تعتزم شركة "ستيلانتيس" (Stellantis) لصناعة السيارات ضخ استثمار جديد في المغرب بقيمة 300 مليون يورو، بهدف مضاعفة قدرة إنتاج مصنعها بمدينة القنيطرة إلى 400 ألف سيارة.
تصل الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمصانع السيارات في المغرب حالياً لحوالي 700 ألف سيارة سنوياً، وتطمح المملكة لرفعها إلى مليون سيارة، وزيادة حصة السيارات الكهربائية من 50 ألفاً حالياً إلى 100 ألف في السنوات المقبلة، وفق تصريح سابق لوزير الصناعة والتجارة رياض مزور لـ"الشرق".
الإعلان عن الاستثمار الإضافي، جاء عقب استقبال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مساء الأربعاء، للرئيس التنفيذي لـ"ستيلانتيس" كارلوس تارفاريس، حيث أشاد بخطوة الشركة؛ "التي قررت الاستثمار في البلاد رغم سياق مناخ الأزمة العالمية، ما من شأنه دعم خطط المغرب لإنعاش التشغيل"، إذ يُتوقّع أن تخلق توسعة المصنع 2000 وظيفة جديدة، كما جاء في البيان الصادر عن الاجتماع.
ستصبح قدرة إنتاج المصنع بعد هذا الاستثمار 400 ألف سيارة حرارية وكهربائية سنوياً، إضافةً إلى 50 ألف أداة للتنقل الكهربائي، مع زيادة نسبة المكوّن المحلّي في السيارات المنتجة إلى 80% من 70% حالياً.
قطاع السيارات هو ثاني قطاع مُصدر في المغرب بعد الفوسفات، حيث بلغت مبيعاته في الخارج في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 77.6 مليار درهم (7.1 مليار دولار)، بارتفاع ناهز 35% على أساس سنوي.
رئيس الوزراء المغربي كشف عن قرب اعتماد إجراءات جديدة في إطار ميثاق الاستثمار الجديد؛ "ضمن سعي حكومة المملكة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين مناخ الأعمال".
القدرة التنافسية
إلى جانب مصنع "ستيلانتس"، يتوفر المغرب على مصنع لشركة "رينو" الفرنسية بمدينة طنجة، بقدرة إنتاجية تناهز 500 ألف سيارة سنوياً، حيث يصنع طرازات عديدة أبرزها "داسيا" الأكثر مبيعاً في أوروبا والمغرب.
الوزير مزور نوّه بأن الاستثمار الجديد من شأنه جعل المملكة ضمن المنصات الصناعية الأكثر تنافسية في العالم في صناعة السيارات الخالية من انبعاثات الكربون.
تُراهن "ستيلانتيس" على مصنعها في المغرب للوصول إلى حصة 22% من سوق أفريقيا والشرق الأوسط، وطاقة إنتاجية تبلغ مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2030.
سمير شرفان، الرئيس التنفيذي الإقليمي للعمليات في "ستيلانتيس"، صرح بأن مصنع المغرب "من أفضل المواقع الصناعية للشركة، ويُساهم بشكل كبير بتحقيق مستهدفاتنا في المنطقة لناحية نمو المبيعات والحصة السوقية".
افتتحت "ستيلانتيس" مصنعها بالمغرب في يونيو 2019، ويُشغّل حالياً أكثر من 3 آلاف شخص، وفيه يتم تصنيع السيارتين الكهربائيتين "ستروين أمي" (Citroën Ami) و"أوبل روكس إي" (Opel Rocks-E)، ويُصدّر الإنتاج في أغلبه إلى الأسواق الأوروبية.
تُعدُّ "ستيلانتيس" من كبرى مُصنّعي السيارات في العالم، من خلال علاماتها التجارية مثل "ألفا روميو" و"ستروين" و"فيات" و"جيب" و"بيجو" و"مازيراتي". وهي نتاج اندماج شركة "بي إس إيه" (PSA) الفرنسية و"فيات كرايسلر" (Fiat Chrysler Automobiles) الأميركية الإيطالية العام الماضي.
في الوقت الذي تتطلّع للتوسع في المغرب، لمّحت "ستيلانتيس"، في أكتوبر الماضي، إلى احتمال وقف عملياتها لتصنيع السيارات في الصين، حين صرح رئيسها التنفيذي تافاريس أن الشركة المصنّعة لسيارات "بيجو" و"ستروين"، قد تطبق استراتيجية "تخفيف الأصول الرأسمالية" لتلك العلامات التجارية في أكبر سوق للسيارات على مستوى العالم. وفي وقت سابق من هذا العام، استخدم تافاريس التعبير ذاته لوصف قرار "ستيلانتيس" بالانسحاب من مصنع "جيب" الوحيد للشركة في البلاد.