حققت شركة "أرامكو" السعودية في الربع الثالث من العام الحالي، ثاني أعلى أرباح فصلية منذ إدراجها في السوق المالية، كما فاقت النتائج توقعات المحللين، مدفوعةً بارتفاع أسعار النفط وزيادة في المبيعات.
ارتفع صافي دخل شركة النفط العملاقة بنسبة 39.5% في الربع الثالث من العام الحالي على أساس سنوي ليصل إلى 159.1 مليار ريال، مرتفعة عن متوسط تقديرات المحللين الذين توقعوا صافي دخل في حدود 151.6 مليار ريال، (الدولار يعادل 3.75 ريال)
حافظت "أرامكو" على توزيعات الأرباح التي تُعد الأكبر في العالم، حيث أعلنت الشركة اليوم الثلاثاء عن توزيع أرباح نقدية على المساهمين بقيمة 70.33 مليار ريال عن الربع الثالث من عام 2022، على أن يكون تاريخ الأحقية في هذه الأرباح لمالكي أسهم الشركة حتى نهاية يوم تداول 8 نوفمبر الجاري.
على الرغم من نمو أرباح الشركة في الربع الثالث على أساس سنوي، إلا أنها تراجعت بنسبة 12.4% مقارنة بالربع الثاني من العام الحالي، والذي سجلت خلاله الشركة أرباحاً قياسية بلغت 181.64 مليار ريال، وكانت أكبر أرباح فصلية تسجلها شركة مدرجة على مستوى العالم.
اقرأ أيضاً.. أرامكو السعودية تطلق أكبر صندوق استدامة بالعالم بقيمة 1.5 مليار دولار
تراجعت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في 14 عاماً الذي سجلته في مارس الماضي حيث أدى ارتفاع التضخم والتشديد النقدي من جانب البنوك المركزية إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، الأمر الذي أوجد مخاوف بشأن الطلب على الخام، ومع ذلك ما يزال خام برنت مرتفعاً بأكثر من 20% خلال العام الحالي ويتم تداولها حول 93.50 دولار للبرميل.
بهذه النتائج تنضم "أرامكو" إلى شركات نفط عالمية كبرى مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون" والتي أعلنت عن نتائج أعمال قوية أو قياسية في الأسابيع الأخيرة، مستفيدة من صعود أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي، والذي أدى بدوره إلى تسارع معدلات التضخم في أنحاء العالم.
الطلب العالمي على النفط
قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر، "رغم تأثر أسعار النفط الخام العالمية خلال هذه الفترة باستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، فإن وجهة نظرنا على المدى الطويل هي أن الطلب على النفط سيستمر في النمو لما تبقى من العقد الجاري نظراً لحاجة العالم إلى طاقة أكثر موثوقية وبأسعار معقولة".
أضاف "من واقع ضعف الاستثمار العالمي في قطاع النفط، فإننا نعمل على توسيع قدراتنا على المدى البعيد في إنتاج النفط الخام والغاز، وفي الوقت نفسه، نعمل على الوصول إلى طموحنا المعلن مسبقاً لتحقيق الحياد الصفري لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري".
تواصل "أرامكو" تنفيذ خططها للتوسع في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، لتلبية الطلب العالمي المتزايد على البتروكيميائيات، والتي ستكون ضرورية للتحول المطلوب في المواد لدعم مستقبل منخفض الكربون، بحسب الناصر.
في تعليقها على نتائج "أرامكو"، تقول المحللة المالية في "الشرق" ماري سالم، "من الواضح أن الشركة تعتزم الاستمرار في النمو، معتمدة في ذلك على زيادة الطلب المتوقع على النفط على المدى البعيد مما سيساهم في استمرار التوسع في الإنتاج".
أضافت "رغم أهمية النتائج المفاجئة والتي فاقت توقعات المحللين، إلا أن الأهم هو توقعات الشركة للفترة المقبلة، ومدى التزامها بالتوزيعات النقدية للمستثمرين"، مشيرة إلى أن انخفاض أرباح الشركة مقارنة بالربع الثاني من العام الحالي كان متوقعاً من قبل المحللين والمستثمرين".
أهم نتائج الربع الثالث على أساس سنوي
- الإيرادات بلغت 543.71 مليار ريال مرتفعة بنسبة 49.5%.
- الربح التشغيلي 300.23 مليار ريال بزيادة 57.7%.
- التدفقات النقدية الحرة ارتفعت إلى 168.6 مليار ريال مقابل 107.7 مليار ريال.
- نسبة المديونية بلغت 4.1% في نهاية سبتمبر الماضي مقارنة مع 12% في نهاية 2021.