قالت شركة "أمازون" للموزعين في أوروبا إنَّها تعتزم التوقف عن طلب البضائع منهم خلال العام المقبل، حيث ستتجه إلى الشراء مباشرةً من العلامات التجارية، في محاولة لوقف الخسائر عن طريق الاستغناء عن بعض الوسطاء.
أبلغت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة الموردين بأنَّه سيتم تطبيق تلك التغييرات في وقت أقربه شهر يناير، وفقاً لرسالة عبر البريد الإلكتروني اطّلعت عليها "بلومبرغ".
تشجع الرسالة المتأثرين بهذا القرار على بيع بضائعهم في "أمازون ماركت بليس" (Amazon Marketplace)، الذي يسمح للشركة بأخذ عمولة على كل عملية بيع وفرض رسوم إضافية على الخدمات اللوجستية والإعلانية دون شراء المخزون مباشرة.
"كجزء من سياسة المشتريات التي تم تطبيقها على مستوى أوروبا؛ قررت (أمازون) التركيز على طلب البضائع مباشرةً من أصحاب العلامات التجارية"، وفقاً لما جاء في رسالة البريد الإلكتروني. وأضافت الشركة: "ما تزال أمامكم الفرصة لبيع هذه المنتجات للعملاء مباشرةً في متجرنا عبر (أمازون ماركت بليس) كبائع من الطرف الثالث.
الحد من الخسائر
تحاول "أمازون" الحد من الخسائر التي تكبّدتها بعد تباطؤ نمو أعمالها بالتجزئة عبر الإنترنت- التي كانت أكثر حدّة على المستوى الدولي الذي يشمل إلى حد كبير ألمانيا والمملكة المتحدة وأسواق الاتحاد الأوروبي الأخرى. وأعلنت الشركة عن تكبّدها خسارة تشغيلية قدرها 7.75 مليار دولار للوحدة الدولية في 2022، أي ثلاثة أضعاف خسائر العام السابق.
من جهته، قال هاري ستايت المتحدث باسم "أمازون" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "كما هو شائع في جميع الشركات؛ فإنَّنا نراجع بانتظام نهجنا تجاه توريد البضائع بينما نسعى إلى التحكم في تكاليفنا والحفاظ على الأسعار منخفضة للعملاء"، وأضاف: "مع وضع ذلك في الاعتبار؛ قررنا التركيز على توريد بعض البضائع لمتاجرنا الأوروبية مباشرةً من أصحاب العلامات التجارية".
وكانت "بلومبرغ" قد أوردت أنَّ "أمازون" اتخذت خطوات مماثلة في الولايات المتحدة في 2019.
تأثير هذه الخطوة على سوق أوروبا
ستؤثر التغييرات التي تعتزم عملاقة التسوق الإلكتروني تطبيقها في أوروبا على المنتجات التي تشتريها "أمازون" مباشرةً من تجار الجملة وتبيعها بهامش ربح. من الآن فصاعداً؛ ستعتمد الشركة بشكل أكبر على تجار الطرف الثالث، الذين يتحمّلون مخاطر الاحتفاظ بالمخزون.
أفادت "بلومبرغ" يوم الإثنين أنَّ متوسط ما تحصل عليه "أمازون" من كل عرض بيع لطرف ثالث تجاوز لأول مرة 50% في 2022. قالت "ماركت بليس بالس"(Marketplace Pulse)، التي أخذت عينات من معاملات التجار التي تعود إلى 2016، إنَّ بائعي الطرف الثالث يدفعون لأمازون أكثر لكل معاملة لمدة ست سنوات متتالية. حيث صعّبت تلك الزيادة على التجار جني الأرباح عبر الإنترنت.
توقَّع مارتن هيوبل، المسؤول التنفيذي السابق في "أمازون"، الذي يقدم الآن المشورة للعلامات التجارية التي تبيع بضائعها على الموقع، أن تؤثر هذه التغييرات في أوروبا على نحو 20 ألف مورد، ويمكن أن تحد من توفّر بضائعهم على موقع الشركة.
أضاف هيوبل: "نظراً إلى أنَّ عدداً كبيراً من العلامات التجارية لا تبيع منتجاتها مباشرةً إلى (أمازون) وتعتمد على الموزعين للوصول إلى العملاء؛ يُرجح أن يؤثر هذا القرار الأخير سلباً على مدى توفّر البضائع، وبالتالي؛ على تجربة العملاء بشكل عام".
وكانت "ريتيل نيوز" (Retail News) قد نشرت تقريراً عن تلك الخطوة في وقت سابق.
