كانت المشكلات التي أدت إلى انهيار "إس في بي فايننشال غروب" (SVB Financial Group) كامنة في تقارير أرباح الشركة.
هذا وفقاً للمستثمر في عمليات البيع على المكشوف وليام سي مارتن، الذي حذر متابعيه على "تويتر" من مشكلات الميزانية العمومية لمصرف "سيليكون فالي بنك" منذ نحو شهرين، قبل أن تنهار شركته الأم في غمضة عين يوم الجمعة.
بدأت التغريدات في 18 يناير، عشية إعلان "سيليكون فالي بنك" عن أرباحه، عندما نشر حساب مارتن سلسلة تغريدات كانت تستشرف المستقبل، بالقول: "كان المستثمرون محقين في تركيزهم على تعرُّض (سيليكون فالي بنك) لعالم رأس المال الجريء الذي يشهد ضغوطاً وتوترات، مع انخفاض سهمه كثيراً، غير أنه مع زيادة البحث قليلاً ستجد مجموعة أكبر من المشكلات في (إس في بي فايننشال غروب)".
استمرت منشورات مارتن، المدير السابق لصندوق تحوط مغلق الآن بلغت ذروة أصوله نحو مليار دولار، عارضة بالتفاصيل كيف زاد "سيليكون فالي بنك" محفظته من الأوراق المالية 700% بالقرب من "أعلى مستوى في ثلاثة عقود في سوق السندات".
فجوة في الميزانية
عندما شهد البنك زيادة في عمليات السحب من المودعين هذا العام، أحدثت الخسائر الكبيرة في مبيعات بعض الأوراق المالية فجوة في الميزانية العمومية، تسببت في انهياره المدوي في غضون يومين فقط في الأسبوع المنصرم، إذ تهافت عملاؤه، ومعظمهم من شركات التكنولوجيا حديثة العهد بالقطاع، لسحب ودائعهم منه.
قال مارتن إنه شرع في بادئ الأمر في تحليل وضع "سيليكون فالي بنك" عندما ساوره شك في أنه سيجد ضعفاً في محفظة قروضه للشركات الناشئة. وبدلاً من ذلك، أدرك كيف تركت الاستثمارات ذات الدخل الثابت البنك في حالة من الضعف بعد خسائر فادحة على مدى عام في سوق السندات.
أضاف في مقابلة: "لقد اشتروا كل هذه الرهون العقارية بأعلى سعر في السوق، وكانوا يجلسون على تل من الخسائر غير المحققة. وكانت واضحة للعيان. هناك عدد من البنوك وشركات التأمين الأخرى التي لديها مشكلات مماثلة، لكني لم أرَ أحداً اقترب من الحد الذي وصل إليه (سيليكون فالي بنك)".
كانت خسائر الأصول في الميزانية العمومية للبنك أكثر إثارة للقلق في ضوء علامات على مشكلات في جانب الالتزامات. كانت ودائعه معرضة لخطر الاختفاء وسط فترة هدوء في عالم الشركات الناشئة، الذي كان مفعماً بالنشاط والحيوية يوماً ما. وكان عديد من عملاء البنك يستنفدون أموالهم بدلاً من جمع أخرى جديدة بفضل ضخامة صناعة رأس المال الجريء.
وقال مارتن: "عندما تركز على حقيقة أن المودعين الأساسيين كانوا شركات تموّل أنشطتها من خلال رأس المال الجريء، لذلك كان (البنك) يشهد تخارجاً للودائع، بدا الأمر من منظور قصير إعداداً جيداً للغاية (لما آلت إليه الأمور)".
أضاف مارتن، الذي أدار صندوق تحوط في برينستون بولاية نيوجيرزي سماه "ريجينغ كابيتال" (Raging Capital) لمدة 15 عاماً قبل إغلاقه وبدء شركة عائلية، إنه بدأ في البيع على المكشوف للأسهم في يناير. وقال إن شركته العائلية "ريجينغ كابيتال فينتشرز" (Raging Capital Ventures) حققت مكاسب كبيرة من البيع على المكشوف، لكنه رفض الإفصاح عن مقدار الأموال التي جنتها من هذه التجارة. وقال: "إنه ربح جيد، لكنني أفضل عدم الحديث عن التفاصيل".
بعد فوات الأوان
انبرى مارتن إلى "تويتر" ليوضح وجهة نظره وموقفه من خلال تغريدات وصف في إحداها "الفخ المحاسبي (المتمثل في) الاحتفاظ بالأوراق المالية لحين استحقاقها، الذي وقع فيه البنك"، في إشارة إلى مناورة مسك الدفاتر التي تسمح للبنوك بتجنب حساب الخسائر الحالية للأوراق المالية التي لا تخطط لبيعها.
تحظى التغريدات باهتمام كبير الآن بعد أن أصبح أحد أكبر 20 بنكاً أميركياً بأصول تتجاوز 200 مليار دولار تحت حراسة المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع.
ومع ذلك، لم يستمع الجميع لتحذيرات مارتن في الوقت المناسب.
وقال لـ"بلومبرغ": "لدى اثنين من أصدقائي المقربين أموال كثيرة عالقة هناك رغم نصيحتي. هذا عار. لم أفكر قَط في أن الأمر (انهيار البنك) سينتهي بهذه السرعة وعلى هذا النحو".