خصص "صندوق التنمية الوطني" السعودي 300 مليون ريال (80 مليون دولار) لبرنامج تمويل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، وذلك في إطار الاهتمام المتزايد بالمملكة بهذا القطاع إذ تستهدف التوسع به كأحد وسائل تنويع الاقتصاد.
الصندوق الذي يستهدف تمويل المشاريع التنموية لتمكين التحول الاقتصادي في المملكة، يسعى من خلال البرنامج إلى تمويل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية عبر تقديم منتجات وحلول تمويلية من الصناديق والبنوك التنموية وبالشراكة مع المؤسسات المالية في القطاع الخاص، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس).
محافظ صندوق التنمية الوطني ستيفن غروف أوضح أنَّ اعتماد هذا البرنامج يأتي كمرحلة أولى ضمن مجموعة من المبادرات التي يعمل عليها الصندوق لتنمية وتمكين قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، وفق الوكالة.
أشار إلى أنَّه سيتم الإعلان عن المنتجات والحلول التمويلية التي يطوّرها البرنامج بنهاية العام 2022.
اهتمام المملكة بقطاع الألعاب الإلكترونية كان واضحاً بعد الاستثمارات التي ضخها صندوق الثروة السعودي في شركات عالمية بالقطاع كان أحدثها امتلاك صندوق الاستثمارات العامة حصة 5.01% في شركة ألعاب الفيديو اليابانية "نينتندو" (Nintendo Co) والتي جرى الإعلان عنها في مايو الماضي.
كان الصندوق الذي تبلغ قيمته 620 مليار دولار يبني حصصاً في صانعي ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية على مدار العامين الماضيين. وكشف عن حصص تزيد عن 5% في شركتي ألعاب مدرجتين في اليابان، هما "كابكوم" (Capcom) المصنعة للعبتي "ستريت فايتر" و"ريزيدنت إيفل"، ومزودة الألعاب عبر الإنترنت "نيكسون" (Nexon Co).
كما أنَّ شركة "أكتيفيجن" للألعاب التي وافق مساهمو "مايكروسوفت" للاستحواذ عليها، بدأ صندوق الاستثمارات العامة في بناء مركز استثماري بها لأول مرة في نهاية عام 2020، وامتلك حوالي 37.9 مليون سهم في الشركة في نهاية سبتمبر الماضي.
ومن المنتظر أن يحقق الصندوق مكاسب تصل إلى 1.1 مليار دولار عند تنفيذ عملية الاستحواذ.
صندوق لجذب الاستثمارات
رئيس الاتحاد السعودي للألعاب الإلكترونية الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، قال لـ"الشرق"، إنَّ من أهم المبادرات لتنمية وتعزيز القطاع هو إنشاء صندوق بحجم استثمارات يبلغ 1.8 مليار ريال (478.7 مليون دولار)، يستهدف جذب القطاع الخاص ورواد الأعمال للاستثمار في هذا القطاع، وستكون البداية في التمويل عبر صندوق التنمية بضخ هذه الاستثمارات.
محمد بن سعود التميمي، محافظ هيئة الاتصالات والمعلومات في السعودية، أوضح أنَّ حجم سوق الألعاب الإلكترونية في المملكة يبلغ نحو 700 مليون دولار، وتستهدف المملكة زيادتها بنحو 250 مليون دولار خلال الفترة الزمنية من عام إلى عامين.
أحمد البشري رئيس العمليات في الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، قال لـ"الشرق": "نتوقَّع أن يكون هذا الرقم في ازدياد بنسبة 7 الى 8% في وقت قريب، فالاستثمار والفرص الموجودة في القطاع واعدة للغاية".
أضاف: "من المتوقَّع أن هذا القطاع يتجاوز جميع الرياضات التقليدية الأخرى من حيث المشاهدة والرعايات، فالرياضات الإلكترونية من أعلى المشاهدات عالمياً، وتتجاوز كرة القدم".
نظمي النصر المدير التنفيذي لـ"نيوم"، ذكر أنَّ مدينة "ذا لاين" ستكون عاصمة الألعاب عالمياً، مضيفاً: "قطاع الإعلام سيكون من أهم القطاعات في (نيوم)، والألعاب جزء مهم وكبير من ذلك".
تابع : "الألعاب ستكون في قلب مشروع (نيوم)، نحن نبني منظومة كاملة، لدينا فرصة كبيرة، وأفضل من قبل، و خلال شهرين سنُنهي التشريعات، وبدأنا بالشراكات مع جهات كبيرة عالمياً وإقليمياً".