فات عقد تقريباً منذ أن تربّع نادي كرة القدم "مانشستر يونايتد" على عرش اللعبة في إنجلترا، مما يثير ضيق مشجعي النادي وشماتة المنافسين. مع ذلك، قد لا يشكل عدم تحقيق النادي لنجاح في الآونة الأخيرة أهمية كبيرة للمشتري.
تبحث عائلة "غليزر" الأميركية، المالكة للنادي الذي ما يزال الأكبر في إنجلترا، عن مستثمر، وقد تكون مستعدة للبيع. ذكرت "بلومبرغ نيوز"، في أغسطس، أن العائلة تسعى لعقد صفقة تُقدِّر قيمة نادي "مانشستر يونايتد" بنحو 5 مليارات جنيه إسترليني (6 مليارات دولار).
يدرس مالكو نادي "ليفربول" لكرة القدم، عملاق الدوري الإنجليزي الممتاز، بيعه. كما جرى بيع نادي "تشيلسي" لكرة القدم المنافس مؤخراً في صفقة بقيمة 4.25 مليار جنيه إسترليني، لكن لا يمكن مقارنة الناديين بـ"مانشستر يونايتد"، وفقاً لأشخاص يعملون في مجال الاستثمار بكرة القدم.
تقييم قياسي منتظر
كوّن نادي شمال غرب إنجلترا سمعته على مدار عقود من تحقيق الانتصارات في المسابقات المحلية والأوروبية، بما فيها من سنوات المجد بقيادة المدربين الأسطوريين السير مات باسبي والسير أليكس فيرغسون، مما رسّخ مركز النادي كعلامة تجارية ممتازة للمشترين.
قال آدم سومرفيلد، المتخصص في الاستثمار الرياضي بشركة "سيرتوس كابيتال بارتنرز" (Certus Capital Partners)، ومقرها لندن: "هذه الصفقة لابد أن تقدم تقييماً يكون بمثابة علامة فارقة، ومن الواضح أن هذا هو محط التركيز في كرة القدم، وربما الرياضة بشكل عام، فيما يخص عمليات الدمج والاستحواذ في الوقت الحالي. كل الناس ستنظر للصفقة بجدية شديدة".
مالكو "مانشستر يونايتد" يدرسون بيع النادي التاريخي
تشمل الأسماء التي برزت كمشترين محتملين لـ"مانشستر يونايتد"، الملياردير البريطاني جيم راتكليف، مشجع النادي الذي عرض في وقت سابق من العام الحالي شراء "تشيلسي" بينما قال وزير الرياضة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن هناك الكثير من "الحماس والإقبال" على كل من "مانشستر يونايتد" و"ليفربول" في المملكة السعودية، وإن حكومته على استعداد لدعم أي عرض شراء يقدمه القطاع الخاص. اشترت مجموعة، يقودها صندوق الثروة السيادي بالسعودية، نادي "نيوكاسل" لكرة القدم، أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، العام الماضي.
منافسة شديدة
قد تكون المنافسة على شراء "مانشستر يونايتد" شديدة إذا كانت الصفقات التي أُبرِمت مؤخراً مع نوادي كرة القدم الأوروبية تقدم دليلاً نسترشد به. جرى بيع نادي "تشيلسي" في نهاية المطاف لتحالف بقيادة الملياردير الأميركي تود بولي، بعد مزايدة شرسة أدارها البنك الاستثماري الأميركي "راين" (Raine)، وجذبت في البداية أكثر من 250 طرفاً مهتماً بالشراء.
المُلّاك الجدد لنادي تشيلسي يرون فرصة لمضاعفة إيراداته
كتب محللون بالبنك الاستثماري الأميركي "جيفريز فاينانشال غروب" في مذكرة بحثية أن أساسات نادي "مانشستر يونايتد" تبرر "العلاوة على نوادٍ بيعت في وقت سابق من العام الجاري". مقارنة بـ"تشيلسي"، لدى "مانشستر يونايتد" إستاد أكبر وشهرة عالمية أوسع، كما أنه يحقق إيرادات أكثر.
أضاف محللو "جيفريز": "نتوقع عملية تنافسية، لأن (مانشستر يونايتد) يعد استثماراً فريداً بحق، وله شهرة عالمية كبيرة ويلعب في أقوى الأركان بالمشهد الإعلامي الحالي: رياضات البث المباشر".
إيرادات كبيرة
يُظهِر تقرير "دوري ديلويت المالي لكرة القدم لعام 2022" السنوي أن "مانشستر يونايتد" يحقق إيرادات سنوية تبلغ 558 مليون يورو (580 مليون دولار)، مقارنة بإيرادات "تشيلسي" التي تبلغ 493 مليون يورو. إجمالاً، احتل "مانشستر يونايتد" المرتبة الخامسة في أحدث تصنيف، بعدما كان على رأسه في 2017. النادي الذي يحقق أكبر الإيرادات حالياً في كرة القدم الأوروبية هو نادي "مانشستر سيتي" المنافس في نفس المدينة والمدعوم من أبوظبي.
أسهم مانشستر يونايتد تقفز مع استعداد السعودية لدعم صفقة شرائه
يقدم "رين" استشارات لنادي "مانشستر يونايتد" في عملية البيع، فيما تعمل شركة "روتشيلد آند كو" مستشاراً مالياً لعائلة "غليزر". قفزت أسهم "مانشستر يونايتد" المدرجة في البورصات الأميركية 68% الأسبوع الماضي.
شكوك حول السعر
رغم وفرة الأموال من شركات الملكية الخاصة في الشرق الأوسط وأميركا والتي قد تتنافس على "مانشستر يونايتد"، لا يقتنع الجميع أن الناد سيُباع بسعر عال. قال جيم أونيل، الاقتصادي السابق ببـنك "غولدمان ساكس" ومشجع "مانشستر يونايتد" الذي عرض في وقت من الأوقات شراءه، لتلفزيون بلومبرغ إن التقييمات التي يجري الحديث عنها يبدو "من الصعب الوصول إليها" فعلياً.
يُعتبر شراء أي نادي كرة قدم كبير رهاناً، لأن نموذج الأعمال يتطلب من الفرق النجاح في الملعب للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا المُربِح، وهي منافسة بين أفضل الأندية الأوروبية. على عكس "تشيلسي" و"ليفربول"، لم يتأهل "مانشستر يونايتد" للمشاركة في الموسم الماضي. حاز "مانشستر يونايتد" على كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة آخر مرة في 2008، فيما فاز بالدوري الإنجليزي الممتاز آخر مرة في 2013.
اشترى الراحل مالكوم غليزر "مانشستر يونايتد" في 2005 في صفقة ممولة بالديون، مما أثقل النادي بالديون، وعانت العائلة من غضب المشجعين منذ ذلك الحين. فيما كانت حدة الغضب أقل في السنوات المبكرة من امتلاك العائلة للنادي، إذ استمر الفريق في الفوز بالجوائز تحت قيادة فيرغسون، وتنامت مشاعر الاستياء باطراد بعد اعتزاله في 2013.
قال سومرفيلد من شركة "سيرتوس" عن عائلة "غليزر": "إنهم ليسوا في حاجة للبيع حقاً. بإضافة قيمة العلامة التجارية، أقدر قيمة النادي بنحو 4.7 مليار جنيه إسترليني، لكنني أعتقد أن عائلة (غليزر) تود تخطي ذلك الرقم".
