تعتزم شركة "فايزر" (Pfizer) إنفاق 470 مليون دولار لتوسيع منشآتها لأبحاث اللقاحات الواقعة على بعد 25 ميلاً شمال غرب مدينة نيويورك، مع السعي للمحافظة على تفوقها في مجال الحمض النووي الريبوزي المرسال المزدهر، أي التكنولوجيا الكامنة خلف إطلاق لقاحها الرائج المضاد لـ"كوفيد-19".
تخطط شركة صناعة الأدوية لتشييد مبنى جديد، وتجديد المرافق الحالية في منشأتها في بيرل ريفر بمدينة نيويورك، والتي كانت حلقة الوصل بين الأبحاث المختبرية التي تقود برامج اللقاحات، مثل لقاح "كوفيد" الصادر بالشراكة مع شركة "بيونتك" (BioNTech).
اقرأ أيضاً: تغريم "فايزر" و"فلين" 70 مليون جنيه إسترليني للمغالاة في أسعار أدوية
بدأت المناقشات حول توسيع منشأة بيرل ريفر قبل الوباء، ومن ثم فرضت أبحاث "فايزر" بشأن "كوفيد" مزيداً من الضغط على منشآتها. كان العلماء هناك مسؤولين عن تصميم جرعات اللقاح واختبارها على الحيوانات، وإجراء فحوصات وتحليلات أخرى لها علاقة بالجودة. وأجروا أيضاً أعمال بحث وتطوير على اللقاحات، بما فيها لقاح "بريفنار" التابع لـ"فايزر" والمضاد للمكورات الرئوية المميتة، وهو اللقاح الذي كان الأكثر مبيعاً في العالم حتى ظهور لقاح "كوفيد".
اقرأ المزيد: جمع لقاحي "فايزر" و"أسترازينيكا" يعزز المناعة ضد "أوميكرون"
قال ستيف بيورنسون، نائب الرئيس والمسؤول الأول عن عمليات البحث والتطوير الخاصة باللقاحات، في مقابلة: "لقد كنا نعاني دائماً من عدم كفاية المساحة.. نحن نحاول مواكبة المنافسة وإتاحة توسيع قدرة تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المرسال".
ساهم لقاح "كوميرناتي" المضاد لـ"كوفيد" في زيادة الإيرادات السنوية لشركة "فايزر" بمقدار الضعف تقريباً، بعد أن حقق مبيعات تزيد على 36 مليار دولار في عام 2021 وحده. تهدف "فايزر" إلى تكرار هذا النجاح من خلال تطبيق تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المرسال على مجالات أمراض أخرى.
قال بيورنسون إن توسيع منشأة بيرل ريفر، سيوفر مساحة إضافية لمختبر تطوير مجموعة جديدة من اللقاحات القائمة على الحمض النووي الريبوزي المرسال، وبالتالي الوقاية من الإنفلونزا ومسببات الأمراض الفيروسية الأخرى. إضافة إلى أنه سيفيد مشاريع حالية، مثل تطوير لقاح "فايزر" التجريبي ضد الفيروس المخلوي التنفسي، والذي يستخدم تقنية أكثر تقليدية.
مساحات إضافية
وافق مجلس إدارة "فايزر" على زيادة المساحة بمقدار 260 ألف قدم مربعة، بما فيها مختبر مساحته 55 ألف قدم مربعة، في نهاية شهر يونيو. ويهدف عملاق الصناعات الدوائية، ومقره مانهاتن، إلى إكمال بناء منشأة بيرل ريفر في الربع الأول من عام 2026.
قال بيورنسون: "هذا وقت حرج بالنسبة إلى علم اللقاحات، ونحن في مركزه ونريد البقاء هناك.. عندما يفكر أي شخص في (فايزر)، آمل أن يفكر في اللقاحات، وأننا في الواقع أفضل مساهم في تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المرسال والأكثر تقدماً في العالم".
تمتد منشأة بيرل ريفر على أراضٍ زراعية وغابات متداخلة المناطق، وتستضيف حالياً أكثر من 1,000 موظف من "فايزر" الذين شارك المئات منهم في تطوير لقاح "كوفيد-19". وتتسع المختبرات الموجودة في الموقع حالياً لـ220 موظفاً، لكن عملية التوسعة ستوفر مساحة إضافية لـ150 موظفاً آخرين.
يأمل بيورنسون أن تمنح أحدث منشآت "فايزر"، ميزة للعلماء ذوي الخبرة في اللقاحات القائمة على الحمض النووي الريبوزي المرسال، في معركة تنافسية متزايدة. فكرت الشركة في بناء منشآت جديدة في مراكز التكنولوجيا الحيوية الأخرى، مثل كامبريدج وسان فرانسيسكو، لكنها أقرت في النهاية بأفضلية قرب منشأة بيرل ريفر من نيويورك ووادي هدسون وكونيكتيكت ونيوجيرسي/ حيث يمكن - حسب بيورنسون – "الوصول إلى مجموعة متنوعة من أنماط الحياة".
استثمرت "فايزر" مؤخراً، وبشكل منفصل، 29 مليون دولار لإنشاء مختبر في بلدة بيرل ريفر، والذي يُستخدم لدراسة عوامل مُعدية قد تكون خطرة مثل "كوفيد".
حصل المختبر، الذي بدأ العمل في ديسمبر 2020، على تصنيف المستوى الثالث للسلامة البيولوجية، ما يؤهله لدراسة العوامل المُعدية أو السموم التي قد تنتقل عبر الهواء وتسبب عدوى مميتة. وقد تعهدت شركة العقاقير الآن بتقديم 20 مليون دولار أخرى لمضاعفة طاقة المختبر.