أصول العملاء واحتياطيات الرموز في محفظة واحدة ما يجعل من الصعب التحقق من قدرة الشركة على تلبية طلبات استرداد عملات "بي - توكينز"

"بينانس" تقرّ باحتفاظها بضمانات عملات مشفرة بطريقة خاطئة

صورة لتطبيق "بينانس ماركتس" لتداول العملات المشفرة على أحد الهواتف الذكية، في لندن، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
صورة لتطبيق "بينانس ماركتس" لتداول العملات المشفرة على أحد الهواتف الذكية، في لندن، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

اعترفت "بينانس" (Binance Holdings)، أكبر منصة تشفير في العالم، بأنها تحتفظ على نحو خاطئ، بضمانات لبعض العملات المشفرة التي تصدرها، في المحفظة نفسها بصفتها أموال تبادل لعملائها.

تُبقي "بينانس" على احتياطيات لما يقرب من نصف العملات التي تصدرها، البالغ عددها 94 عملة، والمعروفة باسم عملات "بينانس – المربوطة" (Binance-peg) أو "بي - توكينز" (B-Tokens)، في محفظة واحدة تسمى "بينانس 8"، التي تتضمن كذلك أصول العملاء، وفقاً للقوائم التي ظهرت على موقعها الإلكتروني، الإثنين الماضي. تضم المحفظة على شكل احتياطيات، عدداً من العملات المشفرة أكبر مما هو مطلوب لعملات "بي – توكينز" التي أصدرتها "بينانس"، ما يشير إلى أن الضمانات تختلط بعملات العملاء بدلاً من تخزينها بشكل منفصل، كما حدث مع عملات "بينانس – المربوطة" الأخرى وفقاً للإرشادات الخاصة من الشركة.

تعد "بينانس 8" محفظة للتخزين في حالة عدم الاتصال. قال متحدث باسم "بينانس" في بيان لـ"بلومبرغ نيوز"، رداً على الأسئلة المتعلقة بهذا الأمر، إن أصول الضمان نُقلت سابقاً إلى هذه المحفظة عن طريق الخطأ، وأُشير إليها وفقاً لذلك في صفحة "بي – توكين بروف أوف كولاترال" (B-Token Proof of Collateral). وقال إن: "(بينانس) على عِلم بهذا الخطأ، وهي بصدد نقل هذه الأصول إلى محافظ ضمانات محددة".

احتياطيات "بينانس" تظهر أن نحو نصف الحيازات من عملاتها خاصة

غموض وزيادات عمليات إدارة احتياطيات التشفير

عملية إدارة شركات التشفير لاحتياطياتها من العملات، على الرغم من كونها عملية غامضة على ما يبدو، إلا أنها زادت لتصبح قضية ساخنة على مستوى الصناعة بعد انهيار منصة "إف تي إكس" (FTX) المنافسة في نوفمبر الماضي. يُقال إن البورصة التي يقع مقرها في جزر الباهاما، والتي أسسها سام بانكمان فريد، سمحت لشركة التداول الشقيقة "ألاميدا ريسيرش" (Alameda Research) بالوصول غير المُقيّد إلى أصول العملاء لتأجيج رهاناتها الخاصة. وفي ظل وجود مليارات الدولارات في وضع مخاطرة، فإن العملاء يتطلعون إلى ظهور أي علامات تحذير محتملة تشير إلى مشكلات في مكان آخر.

بينانس تتخلى عن الاستحواذ على بورصة "إف تي إكس" تاركة مصيرها للمجهول

أدت فضيحة "إف تي إكس" إلى أزمة ثقة عصفت ببورصات التشفير، حيث سحب العملاء أصولهم من هذه المنصات. رداً على ذلك، انتقلت البورصات إلى عرض حيازاتها فيما يُعرف بتقارير إثبات الاحتياطي، والتي يتمتع بعضها بإمكانية مراقبة إضافية توفرها بيانات "بلوكتشين". ورغم أن تقارير الإفصاح هذه تتيح نبذة موجزة بشأن مقدار الاحتياطيات التي تحتفظ بها البورصات، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى البيانات المالية المُدقّقة بالكامل، إذ لا تُضمّن معلومات حول التزامات المنصة، أو أي بيانات مسجّلة على مدى فترة زمنية أطول.

"بي – توكينز"

في هذه الحالة، حدثت الأخطاء في الطريقة التي تدير بها "بينانس" احتياطيات العملات المشفرة التي تنتجها بنفسها.

غالباً ما تكون الأصول الرقمية متوافقة فقط مع شبكة "بلوكتشين" التي تم إنشاؤها عليها، ما يعني أنه يتعين على المطورين اكتشاف طرق تسمح لهم باستخدام العملات المشفرة، مثل "بتكوين"، على شبكات أخرى. تقوم "بينانس" بسكّ إصداراتها الخاصة من العملات المشفرة بقيمة مليارات الدولارات لصالح جهات خارجية، ومن هذه العملات "إيثريوم"، و"يو إس دي سي" التي تنتجها "سيركل" (Circle) و"يو إس دي تي" من "تيذر" (Tether)، وذلك لجعلها قابلة للاستخدام على شبكات "بلوكتشين" أخرى، مثل "بي إن بي سمارت تشين" (BNB Smart Chain) و"بي إن بي بيكون تشين" (BNB Beacon Chain) الخاصة بمنصة "بينانس".

