توصلت "أورانج" و"ماسموفيل إبيركوم" (Masmovil Ibercom SA) إلى اتفاق مُلزم لدمج أعمالهما الإسبانية لإنشاء أكبر شركة اتصالات في الدولة من حيث العملاء بعد محادثات الاندماج الحصرية المُعلن عنها في مارس.
وجاء في بيان، اليوم السبت، أن الصفقة مبنية على قيمة للمؤسسة تبلغ 18.6 مليار يورو (19 مليار دولار)، بينما في مارس، قالت الشركتان إن المشروع المشترك سيحمل تقييماً إجمالياً للمؤسسة يبلغ 19.6 مليار يورو.
ستتخذ الشركة الجديدة شكل مشروع مشترك مناصفة، بحيث تشترك في إدارته "أورانج" و"ماسموفيل"، والصفقة قيد الموافقة من قبل سلطات مكافحة الاحتكار ومن المتوقع أن تُستكمل بحلول النصف الثاني من عام 2023.
أكثر الأسواق تنافسية
ستختبر الصفقة مدى استعداد المنظمين في الاتحاد الأوروبي للسماح بعمليات الدمج في أسواق الاتصالات، وتُعد إسبانيا حالياً واحدة من أكثر الأسواق تنافسية في أوروبا مع انخراط عشرات العلامات التجارية المختلفة في حروب الأسعار، وسبق أن حذّرت الشركات الكبيرة مثل "أورانج" و"ماسموفيل" و"فودافون" من أن العوائد على رأس المال غير مستدامة بالمستويات الحالية.
ويتضمن الاتفاق حق البدء في إجراءات طرح عام أولي في ظل شروط معينة لكلا الطرفين بعد فترة محددة، وأيضاً خيار يسمح لـ"أورانج" بالسيطرة على الكيان المُندمج بسعر الطرح العام للجمهور، وفق البيان.
وقالت الشركتان إن الشركة المُندمجة الجديدة ستكون قادرة على تسريع الاستثمارات في اتصالات الألياف الضوئية والجيل الخامس، ومن المتوقع أن يصل إجمالي تآزر التكاليف إلى 450 مليون يورو على الأقل سنوياً بحلول العام الرابع بعد إبرام الصفقة.
ضربة لـ"فودافون"
وتُعدّ الصفقة بين "ماسموفيل" و"أورانج" ضربة لشركة "فودافون" التي كانت توصف منذ فترة طويلة بأنها المرشح الأرجح للاندماج مع "ماسموفيل"، لكن بينما تمتلك "أورانج" ثاني أكبر شبكة ألياف بصرية في البلاد، تقدم معظم خدمات النطاق العريض لشركة "فودافون" عبر الكابلات، ما يجعل التآزر أكثر صعوبة.
تحتل شركة الاتصالات الفرنسية المرتبة الثانية بعد "تيليفونيكا" في سوق الاتصالات الإسبانية، وتأتي "فودافون" كثالث أكبر مشغلة، وشُطبت أسهم "ماسموفيل"، اللاعب الرابع، منذ عامين بعد صفقة شراء ممولة بالديون من قبل ثلاثة صناديق ملكية خاصة "سينفن" (Cinven Ltd) و"كيه كيه آر آند كو" و"بروفيدنس إيكويتي بارتنرز" (Providence Equity Partners LLC).
ومنذ شرائها، استحوذت "ماسموفيل" على شركة اتصالات إسبانية أخرى، "يوسكالتيل" (Euskaltel)، وواصلت تعزيز تواجدها في البرتغال، وهي بالفعل عميلة رئيسية للشراء بالجملة من شركة "أورانج"، سواء شبكات الألياف الضوئية أو شبكات الهاتف المحمول.
وستدعم الصفقة حزمة ديون بقيمة 6.6 مليار يورو والتي ستمول 5.85 مليار يورو مدفوعات لمساهمي "أورانج" و"ماسموفيل" لصالح مساهمي "أورانج" وبما يعكس المستويات المختلفة من المديونية، وفق البيان. تتكون حزمة الديون هذه بشكل أساسي من قرض مصرفي، مقدم من مجموعة كبيرة من البنوك، وسيظل دين "ماسموفيل" الحالي سارياً.