تواجه مجموعة "ريو تينتو"، واحدة من الشركات الأكثر ربحية، معركة صعبة لتطوير أعمالها في مجال الليثيوم، واستعداد بعض أكبر الشركات المصنّعة للسيارات لدفع أسعار لا يمكن للشركة أن تضاهيها.
تهدف "ريو" في صفقاتها إلى تطوير أعمالها في مجال الليثيوم في الدرجة الأولى، وقد تبين أنَّ شركات مثل "تسلا" تبدو على استعداد للمزايدة عليها مقابل سلعة وصفها الرئيس التنفيذي جاكوب ستوشولم اليوم بأنَّها "باهظة الثمن".
تدرس "تسلا" الاستحواذ على شركة التعدين "سيغما ليثيوم" Sigma) Lithium)، بحسب ما ذكرت "بلومبرغ نيوز" الأسبوع الماضي. لكن مع قيمة سوقية تبلغ 3.6 مليار دولار؛ فإنَّ "ريو" ليست مهتمة بهذه الصفقة، كما قال شخص مطلع على الموضوع في ذلك الوقت.
بالنسبة إلى "ريو"؛ تخاطر الشركة في أن يصبح الأمر موضوعاً مألوفاً. فبعد صفقتين "كارثيتين" كادتا تغرقان الشركة قبل أكثر من عقد من الزمان، اتبعت "ريو" نهجاً أكثر تحفظاً، مع التركيز على إعادة الأرباح القياسية إلى المساهمين بدلاً من التطلع إلى إبرام صفقات.
فرص ضائعة في النحاس والليثيوم
برغم ذلك؛ فوّتت شركة "ريو" مجموعة من الفرص خلال السنوات الخمس الماضية بعد أن اتبعت نهجاً محافظاً، بدءاً من النحاس وصولاً إلى الليثيوم، إذ كان عمال المناجم الصينيون على استعداد لدفع المزيد. أثار هذا النهج انتقادات واسعة من رئيس الشركة الجديد دومينيك بارتون، الذي قال إنَّ الإحجام عن الاندماج والاستحواذ جاء مكلفاً.
تحرص "ريو" على التطور في مجال الليثيوم، وهو عنصر رئيسي في صناعة بطاريات للسيارات الكهربائية.
حتى الآن، اشترت الشركة منجم "ليثيوم" في الأرجنتين مقابل 825 مليون دولار، لكنَّ خطط مشروعها الرائد "جادار" (Jadar) في صربيا باءت بالفشل خلال العام الماضي بعد أن منعت الحكومة تطويره إثر خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجاً عليه.
تتطلّع الشركة إلى شراء المزيد من الليثيوم، وقد طلبت من أكبر البنوك الاستثمارية تقديم عروض على عمال المناجم. وبرغم ذلك؛ فإنَّ أسعار الطلب مرتفعة حتى الآن.
مع ذلك؛ أشار ستوشولم إلى الفرص المتوفرة للعمل مع شركات صناعة السيارات.
"إنَّ (الليثيوم) هو ما تريده شركة صناعة السيارات، لكنَّك تحتاج أيضاً إلى الكفاءة كونك عامل منجم"، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ". مُضيفاً "ربما هناك ما يمكننا القيام به معاً".
من جهته، أشار المدير المالي في "ريو" بيتر كننغهام، خلال مقابلة يوم الأربعاء إلى ضرورة انضباط الشركة.
أضاف: "نرى بالتأكيد فرصة للاستثمار في تطوير هذا المجال، لكنَّنا سنفعل ذلك فقط عندما نرى هذه القيمة ". مُضيفاً: "سنستمر في بحثنا حتى نجد الفرص المناسبة ذات قيمة. إذا لم نستطع؛ فلن نستثمر".