رفعت شركة "بريتش بتروليوم" BP توزيعات أرباحها للمساهمين، وكثّفت عمليات إعادة شراء الأسهم بأسرع وتيرة حتى الآن بعد نتيجة "استثنائية" في مجال تكرير وتداول النفط، مما رفع الأرباح إلى مستويات تفوق التوقُّعات.
تعمل صناعة النفط والغاز على تعزيز عائدات المساهمين مع تدفق الأموال، حتى في الوقت الذي تهدد فيه أزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا الاقتصاد العالمي.
قالت "بريتش بتروليوم" إنَّها تتوقَّع أن تظل الأسعار مرتفعة، وسلطت الضوء على استثماراتها في الإمدادات الإضافية.
قال الرئيس التنفيذي برنارد لوني في بيان اليوم الثلاثاء: "تظهر النتائج المعلنة اليوم أنَّ (بريتش بتروليوم) تواصل الأداء أثناء التحول".
توفر الشركة "النفط والغاز الذي يحتاجه العالم اليوم – في حين تستثمر في نفس الوقت لتسريع إحداث التحول في قطاع الطاقة".
على خطى معظم أقرانها؛ قالت "بريتش بتروليوم"، ومقرها لندن، إنَّها ستعيد شراء ما قيمته 3.5 مليار دولار من الأسهم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بالإضافة إلى ما قيمته 3.8 مليار دولار اشترتها بالفعل في النصف الأول. كما زادت توزيعات أرباحها بنسبة 10%.
ارتفعت أسهم الشركة 4.5% إلى 409.8 بنس اعتباراً من الساعة 9:30 صباحاً في لندن.
تمت زيادة توزيعات الأرباح إلى 6 سنتات للسهم، مما يمثل تحسناً من التزام سابق برفعها بنحو 4% سنوياً حتى عام 2025.
انخفض صافي الدين إلى 22.82 مليار دولار في نهاية الفترة من 32.7 مليار دولار في العام الماضي.
كتب محللو ريدبورن في مذكرة بحثية أنَّ النتائج أظهرت أنَّ شركة "بريتيش بتروليوم" " تحقق نتائج أعمالها عبر المجالات الرئيسية الثلاثة: الأرباح النقدية، وانضباط رأس المال، والتوزيعات على المساهمين".
بلغ صافي الدخل المعدل لشركة "بريتيش بتروليوم" في الربع الثاني 8.45 مليار دولار، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008، ويتفوق بشكل مريح حتى على أعلى تقديرات المحللين.
لم يكن ذلك مدفوعاً فقط بارتفاع أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي، فقد حققت معامل تكرير الشركة هوامش ربح قوية، وحقق تجار النفط لديها أداء "استثنائياً".
لم تكشف الشركة أبداً عن مقدار الأرباح التي تحققها تجارة النفط، لكنَّها قالت إنَّ الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء لوحدة التكرير والتجارة الخاصة بها بلغت 3.73 مليار دولار، مقارنة بـ301 مليون دولار فقط قبل عام.
قالت الشركة إنَّ أداء تجارة الغاز كان أسوأ، حيث حقق نتيجة "متوسطة" في الربع الثاني.
حدث ذلك جزئياً نتيجة لوقف العمليات في منشأة "فريبورت" للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى انخفاض كبير في عدد الشحنات التي تتوقَّع استلامها.
ضغوط سياسية
يحقق قطاع النفط أرباحاً مرتفعة في وقت صعب من الناحية السياسية لصناعة متهمة بالتربح من تداعيات عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا، في حين تخفق أيضاً في استثمار ما يكفي في عمليات حفر جديدة.
إلى جانب بيان أرباحها، نشرت شركة "بريتيش بتروليوم" قائمة واسعة من الاستثمارات التي تنفذها في المملكة المتحدة، إذ أصبحت تكلفة الطاقة المتزايدة قضية سياسية ساخنة، وواجهت صناعة النفط والغاز في بحر الشمال بالفعل ضريبة أرباح غير متوقَّعة.
لم يعمل الأمر لوقف الدعوات لفرض مزيد من الضرائب.
قالت الناشطة في حملة أصدقاء الأرض، سناء يوسف، إنَّ هناك حاجة إلى فرض ضريبة مكاسب غير متوقَّعة أكثر صرامة على أرباح النفط والغاز.
أوضحت في بيان: "يسود اعتقاد أنَّ هذه الشركات تجني مثل هذه المبالغ الضخمة في خضم أزمة غلاء المعيشة".
أرباح كبرى للشركات
بشكل جماعي، حققت خمس شركات نفط دولية كبرى أرباحاً في الربع الثاني أكثر من أي وقت مضى، تجاوزت 60 مليار دولار.
مع تسارع وتيرة مخاوف الركود، يسود تكهن أنَّ الربع الثاني قد ينتهي به الأمر ليكون أعلى نقطة بالنسبة لكبرى شركات النفط خلال 2022.
قالت شركة "بريتيش بتروليوم" إنَّها تتوقَّع أن تظل أسعار النفط والغاز الطبيعي وهوامش التكرير مرتفعة في الربع الثالث بسبب تعطل الإمدادات الروسية والمخزونات المنخفضة نسبياً وانخفاض الطاقة الفائضة.