زادت الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في يوليو الماضي، بعد مراجعة كبيرة لزيادة بيانات الشهر السابق، مما يؤكد استمرار قلة المعروض من الأيدي العاملة في ظل تنافس أرباب العمل لاستقطاب عدد محدود من العمال.
أظهر مسح دوران العمالة والوظائف الشاغرة (JOLTS) الصادر عن وزارة العمل الأميركية الثلاثاء ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة ليناهز 11.2 مليون وظيفة في الشهر الماضي - متجاوزاً كل التقديرات - ومقارنة مع أرقام شهر يونيو السابق التي بلغت 11 مليون وظيفة بعد المراجعة.
جاء متوسط التقديرات في استطلاع أجرته "بلومبرغ" للاقتصاديين مرجحاً انخفاض الوظائف الشاغرة إلى 10.4 مليون تقريباً، مقارنة بالتقدير السابق البالغ 10.7 مليون.
سوق عمل قوية
تجاوزت الوظائف الشاغرة مستوى 11 مليون وظيفة منذ أواخر العام الماضي، وظل معدل البطالة منخفضاً إلى مستوى تاريخي، مما يؤكد قوة سوق العمل في الولايات المتحدة. كما أن عدم التوازن بين العرض والطلب على الأيدي العاملة مستمر في دفع زيادة الأجور بوتيرة قوية، مما يعقد جهود الاحتياطي الفيدرالي لترويض التضخم.
بلغت نسبة الوظائف الشاغرة في شهر يوليو وظيفتان مقابل كل عاطل عن العمل تقريباً، ارتفاعاً من 1.9 في يونيو. وجاءت بعض أكبر الزيادات في الوظائف الشاغرة بقطاعات تجارة التجزئة، والنقل، والتخزين والمرافق. كما سجلت قطاعات الفنون والتسلية والترفيه زيادة في الفرص المتاحة مقارنة بالشهر السابق.
على الجانب الآخر، استقال قرابة 4.2 مليون أميركي من وظائفهم في يوليو، بانخفاض طفيف مقارنة بيونيو. وهبط معدل الاستقالة، الذي يعد مقياساً لترك الوظائف طواعية كحصة من إجمالي العمالة، إلى أدنى مستوياته في أكثر من عام واحد بنحو 2.7%. فيما لم يتغير معدل تسريح العمال كثيراً مقارنة بالشهر السابق وتراجعت التعيينات.
فرص وفيرة
أوضح تقرير منفصل صدر صباح اليوم تأكيد 48% من الأميركيين أن الوظائف "وفيرة" في شهر أغسطس، وتنخفض تلك النسبة عن الشهر السابق، كما أنها الأقل منذ أبريل 2021. وأظهر الاستطلاع الصادر عن مؤسسة "كونفرانس بورد" أيضاً ارتفاع ثقة المستهلك هذا الشهر إلى أعلى مستوياتها منذ مايو وسط انخفاض أسعار البنزين.
يسبق بيانات مسح دوران العمالة والوظائف الشاغرة تقرير الوظائف الشهري المنتظر صدوره الجمعة المقبل، والذي يُتوقع حالياً أن يُظهر إضافة الولايات المتحدة 300 ألف موظف لكشوف الرواتب في أغسطس. فيما يُقدر الاقتصاديون استمرار معدل البطالة عند 3.5%، ليتطابق بذلك مع أدنى مستوى في 50 عاماً، وأن يسجل متوسط الدخل في الساعة زيادة قوية أخرى.