يُصاب مستثمرو الأسهم الذين يأملون أن يكون العام المقبل أفضل بخيبة أمل، وفقاً لمحللي "غولدمان ساكس" الذين أكدوا أن مرحلة السوق الهابطة لم تنتهِ بعد.
محللون استراتيجيون تابعون للمجموعة من ضمنهم بيتر أوبنهايمر وشارون بيل كتبوا في مذكرة يوم الإثنين: "الشروط التي عادة ما تتوافق مع أدنى مستويات للأسهم لم يتم الوصول إليها بعد"، مشيرين أيضاً إلى أن ذروة ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض التقييمات التي تعكس الركود الاقتصادي ضرورية التحقق قبل حدوث أي تعافٍ مستدام في سوق الأسهم.
قدّر المحللون أن مؤشر "إس آند بي 500" سينهي العام المقبل عند 4000 نقطة، أي 0.9% فقط أعلى من إغلاق الجمعة. في حين أن المؤشر الأوروبي "ستوكس يوروب 600" سينهي العام المقبل بارتفاع 4% عند 450 نقطة.
عام مضطرب للأسواق العالمية
جاءت هذه التعليقات عقب الارتفاعات المتتالية الأخيرة، مستندة إلى بيانات تراجع التضخم في الولايات المتحدة، والأنباء حول تخفيف قيود كوفيد في الصين، العاملان اللذان أدّيا إلى دخول العديد من المؤشرات العالمية إلى مرحلة السوق الصاعدة على المستوى التقني.
الانتعاش الذي حصل منذ منتصف أكتوبر، يأتي بعد عام مضطرب للأسواق العالمية، حيث لجأت البنوك المركزية إلى تطبيق ارتفاعات حادة على أسعار الفائدة لترويض التضخم المتصاعد، وهذا ما أثار مخاوف الركود.
المحللون في "غولدمان ساكس" وصفوا المكاسب بغير المستدامة، لأن الأسهم عادة عندما تكون في أدنى مستوياتها لا تتعافى حتى يتباطأ كل من معدل تدهور الاقتصاد، ونمو الأرباح، مرجحين أن يكون المسار المنظور لأسواق الأسهم متأرجحاً ومنخفضاً.
الأسهم الآسيوية تتفوق
يعكس هذا الرأي وجهة نظر مايكل ويلسون من شركة "مورغان ستانلي" (Morgan Stanley) الذي كرر اليوم أن الأسهم الأميركية ستنهي 2023 دون تغيير تقريباً عن مستواها الحالي، وسيكون أمامها طريق صعب لتحقيق ذلك، وهذا يشمل انخفاضاً كبيراً في الربع الأول من العام المقبل.
توقع المحللون أن يتفوق أداء الأسهم الآسيوية العام المقبل، حيث أنهت أسواق آسيا والمحيط الهادئ، باستثناء اليابان في المؤشر العام لـ"مورغان ستانلي" بارتفاع 11% عند 550 نقطة، وازداد صعود أقرانهم في "سيتي غروب" في أسواق الأسهم الصينية اليوم. رأى المحللون أن خطتي بكين "صفر كوفيد"، والأخرى المتعلقة بأزمة العقارات لابد أن ترفع الأرباح.
مع استمرار السوق بالانخفاض إلى أدنى مستوياتها، أوصى أوبنهايمر وفريقه بالتركيز على الشركات عالية الجودة ذات الميزانيات القوية والهوامش المستقرة، وكذلك الشركات ذات القيمة العميقة وأسهم الطاقة والموارد، حيث تكون مخاطر التقييم محدودة.