حذّرت شركة "هون هاي بريسيجن إندستري" (Hon Hai Precision Industry)، وهي الشركة المُصنّعة لمعظم أجهزة "أيفون" في العالم، من أن إيرادات الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية ستنخفض في الربع الجاري، في ظل تصديها لتفشي كوفيد الذي أدى إلى إغلاق قاعدة إنتاجها الرئيسية في وسط الصين.
أبلغت الشركة، المعروفة أيضاً باسم "فوكسكون" (Foxconn)، عن أرباح دون مستوى تقديرات الربع الثالث، موضحة أن نمو الإيرادات سيكون ثابتاً لفترة الأشهر الثلاثة الحالية. وتحاول "هون هاي" الآن استئناف الإنتاج الكامل بعد أن أدى تفشي كوفيد في أكتوبر إلى إغلاق المنطقة المحيطة بأكبر مصنع لها في تشنغتشو خلال الأسبوع الماضي، مما حد بشدة من تدفق البضائع والأشخاص الذين تحتاجهم للحفاظ على تجميع "أيفون".
أكد المسؤولون التنفيذيون أنهم يعملون مع الحكومة للسيطرة على تفشي الوباء وإعادة تشغيل المصنع.
تأثير "صفر كوفيد"
يؤكد تحذير "فوكسكون" بشأن الإيرادات الخسائر الناتجة عن إتباع سياسة "صفر كوفيد" الصينية، وهو نظام صارم يفرض إغلاقاً مفاجئاً واختبارات جماعية أدت إلى ركود ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وجهت القيود المفروضة على المصنع الذي أطلق عليه اسم "أيفون سيتي" (iPhone City)، وهو مجمع عملاق يضم نحو 200 ألف عامل وينتج أربعة من أصل خمسة من أحدث أجهزة "أيفون" في العالم، ضربة لشركة "أبل" وأهم مورد لها الذي كافح لوقف نزوح العمال.
تؤدي قيود كوفيد الصارمة إلى تفاقم تداعيات ضعف الطلب على الإلكترونيات الاستهلاكية حول العالم. حذّرت شركة "بيغاترون" (Pegatron)، شريك "أبل" الكبير الآخر في صناعة "أيفون"، يوم الخميس، من انخفاض المبيعات في عام 2022 بقيادة تراجع عائدات أجهزة الكمبيوتر المحمولة بنسبة تتراوح بين 15% و20% في الربع الرابع.
في اليابان، خفّضت موردة معدات الرقائق الرئيسية "طوكيو إلكترون" (Tokyo Electron) توقعاتها للأرباح التشغيلية لهذا العام بنسبة 24%، موضحة أن شركات صناعة شرائح الذاكرة تتراجع عن الإنفاق الرأسمالي. قالت الشركة إن القيود الأميركية المفروضة على بيع معدات الرقائق المتطورة إلى الصين ستتسبب على الأرجح في تعرضها للخسارة.
أداء دون التوقعات
ارتفع صافي دخل "فوكسكون" بنسبة 5% إلى 38.8 مليار دولار تايواني (1.22 مليار دولار) في الربع السنوي المنتهي في سبتمبر، مقابل متوسط تقديرات قدرها 41 مليار دولار تايواني، وفق ما قالت صانعة الأجهزة يوم الخميس. قفزت الإيرادات بنسبة 24% لتبلغ 1.75 تريليون دولار تايواني، متجاوزة التقديرات البالغة 1.52 تريليون دولار تايواني. وتراجعت أسهم الشركة بنسبة 2% في تايبيه.
في النصف الأول من العام، تمكنت الشركة من تحقيق أرباح تفوق التوقعات، ويرجع ذلك جزئياً إلى الإدارة الفعالة لعمليات التوريد أثناء الإغلاق الوبائي، عندما حازت على دعم الحكومات المحلية للحفاظ على تدفق المكونات البالغ الأهمية. قالت "فوكسكون" إنها تدير إغلاق تشنغتشو بالتنسيق مع السلطات.
كتب محللو "سيتي غروب" في مذكرة بتاريخ 6 نوفمبر أنه إذا تمكنت "فوكسكون" من إعادة إنتاجها إلى المسار الصحيح قريباً والسيطرة على وباء كوفيد، فإن المبيعات يجب أن تتأثر في النصف الأول من نوفمبر قبل أن تتعافى تدريجياً.
يتزامن الاضطراب مع موسم التسوق للعطلات بالولايات المتحدة إضافة إلى تباطؤ حاد في الطلب على الإلكترونيات حول العالم. حذّرت شركة "أبل" يوم الأحد من أنها ستشحن عدداً أقل من الأجهزة المتميزة مما كان متوقعاً بسبب إغلاق تشنغتشو.
انخفاض إنتاج "أيفون 14"
تتوقع الشركة الأميركية، التي تعاني من ضعف الطلب الفاتر على هاتف "أيفون 14 إس" الأرخص، انخفاض إنتاج هاتف "أيفون 14" بنحو 3 ملايين مقارنة بما كان متوقعاً في الأصل هذا العام. أفادت "بلومبرغ نيوز" هذا الأسبوع أن الشركة ومورديها يهدفون الآن إلى تصنيع 87 مليون جهاز أو أقل، مقارنة بـ90 مليون جهاز في وقت سابق.
قال يونغ ليو، رئيس مجلس إدارة "فوكسكون"، للمحللين يوم الخميس، إن شركته تعتزم رفع الإنفاق الرأسمالي في عام 2023 وسيتجه معظمه إلى قاعدتها الإنتاجية العملاقة بالفعل.
على المدى الطويل، تعمل شركة "فوكسكون" أيضاً على التوسّع في عالم السيارات الكهربائية. تستهدف أكبر شركة لتصنيع الأجهزة الإلكترونية بعقود في العالم حصة سوقية قدرها 5% في المركبات الكهربائية في عام 2025، بمساعدة استحواذها على مصنع شاحنات البيك أب الكهربائية التابع لشركة "لوردستاون موتورز" (Lordstown Motors) في أوهايو.