع. يقول مشرعون إنهم سيتخذون خطوات لحماية المستهلكين من الاضطرار إلى مواجهة تلك التكاليف.
قروض الطوارئ
أنشأ الاحتياطي الفيدرالي برنامج إقراض جديد في حالة الطوارئ لوقف الذعر وحماية البنوك الأخرى من مواجهة صعوبات مماثلة. سيقدم "برنامج التمويل البنكي لأجل" قروضاً لمدة تصل إلى عام للبنوك المؤهَلة التي تقدم ضمانات سليمة.
وإذا لم يسدد المقترضون هذه القروض بالكامل، فسيتلقى برنامج التمويل دعما قدره 25 مليار دولار من (صندوق تثبيت سعر الصرف) - وهو وعاء من المال في وزارة الخزانة يستخدم عادة لشراء أو بيع العملات ولتوفير التمويل للحكومات الأجنبية.
استخدم الاحتياطي الفيدرالي الصندوق في السنوات القليلة الماضية لدعم تسهيلات الإقراض في حالات الطوارئ. غير أن بعض المحللين لا يرجحون أن يحتاج الفيدرالي إلى استخدامه، لأن البنوك التي تريد الاستفادة من التسهيل الطارئ ستحتاج إلى تقديم ضمانات منخفضة المخاطر مثل سندات الخزانة أو الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري قبل الحصول على قرض.
