من المقرر أن تخصص شركة "شيفرون" مبلغ ملياري دولار إضافياً للنفقات الرأسمالية خلال العام المقبل، بينما تدرس مطالب بعائدات أعلى للمستثمرين في ظل دعوات من الرئيس الأميركي جو بايدن لقطاع الطاقة الأميركي، لإعادة استثمار قدر أكبر من الأرباح في عمليات الإنتاج.
أعلنت شركة النفط الأميركية العملاقة الأربعاء أنها ستنفق 17 مليار دولار خلال 2023. يمثل هذا المبلغ الحد الأقصى للنطاق الذي توقعته الشركة ومقرها في سان رامون بولاية كاليفورنيا منذ أواخر 2021، والذي كان المدير المالي بيير بريبر قد جدد التأكيد عليه في أكتوبر الماضي. كما إنه يفوق المبلغ الذي خططت الشركة لإنفاقه خلال العام الجاري بنسبة 13%.
بايدن يحث الكونغرس على دراسة عقوبات ضريبية على أرباح شركات النفط الكبرى
النفط الصخري
سيخصص لحوض بيرميان مبلغ 4 مليارات دولار من إجمالي إنفاق العام المقبل. تسعى "شيفرون" لتسريع عمليات إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهو قليل المخاطر ويوفر عائدات مالية سريعة بالمقارنة مع المشاريع العملاقة التي تحتاج إلى أعوام، والتي كانت هي الأبرز على مدى فترة طويلة من العقد الماضي. أكدت "شيفرون" أن الإنفاق في هذا الحوض يتضمن "تضخماً في التكلفة فوق 10% بقليل"، بينما ستزداد النفقات حول العالم بنحو 5% على الأرجح. وستحصل أنشطتها التجارية منخفضة الكربون على مبلغ ملياري دولار، أي ضعف المبلغ المخصص للعام الجاري.
قال الرئيس التنفيذي للشركة، مايك ويرث، في بيان: "نحافظ على الانضباط الرأسمالي في الوقت الذي نستثمر فيه في نمو إمدادات الطاقة التقليدية والجديدة. تبقى ميزانيات نفقات رأس المال الخاصة بنا متماشية مع الدليل التوجيهي السابق، رغم معدلات التضخم العالية".
ضغوط بايدن على القطاع
أمضى بايدن الكثير من الوقت هذا العام وهو ينتقد كبريات شركات التنقيب عن النفط لحثها على إعادة استثمار ما قال إنه جزء قليل للغاية من الأرباح الاستثنائية. رفع الغزو الروسي لأوكرانيا أسعار الطاقة وأرباح الشركات العاملة في هذا القطاع، بينما ضغطت الأسعار في محطات الوقود على ميزانيات المستهلكين.
إنفاق "شيفرون" في العام المقبل، سيتجاوز بكثير ما جرى إنفاقه خلال عامي تفشي وباء كوورنا، 2020 و2021، إلا أنه يظل عند نصف متوسط الإنفاق السنوي تقريباً الذي سجل خلال الفترة بين 2012 و2019، والبالغ 30 مليار دولار.
أشار ويرث إلى أن إنفاق "شيفرون" بات أكثر كفاءة مما كان عليه في الماضي، ما يجعل الشركة تنتج نفطاً أكثر في مقابل كل دولار يجري استثماره. لكنه يأتي أيضاً في ظل تركيز متزايد على تحسين عائدات المستثمرين. تنفق "شيفرون" في الوقت الحالي 6.5 مليار دولار كل ربع سنوي على توزيعات الأرباح وعمليات إعادة شراء الأسهم، أي ما يعادل 26 مليار دولار سنوياً، وهو ما يفوق بكثير حجم إنفاقها الرأسمالي.
ظلت أسهم "شيفرون" دون تغيير خلال تعاملات ما بعد مواعيد السوق الرسمية في بورصة نيويورك أمس الأربعاء، عقب إغلاقها عند 172.52 دولار، ووصلت مكاسبها منذ بداية العام إلى 47%.