استبعد محللون انتقال تداعيات انهيار "سيليكون فالي بنك" بالضرورة إلى البنوك الأوروبية، والتي تظل جذابة للمستثمرين مع ارتفاع أسعار الفائدة، وفقاً لـ"دويتشه بنك" و"سيتي غروب".
قال محللون في البنكين إن البنوك الأوروبية لديها مصادر أكثر تنوعاً من التمويل السائل، كما أنها قادرة على اجتذاب الودائع والاحتفاظ بها، ولديها احتياطيات مالية أقوى مقارنة بالبنك الأميركي. وكتب محللو "سيتي" في مذكرة للعملاء في وقت متأخر من مساء الأحد، إن هناك أيضاً مخاطر أقل على رؤوس الأموال إذا كان للبنوك أن تتكبد خسائر من بيع الأوراق المالية.
الانهيار المروّع للبنك الواقع في كاليفورنيا، "سيليكون فالي بنك"، والذي وُصف نفسه بأنه متجر متكامل لأصحاب الرؤى في قطاع التكنولوجيا، أرسل موجات من الصدمات في جميع أنحاء العالم، ويقلق مؤسسو الشركات الناشئة حيال الوصول إلى التمويل ويتساءل المستثمرون عما إذا كان ارتفاع أسعار الفائدة يشكل مخاطر على البنوك في أماكن أخرى. وسبق أن حثت الهيئات التنظيمية الأوروبية البنوك على مراقبة الأصول والالتزامات عن كثب من أجل منع تساوي خسائر بيع السندات بطلبات المودعين.
اللوائح التنظيمية
على عكس الولايات المتحدة، كانت البنوك المركزية في أوروبا أبطأ في تشديد السياسة النقدية وبالتالي لا تزال البنوك غارقة في الأموال الرخيصة. كما تساعد اللوائح التنظيمية أيضاً في هذا الصدد، إذ يُطلب من البنوك الأوروبية الاحتفاظ بأصول سائلة عالية الجودة أكثر مما تتوقع أن تتخارج على مدار 30 يوماً من الضغوط.
وتجدر الإشارة إلى أن البنوك الأميركية الكبرى هي فقط التي تخضع لقواعد مماثلة، ولا تنطبق على "سيليكون فالي بنك" لكونه صغيراً، وفقاً لمحللي "سيتي"، ومن بينهم أندرو كومبوس. وقالت "سيتي" إن البنوك الأوروبية تحتفظ بشكل أساسي بمثل هذه الأصول في شكل نقد وسندات حكومية، وعادة ما تكون محافظ الأوراق المالية مكوناً أصغر.
كتب بيامين جوي، المحلل في "دويتشه بنك" في مذكرة، إن البنوك الأوروبية تحتفظ بمعظم محافظ السندات لديها لحين تاريخ الاستحقاق "وبالتالي فهي غير معرّضة لمخاطر أسعار الفائدة".
أوضح محللو "سيتي" إنهم "ليسوا على علم" بأي بنوك أوروبية تعتمد بشكل كبير على مجموعة صغيرة من كبار المودعين مثلما فعل "سيليكون فالي بنك"، إذ تركز على الودائع الكبيرة من العملاء التجاريين مثل شركات التكنولوجيا وعلوم الحياة الحديثة التأسيس أو شركات الرعاية الصحية.
قال "دويتشه بنك": "نعتقد بأن هذا اختبار آخر، ونأمل أن يُثبت في النهاية أن البنوك الأوروبية أكثر مرونة وليست الحلقة الضعيفة في النظام المالي هذه المرة".