من المفترض أن تُدعم عملات "بي" هذه، كلٌ على حِدة، من خلال احتياطيات مغلقة من العملات التي تعتمد عليها، ويجب تخزين الاحتياطيات في محافظ مخصصة لإبقائها منفصلة عن أموال العملاء والمنصة، وفقاً للعمليات المنشورة على الموقع الإلكتروني لـ"بينانس". عملات "بي" لا تتضمن عادةً الإشراف أو المشاركة المباشرة من قبل من قاموا بإنشاء العملات المشفرة في الأصل.

أُدرج أكثر من 40 عملة من فئة "بي" على أساس أنها تستخدم "بينانس 8" لتخزين احتياطياتها، وهو نوع من العناوين يُعرف باسم محفظة التبادل، حيث توجد منصات مثل "بينانس" تخزن الأصول الخاصة بالعملاء. أُدرجت المحفظة كاحتياطي لإصدارات "بينانس – المربوطة" للعديد من العملات المشفرة الرئيسية، بما في ذلك عملات "دي إيه آي" و"إم كيه آر" التابعتين لـ"ميكر دي إيه أو" (MakerDAO)، و"آفي" (Aave) و"يو إن آي" من "يونيسواب" (Uniswap) و"ماتيك" من "بوليغون" (Polygon).

الخزانة الأميركية: "بينانس" من بين شركاء منصة "بيتزلاتو" في قضية أموال غير مشروعة

عدم فصل هذه الاحتياطيات، يعني أنه من الصعب التحقق من عدد العملات التي تحتفظ بها "بينانس" في الاحتياطي لتلبية طلبات الاسترداد المحتملة لعدد من "بي – توكينز" التي تم سكّها.

قال المتحدث الرسمي إن جميع أصول العملاء المحتفظ بها في البورصة "كانت ولا تزال مدعومة بنسبة 1: 1"، على الرغم مما وصفته "بينانس" بأنها عمليات مراقبة تشغيلية تاريخية". لم تحدّد "بينانس" متى رُصدت المشكلة بالنسبة إلى محفظة "بينانس 8".

محفظة بمليار دولار

أصدرت "بينانس" أكثر من 539 مليون دولار لإجمالي 41 عملة فئة "بي – توكينز" التي لديها ضمن "بينانس 8" كمحفظة ضمان لها، وفقاً لحسابات "بلومبرغ" استناداً إلى بيانات من "بينانس" في 20 يناير الجاري، بينما تضم المحفظة ذاتها أصولاً ذات صلة تتجاوز قيمتها 1.8 مليار دولار. وبشكل عام، تحتوي محفظة "بينانس 8" على أكثر من 16.5 مليار دولار من العملات المشفرة المتنوعة، بخلاف تلك المرتبطة بـ"بي – توكينز"، وفقاً لبيانات من منصة ذكاء التشفير "أركهام" (Arkham).

يعني ذلك أن بعض عملات "بي" الموجودة في المحفظة لها ضمانات أكثر بكثير مما هو ضروري. وعلى سبيل المثال، كان لدى محفظة "بينانس 8" احتياطي يقترب مقداره من 22,700% من عملة "أو جي إن" الخاصة بشركة "أوريجين توكين" (OriginToken) حتى الإثنين الماضي، واحتياطي بـ18,001% من عملة "إل آر سي" التابعة لـ"لوبرينغ" (Loopring).

أقرت "بينانس" سابقاً بوجود مشكلات تاريخية مع عدم كفاية الدعم لـ"بي – توكين" من عملتها المعروفة "بي يو إس دي" (BUSD) المستقرة، والتي أدت إلى ترك إصدار "بينانس – المربوط" بقيمة تتجاوز مليار دولار من الأصول المفقودة في مناسبات عدة، وهو خطأ قال المتحدث إنه يمكن أن يرجع الآن إلى أن البورصة أخطأت في تحديد محافظ الضمان الصحيحة.

السلطات الأميركية تُحقِّق مع "بينانس" بشأن خامس أكبر عملة مشفرة في العالم

أول رصد للضمانات

رُصدت هذه المشكلة للمرة الأولى من قبل شركة تحليل البلوكتشين "تشين أرغوس" (ChainArgos) في 17 يناير. قال جوناثان رايتر، أحد مؤسسي "تشين أرغوس"، إن الإفراط في الضمانات لبعض العملات من فئة "بي – توكين"، واستخدام "بينانس" لمحفظة "بينانس 8"، أظهرا "اختلاطاً واضحاً بين أموال العملاء والأموال المدعومة بالربط".

أصدرت "بينانس" أول تقرير لإثبات الاحتياطيات أجرته شركة التدقيق "مازارس" (Mazars) في أواخر العام الماضي، لكنها لم تنشر بعد أي تقارير أخرى بعد أن أنهت "مازارس" هذه العملية بسبب رفض السوق لمستوى التفاصيل التي توفرها مثل هذه التقارير. من جانبه، قال أندرو ثورمان، المحلل في شركة بيانات التشفير "نانسن" (Nansen)، إن زيادة وعي المستثمرين بالعملات المشفرة من المحتمل أن تؤدي إلى المزيد من الأخطاء كتلك التي تُكتشف في المستقبل.

أوضح ثورمان في تغريدة أمس الثلاثاء: "هذا ما يحدث عندما تجمع حتى التلميحات الرمزية غير المكتملة بشأن الشفافية مثل إثبات الاحتياطيات، مع عدد هائل ومتزايد من المراقبين ذوي الدراية عبر السلسلة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك