أحدثت النساء والأقليات طفرة في مجال الأعمال التجارية خلال العامين الماضيين في الولايات المتحدة.
توصّلت دراسة استقصائية إلى أنّ نصف رواد الأعمال الجدد تقريباً في عام 2021 من النساء، ويعتبر ذلك ارتفاعاً كبيراً من 28% في عام 2019. كما تضاعفت حصة رواد الأعمال السود الجدد ثلاث مرات أكثر لتصل بذلك إلى 9%، وفقاً لـ"غوستو"، وهي شركة متخصصة في إدارة الرواتب والموارد البشرية.
تطابقت هذه النتائج مع دراسة أجرتها شركة استضافة المواقع "غو دادي" (GoDaddy Inc). ومن بين العوامل وراء زيادة انخراط النساء في ريادة الأعمال: مسؤوليات رعاية الأطفال. فمع استمرار تعطل المدارس ومراكز رعاية الأطفال في العام الماضي، بدأ عدد ملحوظ من الأسر- وبخاصة النساء – تأسيس أعمالهم التجارية الخاصة بدافع الضرورة.
وفقا لدراسة "غوستو"، قالت أكثر من ربع مالكات الأعمال التجارية اللواتي لديهن أطفال في سن المدرسة إنهن أنشأن شركتهن استجابةً لواجبات رعاية الأطفال المتزايدة.
اقرأ أيضاً: تنافسية الألعاب تهيمن على اقتصاد العمل الحر.. فمن الرابح؟
في هذا السياق، أشار مكتب الإحصاء الأميركي (Census Bureau)، إلى أنّ نسبة المشاريع حديثة التأسيس وصلت إلى مستويات قياسيةّ بلغت 5.4 مليون مشروع جديد في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، ما يؤكّد أن انفجار الإبداع الذي شهدته البلاد في الأشهر الأولى من انتشار الوباء أحرز نجاحاً كبيراً. وفي حين أنّ معظم هذه الأعمال الحرّة تأسست بدافع الضرورة خلال فترة تفشي الوباء بعد أن فقد ملايين العمال وظائفهم، فإن ما يحفز أصحاب تلك الأعمال اليوم هو البحث عن فرص أفضل.
من بين المشاركين السود الذين شملهم استطلاع "غوستو"، أسّس معظمهم عملهم الخاص لتحسين استقرارهم المالي، وهي نسبة تعد أكبر من نظرائهم البيض واللّاتينيين.
بايدن يطلب من الكونغرس تعليق ضريبة البنزين لتخفيف الضغط على العائلات
مخاطر تستحقّ
بشكل عام، أظهرت الدّراسة أن عدداً من العمال يضعون المرونة والاستقلالية التي يوفّرها العمل الحر ضمن أولوياتهم، حيث تخلّوا عن الوظيفة ذات الدخل الثابت لصالح ريادة عملهم الخاص.
كما تغيّرت أنواع ومجالات الأعمال الحرّة مقارنةً بعام 2020. حيث أسّس بعض المختصّين في مجال الخدمات المهنية، بعد أن تركوا وظائفهم، شركات خدمات مهنية جديدة، ما يخلق منافسة مع الشركة التي سبق أن عملوا فيها.
لتحديد مكان إقامة أصحاب المشاريع الجديدة، طوّر الاقتصاديون في "يو سي إل إي أندرسون" (UCLA Anderson Forecast) مؤشراً لنشاط المشاريع الصغيرة بالاستعانة ببيانات "غو دادي". وجاءت سانتا كلارا، المقيمة في كاليفورنيا على رأس المؤشر، كما شملت المناطق الأخرى ذات التصنيف العالي المقاطعات التي تحيط بواشنطن العاصمة، حيث يمكن للشركات الجديدة أن تدعم العقود الحكومية، وكان نفس الأمر في بروكلين ومانهاتن بنيويورك.
في حين أن تأسيس مشاريع جديدة يمكن أن يكون أمراً محفوفاً بالمخاطر، خاصة في ظلّ انتشار الجائحة، إلاّ أنّ تسعة من أصل 10 مشاركين في الاستطلاع، أوضحوا أنّ مشاريعهم أحرزت نجاحاً فاق توقّعاتهم. ومع ذلك، لجأ بعضهم إلى إيجاد وظيفة ثانية سعياً إلى تغطية تكاليف تشغيل مشاريعهم.