سجلت شركة تايوان لأشباه الموصلات (TSMC) إيرادات فصلية أقل من التوقعات لأول مرة منذ عامين، ما يدل على أن الشركة العملاقة لصناعة الرقائق قد تعاني من التراجع العالمي في الطلب على الإلكترونيات.
هذا النقص يشير إلى أن الشركة، على الرغم من مزاياها من حيث التقنية والحجم، ليس بمقدورها تفادي تباطؤ إنفاق المستهلكين عالمياً بتأثير ارتفاع أسعار الفائدة وتسارع معدلات التضخم.
خفضت أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم في العام الماضي خطط الإنفاق الرأسمالي بنحو 10% إلى 36 مليار دولار، تزامناً مع تحذير بعض المحللين من أنها قد تؤخر الإنفاق على التوسع في عام 2023.
تقدر بـ40 مليار دولار.. استثمارات "TSMC" العملاقة ستغير اقتصاد تايوان
تعتبر "تي إس إم سي" المورد الحصري لرقائق السيليكون المستخدمة في أجهزة "أيفون" و"ماك" التي تصدرها شركة أبل. ربما تأثرت الشركة أيضاً بالمشكلات التي تواجهها عمليات التجميع الخاصة بشركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة في الصين. فقد اضطرت "أبل" إلى تقليص تقديرات الإنتاج بعد أن كشفت الفوضى المرتبطة بتفشي كورونا في مصنع تشنغتشو عن وجود نقاط ضعف في سلسلة التوريد الخاصة بالشركة.
تخلف عن التقديرات
ارتفعت إيرادات "تي إس إم سي" في الربع الرابع بنسبة 43% لتصل إلى 625.5 مليار دولار تايواني (20.6 مليار دولار أميركي)، طبقاً لحسابات "بلومبرغ" التي تستند إلى الأرقام الشهرية المعلنة من قبل الشركة. لكن هذه البيانات أقل من متوسط تقديرات المحللين البالغة 636 مليار دولار تايواني.
جدير بالذكر أن مبيعات الشركة في ديسمبر ارتفعت بنسبة 24% لتبلغ 192.6 مليار دولار تايواني جديد.
"TSMC" التايوانية تصنع رقائق متقدمة في أميركا بطلب من "أبل"
الشر كة التي تتخذ من هسينشو مقراً، تعتبر الأكثر قيمة في تايوان. وقد تراجعت قيمتها السوقية بنسبة 27% العام الماضي، بعد تضاعفها خلال الوباء، وارتفعت بنحو 8% هذا العام.
أدى التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى انخفاض طلب المستهلكين على منتجات عديدة تدخل في صناعتها الرقائق التي تصنعها "تي إس إم سي". لكن الشركة وعملاؤها ما زالوا يتوقعون استمرار الاتجاه طويل الأجل في الطلب على الإلكترونيات.
تايوان تحفز مصنّعي الرقائق بإعفاءات ضريبية جديدة
بدأت الشركة في ديسمبر إنتاجها الضخم لرقائق الجيل التالي ورفعت استثماراتها في ولاية أريزونا الأميركية إلى 40 مليار دولار.
تواجه "تي إس إم سي" ضغوطاً لتنويع التوزيع الجغرافي لصناعة رقائقها المتقدمة. كما تعمل مع حكومات الولايات المتحدة واليابان على تطوير بصمة عالمية أكثر شمولاً. يشعر صُناع السياسات والعملاء على مستوى العالم بقلق متزايد من اعتمادهم التكنولوجي على تايوان التي هددت بكين بغزوها، ما دفع الشركة إلى تحويل بعض إنتاجها إلى الخارج.