حققت " السعودية، في الربع الثاني من العام الحالي، أكبر أرباح فصلية تسجلها شركة مدرجة على مستوى العالم، مدفوعةً بارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنتاج.
صافي الربح البالغ 48.4 مليار دولار، يُعدُّ الأعلى فصلياً منذ إدراج الشركة في سوق الأسهم نهاية عام 2019، وتجاوز تقديرات المحللين التي كانت تتوقّع تحقيق 46.2 مليار دولار كأرباح، وفق بيان صادر عن الشركة اليوم.
أمين الناصر، رئيس "أرامكو" وكبير إدارييها التنفيذيين، أشار في فيديو على "تويتر" تعقيباً على نتائج الشركة المالية، إلى أن "الأرباح القياسية مدفوعة بارتفاع أسعار الطاقة، والزيادة الكبيرة في هوامش الربح التي حققها قطاع التكرير".
وأكد الناصر أنه "في ظلّ أجواء القلق التي تسود العالم حول أمن الطاقة، والنقص في الاستثمار العالمي في النفط والغاز، فإن "أرامكو" السعودية تواصل الاستثمار بشكل كبير في هذا المجال". متوقعاً أن "يستمر نمو الطلب على النفط لبقية العقد الحالي، رغم الضغوط الاقتصادية السلبية على التوقعات العالمية للمدى القصير".
استفادت "أرامكو"، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، من المكاسب الكبيرة التي حققتها أسعار الخام خلال العام الحالي، خاصةً بعد غزو روسيا لأوكرانيا، وما نتج عنه من مخاوف متعلقة بنقص الإمدادات.
الناصر أضاف: "رغم أن هناك حاجة حقيقية في الوقت الراهن لضمان أمن إمدادات الطاقة، فإن الأهداف المناخية تبقى ذات أهمية بالغة، ما دعا "أرامكو" للعمل على زيادة الإنتاج من مختلف مصادر الطاقة، بما في ذلك النفط الخام والغاز، ومصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأزرق".
دفعت الشركة في الربع الثاني توزيعات أرباح قدرها 70.3 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال)، وذلك عن الربع الأول من العام الحالي. فيما ستدفع في الربع الثالث توزيعات قدرها 70.3 مليار ريال، وذلك عن الربع الثاني من عام 2022. وتُعدُّ توزيعات أرباح "أرامكو" مصدر إيرادات أساسي لحكومة المملكة.
مازن السديري، رئيس الأبحاث في شركة الراجحي المالية، رأى أن "الفرق بين الأرباح المحققة والمتوقعة، يعود لمبالغتنا، إلى حدٍّ ما، كمحللين في تقدير بعض التكاليف غير التشغيلية في توقعاتنا".
ونوّه بأن التدفقات المالية الحرّة لدى الشركة "كافية لتغطية توزيعات الأرباح، وتزيد، ما يعطي هامشاً للشركة لزيادة التوسّع الاستثماري".
رغم انخفاض أسعار عقود النفط الآجلة في الربع الثالث من العام، فإن ذلك "لن يشكّل فارقاً كبيراً بالنسبة لأرباح "أرامكو" الفصلية المقبلة، بسبب رفع إنتاج الشركة، بحيث إن زيادة الكمية تعوّض انخفاض الأسعار، والأمر عينه ينطبق على الربع الأخير من العام"، بحسب السديري.
إلى ذلك، رجّح رئيس الأبحاث في "الراجحي المالية" ألاّ تزيد الشركة توزيعات الأرباح، "بسبب تركيزها على التوسّع والاستثمار في مصافي النفط، والمنتجات النهائية، والطاقة المتجددة".
السديري قدّر أن يكون الطلب العالمي على النفط "أضعف" من توقعات "أوبك". لكنه، في المقابل، توقّع أن تصل أسعار العقود الآجلة للنفط لما بين 97 و102 دولار، "ما سيحافظ على وضع مالي ممتاز بالنسبة لشركة أرامكو".
أهم نتائج الربع الثاني على أساس سنوي
- صافي الربح 181.6مليار ريال، بزيادة 90.2% على أساس سنوي. بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى أرباح تناهز 164 مليار ريال.
- الإيرادات بلغت 562 مليار ريال، بنمو 79.9%. مقابل توقعات عند 591 مليار ريال.
- التدفقات النقدية الحرة وصلت 129.8 مليار ريال.