6 % فقط من الشركات تمنح هذه الميزة وأغلبها في قطاع التكنولوجيا

لماذا لا تعد الإجازات المفتوحة فكرة رائعة؟

موظفة في إجازة على الشاطئ - المصدر: بلومبرغ
موظفة في إجازة على الشاطئ - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

توجد قائمة متزايدة من الشركات التي تنتقل من منح الموظفين مدة محددة من الإجازات المدفوعة إلى منحهم إجازات بلا قيود، وتضم هذه القائمة كل من: "مايكروسوفت"و"أدوبي" (Adobe) و"نتفلكس" و"غولدمان ساكس".

من وجهة نظر العاملين، فهذا يبدو كحلم، كما يمكن أن تستفيد الشركات من هذه الخطط، بل وحتى توفر لهم المال، مع ذلك، فالفرصة تنطوي على مخاطر محتملة على الموظفين وجهات العمل يمكن أن تحول منافع التغيب عن العمل دون قيود إلى أضرار عديدة.

1) ماذا يدفع الشركات لمنح إجازات مفتوحة؟

يوجد العديد من الأسباب يمكن رصدها كالآتي:

  • تعيين الموظفين والاحتفاظ بهم: كشفت دراسة أجراها موقع "غلاس دور" (Glassdoor) في 2022 أن تقييمات الموظفين التي تشير لسياسات التغيب عن العمل دون قيود ارتفعت 75% عن مستوياتها قبل الجائحة، وكانت التقييمات إيجابية بأغلبية ساحقة.
  • مكافحة الإنهاك الوظيفي: يقول خبراء الموارد البشرية إنه يمكن لهذه السياسة أن تبرهن على الثقة بالعاملين، وتظهر لهم مدى التقدير الذي يتمتعون به، ما قد يحسن من الروح المعنوية ومستوى الانخراط في العمل.
  • توفير المال: لا تضطر الشركات للدفع مقابل المدة غير المستغلة في إجازات الموظفين مثلما تفعل في ظل سياسات الإجازات التقليدية، كما أنها تعني متاعب إدارية أقل.
  • حرية المديرين التنفيذيين: هذه السياسات أكثر شيوعاً بين المديرين التنفيذيين الذين تتطلب وظائفهم الرد على المكالمات والرسائل الإلكترونية حتى في عطلاتهم وهو ما يصب في صالح الشركة، كما يتماشى ذلك مع سياسات أخرى للمديرين التنفيذيين، مثل عدم تسجيل ساعات عملهم بالتحديد.

2) ما المساوئ بالنسبة لجهات العمل؟

  • قد تأتي هذه الإجازات بنتائج عكسية، إذ يفضل مختصو التعيين التغيب عن العمل بلا قيود لأنه يساعدهم على تجنب الجدال حول فترة الإجازة خلال المفاوضات، لكن إذا كانت ثقافة الشركة لا تشجع على الإجازات، قد يشعر الموظف بالخداع.
  • ليست حلاً سحرياً: بينما يمثل التغيب عن العمل بلا قيود ميزة تلقى تقديراً واسعاً، يقول خبراء الموارد البشرية إن هذه السياسة لا تمثل حلاً لكل المشكلات، فلمعادلة تأثير الإنهاك الوظيفي قد يحتاج محل العمل إلى تغيير شامل.
  • احتمال إساءة الاستخدام: يوجد بعض الموظفين أقل أمانة من الآخرين، فإذا شكل الغياب عن العمل مشكلة، قد يثقل موظف زملاءه في العمل بالأعباء ويعطل الإنتاجية.
  • تداخل الإجازات: دون فرض قيود قد تتسبب الإجازات في أوقات بعينها في السنة -مثل العطلات الصيفية والشتوية- في فيضان من رسائل العطلات، ما قد يترك من يزالون يعملون بلا موارد كافية.

3) ماذا عن الموظفين؟

لا تنجح السياسة مع الموظفين بالساعة، وقد تتسبب في الإجحاف والتنافر لأنها تتوقف على موافقة المدير، إضافة إلى ذلك، تشير أبحاث إلى أن الأمر ينتهي بحصول الموظفين على إجازات أقل في ظل السياسات المفتوحة أكثر من التقليدية، خوفاً من تجاوز الحدود وخسارة ميزة لصالح من يبقون في المكتب.

بعد الجائحة.. العاملات في مجال رعاية الأطفال يتركن القطاع إلى الأبد

يكون هذا صحيحاً على الأخص في المجالات محتدمة التنافس مثل الأعمال المصرفية الاستثمارية، واشتكى البعض من أن السياسات تهمل الإرشاد في عدد الإجازات التي يمكن للموظفين الحصول عليها في الحقيقة.

4) ما مدة الإجازات التي يحصل عليها أغلبية الموظفين؟

بالطبع يختلف هذا حسب الدولة والمجال، فالولايات المتحدة الأميركية هي الاقتصاد المتقدم الوحيد دون إجازات مدفوعة الأجر مؤكدة، بينما في دول أخرى مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة يُفرض على جهات العمل تحديد مدة ما.

مع ذلك، كشف استطلاع رأي أجراه مكتب إحصائيات العمل الأميركي أن العاملين بالقطاع الخاص الأميركي في 2021 حصلوا على متوسط 11 يوماً إجازة مدفوعة الأجر بعد عام من العمل، بالإضافة إلى 7 أيام إجازة مرضية مدفوعة، كما كشف استطلاع رأي أجرته شركة "نيملي" (Namely) لاستشارات الموارد البشرية أن الموظفين الأميركيين الذين يحصلون على إجازات مفتوحة ومن يحصلون على مدة محددة ينتهي بهم الأمر بنفس المدة سنوياً وهي 11 أو 12 يوماً.

هذا اختلاف ملحوظ عن نتائج 2018 التي كشفت أن من يتغيبون عن العمل بلا قيود حصلوا على 13 يوماً في حين حصل أصحاب خطط الإجازات التقليدية على 15 يوماً، ويرجع التغير في نسب استطلاع الرأي –جزئياً- إلى العوامل الاقتصادية و"عدم اليقين الناتج عن الجائحة العالمية".

لمعادلة خطر ضعف التوازن بين العمل والحياة، طبقت بعض جهات العمل التي تقدم سياسة التغيب عن العمل بلا قيود حداً أدنى من المتطلبات بالحصول على إجازة لمدة أسبوعين كل سنة، وفقاً لشركة "نيملي".

5) هل هي مجرد موضة؟

ما زال التغيب عن العمل بلا قيود نادر نسبياً حتى الآن، فلا تقدمه إلا 6% من جهات العمل، حسب استطلاع رأي في 2022 عن منافع الموظفين أجرته جمعية إدارة الموارد البشرية الأميركية، تعمل شركات عديدة، مثل "مايكروسوفت" و"نتفلكس" في قطاع التكنولوجيا، الذي قد يصل التنافس فيه على المواهب إلى حد الحرب بين الشركات.

إليك أفضل الجزر الاستوائية للعمل عن بُعد

مع ذلك، فهذه السياسة تُعد أكثر المزايا الجديدة شهرةً بين الموظفين الأميركيين، حيث يفضلها 72% وفقاً لتقرير مؤسسة "ميت لايف" (MetLife) لعام 2019، وتربعت المرونة في محل العمل على رأس قائمة أولويات الموظفين في استطلاع رأي تلو الآخر منذ فتحت الجائحة الباب للعمل بالأنظمة المختلطة وعن بعد، ويقول خبراء الموارد البشرية إن هذا التفضيل للمرونة، ما بين العمل عن بعد والتغيب عن العمل بلا قيود، من الأرجح أن يقود توجهات المنافع التي تقدمها جهات العمل في القطاعات المختلفة خلال السنوات المقبلة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك